حوار مع الدکتور حسن مرهج؛ مستقبل التطورات الإستراتيجية في فلسطین



1.  ماذا كان هدف الصهاينة لبدء الاعتداءات على الفلسطينيين؟  هل كانت هذه الهجمات على أساس الأوضاع السياسية لنظام الاحتلال أم أنها تتماشى مع أوضاعهم الأمنية؟
لا يمكن النظر إلى طبيعة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلا من زاوية البحث عن مخرج استراتيجي لطبيعة وحالة هذا الصراع، فالأمر لا يتعلق فقط بطبيعة الداخل الإسرائيلي، أو الحياة السياسية داخل إسرائيل، وما تشهده من أزمات وحالة كباش، بل الأمر متعلق في الجوهر والمضمون بنوعية هذا الصراع، والدفع باتجاه البحث عن حلول ترضي الإسرائيليين والفلسطينيين على السواء، مدفوعاً بالاتفاقيات الابراهيمية الجديدة، ورغبة جميع القوى الإقليمية والدولية، بإيجاد حل سريع يرضي الجميع، للانتقال إلى محاربة إيران وتأطير توجهاتها في المنطقة.
الواقع الإقليمي والدولي يفرض مقاربات خاصة لحالة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بعد أن تم فعلياً تحييد الصراع الإسرائيلي العربي بمفهومه العام، وبالتالي وبصرف النظر عن الأوضاع السياسية والأمنية في اسرائيل وكذا في عموم فلسطين وغزة تحديداً، لكن ثمة رغبات دولية بإيجاد حل لهذا الصراع، ولا يكون هناك حل الا بدفع التطورات الى حافة الهاوية، فيما يتعلق بطبيعة وماهية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.


 2.  كيف تقيمون حجم وفعالية ردود صواريخ المقاومة؟  كيف كانت النتائج الميدانية حتى الآن؟
لا شك بأن قدرات المقاومة الفلسطينية تطورت، بل وتطورت كثيراً مقارنة بالسنوات السابقة، والقيادة الأمنية والاستخباراتية في اسرائيل تدرك ذلك، من هنا تحاول اسرائيل تحقيق استهدافات مركزة تطال عقول المقاومة في فلسطين، لتعطيل القدرات الميدانية والعسكرية للفصائل، ومن ناحية التقييم يمكن القول، بأن حجم وفعالية الرد الفلسطيني أربكت اسرائيل، ويكفي أن نقول إن سكان الداخل باتوا في الملاجئ، وبناء على ذلك يمكن تخيل المشهد.


 3.  كيف تتصور مستقبل هذا الصراع؟  استمرار النزاعات في إطار واسع او إنهاء الهجمات فورًا؟
قلنا سابقاً أن هذا الصراع بات بحاجة إلى حل سريع للانتقال إلى مواجهة ايران، وبات واضحا أن استمرار النزاع بشكله الحالي، بات مرهق لكافة القوى الإقليمية والدولية، وبالتالي لابد من حلول، إذ لا مصلحة لأحد بأن تتسع دائرة الصراع، ومن مصلحة جميع القوى التهدئة ووضع حد لطبيعة هذا الصراع، ولا شك بأن ما يظهر فوق الطاولة مختلف تماما عما تحت الطاولة، وهذا أمر مهم لابد من توضيحه، وعليه ثمة أطراف تسعى لإظهار الصراع الحالي على أنه صراع يضر بغالبية الاطراف، وثمة معلومات تؤكد بأن الصراع اليوم سيكون بوابة لحلول غير نهائية لكنها طويلة الأمد بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وعموم القوى المناهضة لإسرائيل.


 4.  برأيك ، في أي ظروف تستمر هذه الهجمات؟  أو ما هي المكونات التي تلعب دورًا في وقف الصراعات؟
نلاحظ جيداً أن المناخ الإقليمي والدولي متوتر بعض الشيء، واليوم نلاحظ أيضاً أن هناك عناوين ومشاهد جديدة تؤطر الاقليم، وهنا لا نتحدث عن الاتفاقات الابراهيمية وحسب، لكن بعد الحرب الروسية الأوكرانية، ثمة عناوين اقتصادية ضاغطة على الجميع، واليوم غالبية القوى تبحث عن اصطفافات جديدة تحقق لها آمناً اقتصادياً مستدام، وضمن ذلك هناك أيضا اصطفافات سياسية وأمنية، وبالتالي ثمة مناخ بالعموم يبحث عن الاستقرار لا عن الحروب، وعليه فإن كل القوى في المنطقة تسعى لإنهاء الصراعات وايقافها في فلسطين وإسرائيل ولبنان، فالمعادلة اليوم تسير باتجاه التهدئة والبحث عن حلول.


 5.  كيف تحلل دور التدخل الأجنبي في هذا الصراع لصالح الكيان الصهيوني؟  هل يمكن أن يؤثر دعم الدول الغربية مثل الولايات المتحدة على نتائج هذا الصراع؟
لا شك بأن التدخل الأجنبي فاعل ومؤثر في طبيعة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لكن تلك التدخلات قاصرة عن التأثير في جانب محدد، وكلنا يعلم بأن إسرائيل لا تُعير اهتماما لأي ضغوط خارجية، فالاستراتيجة الإسرائيلية تنطلق من محددات سياسية وأمنية داخلية، وحتى الولايات المتحدة التي ظاهرياً تقف في الصف الإسرائيلي، لكن في العمق لا مصلحة لها حاليا بإشعال حرب جديدة في المنطقة، والنقطة الأهم في هذا السياق، أن القوى الغربية عموما تحتاج إلى إتفاق نووي جديد مع ايران، وهذا هو الأساس.


 6.  هل تعتقد أن محور المقاومة (خاصة القوات اللبنانية) سيشارك في هذا الصراع بشكل مباشر أو غير مباشر؟  في هذه الحالة ، ماذا سيكون وضع تل أبيب؟
لا أعتقد أن المقاومة في لبنان ستشارك في الصراع الحالي، وذلك بالاعتماد على جملة من المعطيات والواقع، أولها وفي مقدمتها أن الداخل اللبناني غير مستعد لمثل هذه الحرب، كما أن إيران لا نية لديها بتوسيع نطاق الصراع، فهي تترقب الاتفاق النووي، والأهم أن لا أحد في الإقليم يرغب باتساع رقعة النار فالكل في هذا السياق يبحث عن حلول، وعليه فإن المقاومة في لبنان، قد تلجأ فقط في حال استمرار الصراع إلى تزويد الفصائل الفلسطينية بالسلاح النوعي، والمعلومات الاستخباراتية، واعتقد في حال تم هذا السيناريو سيتم تغيير مسار المعركة وربما اتساع نطاقها.