لايكفي أن تكون المقاومة على حق


على الرغم من صوابية وأحقية خيار المقاومة في هذا البلد المثخن بالجراحات ، 
استناداً لكل الشرائع السماوية والمعاهدات والمواثيق الدولية .
إلا أن خيار المقاومة في بلد يضرب الانقسام بأطنابه ، وينخر الفساد جوانبه، 
من الصعب جدا أن يتبلور فيه رأي عام رافض للإحتلال، خاصة على صعيد الكتل  السياسية المتحكمة بالمشهد السياسي. 
والتي بات البعض منها يشكل له التواجد الأجنبي والإحتلال مظلة آمنة لبقائه وضمان مصالحه.
وبرغم أن المقاومة في العراق قد تمكنت من التأثير في الرأي العام المحلي (الوطني)
وحظيت بمساحة تأييد معتد بها في الوسط الجماهيري ، خاصة بعد تشكيل الهيئة التنسيقية لفصائل المقاومة وتوحيد مواقفها بإزاء القضايا المصيرية .
إلا أنها إي قوى المقاومة لم تتمكن لحد اللحظة من تحويل المقاومة لخيار شعبي عام ، أو قل (رأي عام وطني شامل) فضلا عن عدم تمكنها من اقناع الفرقاء السياسيين بخيار المقاومة ولو على الصعيد السياسي.
في الوقت الذي تخطط فيه الولايات المتحدة لجعل البقاء الأمريكي مطلباً جماهيرياً.
بل إن المساعي الأمريكية الخبيثة تمكنت من اختراق البيئة المكوناتية للمقاومة ،وتعزيز بؤر الإنقسامات فيها.
 بل وتمكنت إيضا من خلق مناخات مضادة للتوجه الثوري في بعض أركان المؤسسة الدينية التي ينتمي  لها الخط المقاوم في العراق.
ولذا من الضروري جداً أن نلتفت الى أهمية صناعة الرأي العام مع وجود المقتضيات المنطقية لاستمرار  هذا النهج حتى على فرض خلو العراق من التواجد الأجنبي. 
لحتمية تأثير ستراتيجيات الولايات المتحدة في المنطقة على العراق بوصفه جزءاً منها، والتي يراد لها أن تكون مأسورة لللتفوق الصهيوني ولوازمه من الهيمنة  السياسية والاقتصادية والامنية والثقافية الخ.
الخلاصة أن على قوى المقاومة أن تستثمر الفرصة وهي سانحة لتحريك الراكد من الرأي العام المنكفئ والخامل ، قبل أن تجد نفسها أمام رأي عام فاعل رافض لخيار المقاومة (المنطقي و الصائب )على كل الصعد .
لكن خط المقاومة على مايبدو أوشك إغفال أهمية أن يكون ((للحگوگ حلوگ))