هل في سورية فساد أو إن الفساد في سورية ؟ ، وما الأسباب التي تحدّ من مكافحته ؟!.

الجزء الرّابع


كنت في الجزء الثّالث قد أشرت إلى أن تكون منظومة مكافحة الفساد تلك المنظومة الجديدة التي يمكن إنشاؤها أو حتّى الهيئة المركزيّة للرّقابة والتّفتيش نفسها _ تابعة للمكتب الخاص بالسّيّد الرّئيس لتُعنَى بمتابعة عمل الوزراء وأدائهم والمديريّات التّابعة لكلّ وزارة بناء على تقاريرَ ومعلوماتٍ ومعطياتٍ ، ويمكن تشكيل لجنة حاليّاً موثوقة من السّيّد الرّئيس للبحث في ملفّات الدّيوان وتطلب بعض الأضابير والقضايا بما له علاقة بالحكومة ورئاستها ، لأنّ هناك ما هو أعمق من ذلك بكثير عبر الثّلاثيّ مجلسي الشّعب والوزراء والهيئة المركزيّة للرّقابة والتّفتيش ، وذكرت مثالاً لها ، وتساءلت عن جواب الهيئة على ما تمّ تقديمه لها بخصوص الدّكتور هزوان وزير التّربية أثناء تكليفه بالعمل وزيراً وأيضاً بخصوص عدد من العاملين في الوزارة برقم ( 986 ) تاريخ 25/6/2018 وعدم البحث أيضاً في مضمون ما تمّت الإشارة إليه عن المناهج في وزارة التّربية ودورها في التّحريض على العنف منذ أيّام الدّكتور علي سعد وزير التّربية الأسبق ومنذ تكليف الدّكتور دارم طبّاع برئاسة مركز تطوير المناهج _ وهو الوزير الحالي في التّربية _ ؟!، وسأكون في الجزء الرّابع من البحث للوقوف على تفاصيله وأبعاده . 
وكلّنا أمل _ بدايةً _ في مكافحة من يسعى لتخريب سورية وفكر أبنائها لأنّ تخريب الفكر والإنسان أشدّ فتكاً وإيلاماً من تخريب العمران والبناء ، وهذا ما تمّ تقديمه لمقام رئاسة الوزراء أيضاً عبر دراستي عن " مؤشّرات المؤامرة في المناهج العربيّة السّوريّة الجديدة " عبر عدد من الكتب المدرسيّة ، منها : اللغة العربيّة وقضايا فلسفيّة واجتماعيّة ونفسيّة والتّربية الوطنيّة والتّاريخ والتّربية الإسلاميّة والمسيحيّة ، وسُجّلت في النّافذة الواحدة في وزارة التّربية برقم / 12722 / تاريخ 21/ 6/ 2015م ، والمرفقة أيضاً بدراستي " آفاق تطوير وزارة التّربية في الجمهوريّة العربيّة السّوريّة " المقدَّمة لمقام رئاسة مجلس الوزراء برقم 2025/ م. خ/ق تاريخ 8/8/2017 م والمحالة للسّيّد وزير التّربية وفق ما أشير إليها في الجزء الأوّل أيضاً ، وتغيّرت المناهج في سورية بعد لقاء السّيّدة الدّكتورة نجاح العطّار نائب السّيّد رئيس الجمهوريّة وتقديم الدّراسة الخاصة بالمؤشّرات لسيادتها .
والمناهج قد عملَت على تنشئة الجيل وتربيته بصورة يدعو فيها للتّغيير عبر الثّورة ، وتشكِّلُ لديه طرائق تفكير جمعيّ أو فرديّ يتمثّلها في مختلف مجالات حياته ، وتمّ إثبات ما ذهبتُ إليه بالوثائق والأدلّة الواردة في صفحات الكتب المشار إليها ، وبعدها تمّت عملية التّغيير للمناهج استناداً لما تقدّمنا به وتمّت مناقشته في مجلس الشّعب قبلاً ، ومثّل ذلك اعترافاً من التّربية بصحّة ما ذهبنا إليه وما تحمله المناهج من تخريب لعقول الناشئة وأبنائنا ، وتأكّد ذلك في الحلقة التّلفزيونيّة التي كنت فيها ضيفاً على شاشة الفضائيّة السّوريّة في برنامج " حديث النّاس " بعنوان : ( تقويم المناهج التّربويّة ) بتاريخ 6/2/2017 م وتمّ فيها :  
أ_ الإشارة إلى ما تطرّقت إليه المناهج من دعوات ثوريّة في الكتب المشار إليها آنفاً عبر أدلّة من صفحات الكتاب . 
ب_ بيّنتُ أنّ المناهج لا تقيس القدرات العقليّة العالية للمتعلّم ، وكان ذلك ( في الدّقيقة التّاسعة والعشرين وما بعد من الحلقة ) وفيها أيضاً :  
ج_ المناهج بعيدة عمّا وُضِعت له . 
