تحت عنوان في المرمى والوقت غير مفيد /رسائل المقاومة ..


معادلات رسخت الكثير من الرسائل ، بالمضمون كان لها مفعول بتعزيز الحصون ، ورسائل بالجملة واحدة تلو الأخرى ، للاسرائيلي والاميركي ، تؤكد جاهزية المقاومة لحماية الثروة اللبنانية ، كما لو أنه بدأ العد التنازلي ، وصور ناطقة تقف بالمدلولات الدقيقة عن إنتاج خلاصة خريطة المواقع البحرية استخباريا ، عبر مقطع مصور لإحداثيات منصات استخراج الغاز الاسرائيلية ، فما هي رسائل المقاومة بالتوقيت والمضامين ، وكيف تلقتها الولايات المتحدة الامريكية ومن خلفها الطفل الرضيع اسرائيل بالتعليق والتجسيد ؟

اهتمام اسرائيلي واميركي لكل خطاب يظهر للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وخاصة منها الأخيرة  ، لما يمكن أن يحدث لكاريش ، إذ كان اخر خطاب عاشورائي  ولكنه تطرق إلى أمور كثيرة ، وقالت اسرائيل علنا أنها موجه لها، وربما لكوهستين الوسيط المتصنع أيضا  ، وانطلاقا من جملته الاعتبارية الحقة للسيد ، ألا وهي اللعب بالوقت غير مفيد ،رسالة اختير توقيتها ليحتس المعنيون في لبنان ، وأن يأخذو بها للاستفادة منها ، وكلمة الوقت تحديدا ، هي اقتطاف من كلمة سابقة للسيد ،عندما قال : من يراهن على الوقت هو سيخسر لا تلعبوا بهذا الموضوع بالتحديد فهو يمثل الخط الاحمر بالنسبة للسيد  ، لأن ترتيب الرسائل أخذت حيز المساحة عند المقاومة ، بدءا من رسائل المسيرات وصولا لإظهار السيطرة الاستخبارية الكاملة للمقاومة وعلى المساحة البحرية التي يعمل فيها الاحتلال الاسرائيلي بالرصد الدائم ، وهذا له عبرة سياسية بالمعنى الحرفي ، هي أن على المعنيون في لبنان الاستفادة من قدرات المقاومة ،ومن معادلاتها لتسمح للبنان الحصول على ثرواته وهذة الفرصة ذهبية لن تتكرر، وأن لا تنتظر اسرائيل وغيرها  لتقر  بثرواتها مالم دافعوا عن مصالح لبنان فهم أحق بها من عيرهم .

وفيما يخص المقطع الفيديو التي بثته المقاومة ، يظهر منصات الغاز والنفط الاسرائيلية وكل ما يتعلق بها ، إذ تؤكد المقاومة أن استهدافها ليس صعبا ، وأن أهمية نشر الفيديو له وقع سياسي ذات طابع عسكري ، في حال ارتكبت اسرائيل أي حماقة ، فإن الجاهزية على أكمل وجه ولن تتردد على استهداف أي نقطة  ، لا سيما أن المقطع المصور ، أتى بالتوقيت مع وصول منسق الإدارة الامريكية لشؤون أمن الطاقة إلى لبنان ، لبحث ترسيم الحدود البحرية ، وقد اعتبر بعض المعلقين السياسيين الامريكيين أنه مجرد إحداثيات وتصوير انترنيت لا يجدي نفعا ،  والى ما هنالك من سخف بالتعبير ،وكذا  اسرائيل تعول على أنه جزء من الحرب النفسية ، إلا ان هذا غير دقيق   بالمنطق، لأن إذا كان الفيديو جزءا من الحرب النفسية كما يدعون ، فإن فيه أيضا من الجديد ما يجعله يتجاوز البعد العسكري والاعلامي ، لتكون هنا الرسالة بالغة الأركان ، وبصوت الأمين العام لحزب الله ، تثبت المقاومة رسالتها البليغة بإيجاد الصورة الناطقة بالدلالات ، مفادها ، أن منصاتكم نرصدها بدقة ، دون الحاجة للمسيرات ، و في منطوق الرسالة انتاج سفنكم وما يتبعها كله بأعيننا وبالحسبان ، حيث خريطة المواقع البحرية جاهزة لتلك الأهداف المتحركة ، لمنع استخراج اسرائيل الغاز ، بقوة صاروخية إن لزم الأمر لحماية الثروة اللبنانية وهذا ربما وارد إذا استمرت اسرائيل بالاستفزات العدائية .

ونحن على أعتاب العد التنازلي تختار المقاومة توقيتها بتجسيد اقتدارها للبنان المفاوض بعيدا عن الصفعات التي توهم اميركا واسرائيل مزاعمها الغير مباشرة عبر وساطة كوهشتاين المتصنع ، حيث لا مساومة ولا تفاوض ولا تنازل ولا تطبيع ، وقالها رئيس البرلمان نبيه بري ،أيضا هذا يعطي دفع كبير على المستوى الاعلامي والسياسي ، بأن التهديد الجدي للسيد بين سندان القدرات وتنفيذ الوعيد كصورة واضحة عن التهديدات المتلاحقة ، وهذا ما جعل اسرائيل تسارع في تعزيز قواتها لحماية منصة حقل الغاز كاريش . 

المؤشرات السياسية والعسكرية لها أهداف مشابه لحقبة أهداف حرب تموز ، وقد تكون هذة المرة متعددة ، قد يقول البعض هذا من سابع المستحيلات ، ولكنه ليس بمستحيل على المقاومة في إطار الرد ، لمجرد أن هناك مفاجئات كبرى تتحضر ، ونتركها حاليا لأنها من حق المقاومة فقط ولا أحد غيرها ، أن يخبرها بكم في القريب العاجل . 

وبالتالي كل ما يشاع من مصادر غربية ووسائل اعلام اسرائيلية حول مقطع الفيديو ، هي هواجس ارباكات  تتنفس منها ، لأن الاحداثيات  تكتب ، بينما الصورة كانت واضحة وبدقة من كاميرا حرارية من شاشة غرفة التحكم بالصواريخ ، إذ نشرت صورته ، وهو اشبه بالصاروخ الذي استخدم في تموز ٢٠٠٦ ، والصور لا تكذب  ، وإن غدا لناظره قريب وسترون بأعينكم .