مسالة الهوية في الدولة الحضارية الحديثة


1. د ح ح تقوم على اساس المحتوى الانساني  للجماعات البشرية. المحتوى الانساني مشترك، بل واحد بين جميع الجماعات البشرية. وادى حل شفرة DNA الى سقوط وهم النقاء العرقي ووحدة الدم. فما البشر  كلهم الا جنس واحد مهما اختلفت الوانهم واشكالهم ولغاتهم واديانهم وثقافاتهم. للجماعات البشرية هوية واحدة اساسية هي الهوية الانسانية. هذه وحدها هي "الهوية الطبيعية". وهذا ما تؤكد عليه كل الاديان السماوية ماعدا اليهودية التي تحولت على يد الصهيونية الى دين مغلق.

2. كل الهويات الاخرى التي تنادي بها الجماعات البشرية انما هي هويات اجتماعية فرعية.والهويات الفرعية نتاج اجتماعي، وهي طارئة، من الوجهة التاريخية، على البشرية. الاصل هو الهوية الطبيعية الانسانية.

3. الهويات الفرعية تبنى اجتماعيا وهي موضوع من مواضيع السياسة الثقافية وليست واقعة معطاة من وقائع الحياة، وان على المجتمع ان يتدبر امرها.الهوية محتوى ثقافي مكتسب وليست محتوى جيني معطى.

4. بناء الهوية الفرعية يتم من وجهة نظر د ح ح على اساس التماثل وليس على اساس التضاد مع الاخر.

5. التعارف بين البشر هو اساس بناء الهوية الفرعية.

6. لا تعارض بين الهوية الطبيعية الانسانية والهويات الفرعية الاجتماعية ما دامت الثانية لا تلغي الاولى، وما دامت الاولى لا تقمع الثانية. للعام مجاله، وللخاص مجاله، وتحقيق هذا التوازن احد مؤشرات نجاح المجتمع في بناء دولته الحضارية الحديثة. من شان الهوية الانسانية الطبيعية ان تثري الهويات الفرعية، ومن شان الهويات الفرعية ان ترسخ الهوية الانسانية الطبيعية للمجتمع.

7. على مستوى العراق، كل العراقيين اعضاء اصيلون في الهوية الانسانية الطبيعية. وهم متماثلون فيما بينهم على اساس هذه الهوية، كما انهم متماثلون مع غيرهم على نفس الاساس. التماثل في الهوية يفرض التماثل في الحقوق والواجبات. التمييز في هذه معادلة الحقوق والواجبات على اساس اللون او الدين او المذهب او اللغة او العرق يتعارض مع التماثل في الهوية الطبيعية الانسانية. الهوية الانسانية الطبيعية هي الاطار الذي تزدهر ضمنه الهويات الفرعية للمجتمع العراقي، ويتم حمايتها من الظلم والقمع والاقصاء والتمييز.