د_ بيّنتُ أنّ المتعلّم فيها لا تجعله محبّاً وطنه وبيّنت أدلّة على ذلك منها ما يحدث حاليّاً . 
ه_ الإشارة إلى أنّ الكتب المدرسيّة طُبِعت في لبنان وليس في المطابع السّوريّة الخاصة بالمؤسّسة العامة للمطبوعات والكتب المدرسيّة . 
و_ تمّت المطالبة بتغيير الكادر الإداريّ والإشرافيّ على المناهج الحاليّة التي تدرّس في بعضها للآن حتّى لا نحافظ على الأغلاط التي تمّت الإشارة إليها وتُصاغُ  بأسلوب جديد ، وتُعطى شكلاً جديداً ويبقى المضمون واحداً . 
ز_ تمّت الإشارة لضرورة تغيير نظام الامتحانات وقوانين التّربية وسوى ذلك من أمور كثيرة .
كما تأكّد ذلك عبر ماذكره السّيّد الدّكتور دارم طبّاع رئيس المركز الوطنيّ لتطوير المناهج وقتها عندما سُئِل في الحلقة التي حلّ ضيفاً فيها ضمن برنامج ( من الآخر ) بتاريخ الأحد 17/9/2017م في الدقيقة ( السابعة والعشرين وتسع وعشرين ثانية من الحلقة ) وكان السّؤال عن سبب تغيير المناهج ، فقال : السّبب ما قيل في مقالات عن كتب التّاريخ واللغة العربيّة ... وتمّ إرفاق ملف عن الحلقتين عبر ملفين في cd  خاص ، وتمّ تقديمهما في الكتاب المشار إليه والمسجّل برقم 2477 / م. خ/ق تاريخ 1/10 /2017م ) لدى رئاسة مجلس الوزراء ، وقد أشرتُ فيها لما يلي : 
وكان من الملاحظ أيضاً أنّ السّيّد وزير التّربية الأسبق الدّكتور هزوان الوز قد جعل منتقدي المنهاج من الرّعاع ، وقد استعمل مصطلح ( المقاومة ) مرّتين في معرِض ردّه حول انتقاد المناهج ، وما أثير حولها ، وأنّ هناك مقاومة لها ، إذ كانت الأولى في ( قناة شام ف . م . ) عبر الشّريط الإخباريّ ، والثّانية عبر شاشة الفضائيّة السّوريّة في برنامج ( من الآخر ) تاريخ الأحد مساء 17/9/2017م ، في ( الدّقيقة الثّلاثين وتسع عشرة ثانية ) ، وأكّده أيضاً في ( الدّقيقة التّاسعة والثّلاثين من الحلقة ) ، ومن المعروف ما تعنيه كلمة مقاومة بأنّها تأتي في حالة ردٍّ لعدوان ، وبالتّالي : 
فإنّ ما قدّمَته المناهجُ يعدّ عدواناً حقيقيّاً على الشّعب وأبنائنا وفكرهم الفرديّ والجمعيّ تَبَعاً لمضمونها 
وجاء كلامه بمثابة إقرارٍ لما ذهبتُ إليه في دراستي عن المناهج في تحريضها ، وتكشف بالتّالي ما كان السّيّد الوزير ومن قبله السّيّد علي سعد الوزير الأسبق يسعيان لتحقيقه .
وتمّت المطالبة بضرورة المساءلة لكلّ ما سبقت الإشارة إليه ، وأيضاً للدّكتور دارم طبّاع رئيس المركز الوطنيّ لتطوير المناهج وقتها تَبَعاً للآتي : 
1ً_ جاء في مداخلة السّيّد دارم طبّاع أثناء الحلقة الخاصة باللقاء معي عندما كنت ضيفاً على شاشة الفضائيّة السّوريّة في برنامج " حديث النّاس " بعنوان : ( تقويم المناهج التّربويّة ) بتاريخ 6/2/2017م قوله الآتي : 
أ_ " إنّنا في سورية من أربعين سنة عايشين بأخطاء " ، وتمّ قطع الإرسال على أنّه خلل فنّي _ وكان اللقاء مباشراً _ وتمّ تنبيه المداخل الدّكتور دارم لما قاله في الدّقيقة ( الخامسة والثلاثين وعشر ثوانٍ من وقت الحلقة ) بعد تأكيده أنّ ما أشرت إليه من تحريض كان صحيحاً في بداية حديثه بعد التّرحيب به في المداخلة . 
ب_ في الوقت الذي سألتُه : " لماذا لم يتمّ الحديث في كتاب التّاريخ عن المؤامرة التي تتعرّض لها سورية ، وتمّ الحديث عن كلّ الدّول العربيّة واُستُثنيت سورية فقط ، وتمّ الاكتفاء بأنّ السّيّد الرّئيس تسلّم السّلطة عام 2000م " تهرّب من الجواب وعندما طلبتُ منه التّقيّد بالسّؤال لم يستطع الرّدّ وبدا مرتبكاً ( وذلك في الدّقيقة التّاسعة والثلاثين من الحلقة ) . 
