الاتِّكال لا يُعالج ولا يُرجِع الحقوق!


يكاد أن يكون مرض الاتكال الفتاك هو اعظم صفات هذا الشعب الذي قسمٌ منه هو الحق ويملك الحق ولكنه ينتظر من الباطل نفسه أن يفسح لهم وله - الحق - المجال ليطبّق ما يؤمن به! وهذا غير وارد ولا يمكن أن يرد لما عليه طبيعة صراع الحق والباطل، فالباطل هو  دائم الهجوم على الحق ولو بعد سيادة قوانينه واستقراره، وهو الذي لا يكِلّ ولا يمل من المحاولات التي يريد بها إزاحة الحق عن المشهد أو الحكم والانتشار!

إذ مثل هذه المعركة تحتاج من يؤمن بالتضحية من أجلها مهما كان شكلها ونوعها وظروفها، سواء على المستوى العقائدي او الثقافي أو الإجتماعي او العسكري، بل وعلى كل صعيد ممكن، ولابد من أن تكون الأدوات بيد الحق، لها مطلق الإيمان بحقها وتؤمن بأنها مهما تضررت هي من سيكسب المعركة ولو بعد حين لما للمدافعين من اجل الحق من يقين بذلك! ولذا كان القرآن صريح في وضع يده على العلة التامة كدليل على هذا الموضوع - الاتكال- 

( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ ) الرعد ١١ .

إذا من هنا أوكلنا ومن هنا غدر بنا يوم اعتمد اصحاب الحق على اهل الباطل في ترك الساحة التي لا يمكن تركها بحال يوما، خاصة والمعركة يشتد وطيسها يوما بعد وتزداد ضراوة وتتنوع فيها الأساليب وتكثر عندها الخونة والمنسحبين عن المواجهة! 
وعلى هذا الأساس قد نجزم ببقاء الباطل ليتفرعن وينتشر ويؤمّن لاصحابه منصات الخطاب ومتاريس الهجوم على الحق! وبنظرة بسيطة،  لك أن تعرف الفرق للمكوّن الشيعي من عام ٢٠٠٣والى عام ٢٠٢١ وكم انهزم منهم؟ وكم انقلب ليصبح  عميلًا للسفارة منفّذٌ لخططها والمؤامرات؟ علاوة على ذلك،  توغّل المشروع البريطاني الخبيث والذي بسبب الاتكال السلبي سينتج مشروعهم والحلم ماخططوا له!!!