الشخصية
يتحدث الكثير عن الشخصية وقوتها وان زيد او عمر يمتلك شخصية قوية او شخصية ضعيفة ، ولكن في الوقت نفسه لم يتم البحث والتطرق بشكل جاد حول معرفة مفهوم الشخصية وما مقوماتها سواء كانت قوية اوضعيفة ، في كتابه الموسوم (حلل شخصيتك بنفسك) يقول الدكتور ابراهيم الفقي ان الشخصية عبارة عن عدّة صفاتٍ نفسيّة وجسديّة مكتسبة وموروثة، وتشمل أيضاً العادات والتقاليد المرتبطة بالإنسان، ومجموعة القيم والعواطف التي تتحكّمُ بتصرفاته؛ حيث تكون جميعها متفاعلة وتظهر للنّاس على هذه الصورة من خلال تعامل الإنسان في المجالات الحياتيّة المختلفة. وإذا حصل خلّل في أحد مكوّنات الشخصيّة أو بعضها يظهر على الشخص ما يُعرف باضطراب الشخصيّة، وذلك يؤدّي ظهور إلى أنماطٍ بشريّة عديدة بعضها قد يصعب فهمها أو تفسير تصرفاتها.
وحقيقة الأمر هناك الكثير من المقومات والامور التي تساعد على تكوين الشخصية منها بنية الجسم، والقيم والمعتقدات، والقدرات العقلية، كذلك فأن الشخصية هي حصيلة مكونة من البيئة والوراثة.
يرى هادي المدرسي في كتابه ( كيف تكسب قوة الشخصية) ان الجهاز الفسيولوجي لدى الإنسان من الممكن ان يفرز بعض الأمور التي تؤثر على السلوك، وتؤدي لتغيرات في السلوك والمظهر وردود الفعل، كما أن هناك العديد من العوامل التي تؤثر على تكوين شخصية الإنسان ومنها المدرسة، والخبرة الحياتية، والتطبع الاجتماعي.
اختلفت الاراء ووجهات النظر حول مفهوم الشخصية القوية ولكن بشكل عام ممكن القول ان قوة الشخصية قد تكون مكتسبة ومن الممكن تحصيلها عن طريق استخدام أساليب خاصة تتمثل في طريقة المصافحة، أو التحديق في العينين، وهي من الأساليب التي تترك تأثيراً جانبياً لأنها تخص المظهر فقط وليس الجوهر، حيث إن الجوهر في قوة الشخصية هو أن يكون الإنسان على طبيعته وبأفضل حالاته، مع وجود تناسق بين نبرة الصوت وإيماءات اليدين أثناء الحديث.
هناك من يرى ان من صفات الشخصية القوية الثقة بالنفس وتتضمن النظر إلى الأمور عن بُعد، ولا يقوم الواثق بنفسه بالتشكيك في قُدراته، فهو يتمتع بالتحدي والقدرة على الإنجاز، والصفة الثانية تحقيق الذات وتتمثل بإيمان الشخص بقدراته وامتلاك الرغبة في تحقيق الذات والقيام بالأمور التي يطمح لها، سواء كان ذلك في الجانب العملي الذي يتعلق بطموحات العمل، أو في الجانب العاطفي الذي يتعلق بالحب والصداقة، والصفة الثالثة الرضا عن النفس وهو شعور الشخص بتقدير الذات والرضا التّام عن النفس، وكذلك من الصفات الاخرى مد يد العون وهذا يعني مساعدة الآخرين مع العطاء بسخاء وكرم، ولاننسى الكفاءة وهي القدرة على تطوير الذات مع وجود اعتقاد تام بالنجاح، واتخاذ القرارت بأسرع وقت ومن دون تردد.
يستطيع الفرد ان يطور شخصيته ويجعلها اكثرة قوة وتأثير وذلك من خلال:
1- عدم التكلّم كثيراً: من الممكن اكتساب الشخصية القوية عن طريق التحدث ببلاغة وبشكل واضح، حيث يجب الحديث بأقل قدر ممكن.