ج_ لدى سؤال السّيّدة المذيعة _ مقدّمة البرنامج _ أروى الشّماليّ للمُداخل طبّاع : ( في الدّقيقة السّابعة والثّلاثين وثلاث وعشرين ثانية ) " متى نبدأ نلمح نتائج أعمالكم ؟ " قال : 
" الخطّة : تغيير المناهج خلال ثلاث سنوات في كلّ المواد من الأوّل إلى السّادس .... " . 
وبالتّالي نتساءل : هل كان ما تضمّنته المناهج مخطّطاً ، ومن المعلوم أنّ المناهج لا تُطبَع إلّا بعد توقيع السّيّد الوزير ( وكان الدّكتور هزوان أثناءها وزيراً ) ، وليكون توقيعه إثبات عمله .
2ً_ وجاء كلام السّيّد الدّكتور دارم طبّاع بما يلي : 
أ_ عندما سُئِل في الحلقة التي حلّ ضيفاً فيها ضمن برنامج ( من الآخر ) بتاريخ الأحد 17/9/2017م ( في الدقيقة السّادسة والخمسين وأربعين ثانية ) من قبل السّيّد مقدّم البرنامج جعفر أحمد بقوله : "ألست مطّلعاً على المناهج " فأكّد أنّه اطّلع بقوله : " كلمة كلمة " وبالتّالي أثبت اطّلاعه على ما ورد فيها إن كان حاليّاً أو ما تضمّنته الحلقة التي كان فيها مداخلاً وأشرت لها قبلاً ، وهذا الكلام يناقض ما قاله في الحلقة ذاتها عند سؤال المذيع عن كون دارم مشرفاً على المناهج ، فأنكر معرفته بالملاحظات في بداية الحلقة . 
ب_ عندما سأله أيضاً قائلاً : 
" خلال عشر سنوات تغيّرت المناهج ثلاث مرّات أهي منهجيّة أم تخبّط ؟" ، فكان ردّ السّيّد الدّكتور 
دارم مؤكّداً أنّها تخبّط ( في الدّقيقة السّابعة والعشرين وأربع وخمسين ثانية ) ، وفي نهاية الحلقة لاحظ المذيع المستضيف أنّ الدّكتور دارم تناقضت أقواله ونفى التّخبّط فطلب منه أن يعيد الاستماع للحلقة بعد نهايتها ليستمع لما قاله . 
3ً_ وحول موضوع الخريطة السّوريّة التي حُذِف منها الجولان ولواء اسكندرون ( ضمن الحديث عن المناهج الجديدة المطبوعة للعام الدّراسيّ 2017/ 2018 م ) : 
أ_ قال السّيّد الوزير الدّكتور هزوان وقتها ( في الدّقيقة السّادسة والثّلاثين وإحدى عشرة ثانية ) أكّد الوزير أنّه خطأ فادح وليس ملاحظة ، وأكّد أنّ لجنة تأليف وتقويم المنهاج أُحيلت للرّقابة الدّاخليّة ، وسؤالنا : 
فهل يكفي هذا الإجراء أو فَعلَهُ ليحمي نفسَهُ ؟!.  
ب_ وقال السّيّد الدّكتور دارم طبّاع رئيس المركز الوطنيّ لتطوير المناهج أثناءها في ردّه : 
" الخريطة لم ينتبه لها أحد عندما استعان المنضّد بخريطة من الانترنيت " ، ( في الدّقيقة الرّابعة عشرة وخمس وخمسين ثانية من الحلقة التي كان ضيفاً فيها ) ، وهذا القول يتعارض مع ما قاله بأنّه اطّلع على المناهج " كلمة كلمة " _ كما أسلفنا قبلاً _ فهل تُؤخَذ الخرائط من الانترنيت أو من جهات رسميّة أصولاً ؟! . 
ولعلّ ما سبق يُظهر ما يمكن أن نسميّه اعترافاتٍ قيلت عبر الفضائيّة السّوريّة بلسان السّيّد الدّكتور دارم مشرف المناهج والمطّلع عليها كونه رئيس المركز الوطنيّ لتطوير المناهج أثناءها ، وكذا الحال للسّيّد الدّكتور هزوان الوز وزير التّربية الأسبق أيضاً ذكره عندما كان وزيراً ، واللافت في المناهج أيضاً تضمينها قصائد لشعراء لهم مواقف عدائيّة مع القائد المؤسّس حافظ الأسد ، ، وهم أساساً نظموا قصائد في هجائه ، فما السّبب في إدراج قصائد لهم في المناهج ؟!، وهو ما سيكون مجال بحثنا في الجزء الخامس القادم ، فأرجو أن تكونوا معنا في المتابعة . 

الباحث والمحلّل السّيّاسيّ :
وعضو اللجنة الإعلاميّة لمؤتمر الحوار الوطنيّ في سورية 
وعضو الجمعيّة السّوريّة للعلوم النّفسيّة والتّربويّة .