2- مرونة الشخصية : تمتلك الشخصية القوية صفة المرونة والتكيف، وذلك من أجل إيجاد وسائل بديلة لحل العقبات من دون التمسك بالأفكار بشكل صارم، وذلك لأن المرونة تساعد الشخص على حلّ معظم المشكلات، وهذا الأمر دلالة على قوة الشخصية.
3- عدم المجادلة: من أجل اكتساب الشخصية القوية يجب الابتعاد عن المجادلة وفرض الحجج من أجل الفوز في أمر ما، وذلك لأن أصحاب الشخصية القوية لا يضيّعون الوقت بالمجادلة والمشاحنة، بل يبحثون عن أفضل النتائج الممكنة.
4- امتلاك الشخصية الاجتماعية: وذلك يعني الانخراط مع المجتمع سواء كان الانخراط مع العائلة، الأصدقاء، أو الزملاء، حيث تميل الشخصية القوية إلى الابتعاد عن العزلة أو محاولة كسب السلطة، بل يسعى أصحابها إلى المشاركة الجماعية والاحترام.
5- تمييز الذات: يميل أصحاب الشخصية القوية إلى تميز أنفسهم بشكل ما، ويظهر هذا الأمر من خلال عدم الالتزام بالمعايير المجتمعية وعدم اللحاق بالآخرين، حيث إن هذه الأمور تعيق اكتساب قوة الشخصية. ( ربما هناك من لايتفق مع هذه النقطة ولكن هي نقطة جوهرية ومهمة).
واضافة الى ذلك ممكن تطوير الشخصية بواسطة
1- الاستماع بشكل أفضل: من الممكن تعلم الكثير من الأمور التي تحيط بالإنسان في حال كان مستمعاً بشكل جيد، حيث إن الاستماع هو من المهارات الجيدة التي تسمح بأن يكون الشخص أكثر انفتاحاً لما حوله وأن يتشارك العلاقات ودائرة المعارف مع الناس.
2- توسيع دائرة الاهتمامات: وهي من الأمور التي تساعد على أن يكون الإنسان أكثر جاذبية لمن حوله، وتحفزه على تبادل الأحاديث، نظراً لوجود العديد من الأمور التي يمكن التحدث عنها، كما أن توسيع دائرة الاهتمامات يساعد على تطور الصحة العقلية، كما تغرس الثقة في الإنسان.
3- الاطلاع بشكل دائم: حيث إنها تساعد على تكوين المعرفة من خلال معرفة المصلحة الذاتية، مما يولد الثقة ويساعد على أن تكون المحادثات مثيرة للإعجاب، وتبادل المعرفة مع الآخرين.
4- صقل المهارات العملية : يساعد صقل المهارات على وجود الكفاءات من أجل أن تكون الحياة ناجحة، كما أنها تساعد على تطوير المهارات الشخصية بشكل جيد، وخصوصاً مهارات الاتصال، والاستماع، والإقناع، كما يجب تنمية المهارات القيادية، وذلك في حالة وجود رغبة من أجل تحقيق النجاح في الحياة العملية.
5- صقل المهارات الشخصية: وهي التي تظهر الكفاءة من أجل حياة ناجحة، وهي المهارات التي تساعد على التفاعل والتواصل مع الآخرين ومنها مهارات الاتصال والإقناع، ولا تختص تلك المهارات للتفاعل مع الأفراد فقط بل مع الجماعات، وهذا الأمر لا يختص الحياة الشخصية فقط بل الحياة المهنية.
وفي النهاية لابد من الاشارة الى وجود سلبيات في الشخصية القوية ومن أهم السلبيات الشعور بالخوف والشعور بالذنب بشكلٍ أكبر والعصبية الزائدة لأبسط الأمور، وكذلك التسلّط والتعالي على الآخرين والنرجسية.
وان من اهم خطوات علاج قوة الشخصية السلبية التحدث مع الطبيب النفسي من أجل التوصل إلى مرحلة من التوازن، والقراءة بشكل أكبر عن قوة الشخصية، وعن كيفية التحكم بها.
التعليقات