الواقع والحلم بمستقبل تظاهرات التيار والاطار


التظاهرات والاحداث عند المنطقة الخضراء داخلها وخارجها يُحتم بل من الواجب الوطني ان ننظر بشريط الاحداث مليا .  
التيار سبق الاطار بالتظاهر ثم الانسحاب ثم العودة من جديد ليكون مجلس النواب هو المستقر بل القبله لمن استطاع اليه سبيلا . 
لو استخلصنا ببساطة ماذا  يريد متظاهرين التيار لوجدنا عدد من المطالب ومنها القضاء على الفساد والبطالة والخدمات والبطاقة التمونية وارتفاع الاسعار ، مع إضافة سياسية تغيير شكل العملية السياسية ، طبعا المشهد لم يكن ورديا عند اسوار الخضراء ولولا تعليمات السيد رئيس الوزراء للقوات الامنيه المكلفة بحماية المنطقة الخضراء والقوات المتواجده بعدم المساس بالمتضاهرين لحدث ما لا يحمد عقباه . 
هذا الحرص على ابنائنا تحول برسالة فهمت بالاتجاه الاخر ، على انه ضوء اخضر بالتغيير او الانقلاب على النظام السياسي برمته . 
الإطار الجهة الرسميه التي تبنت تشكيل الحكومة بعد انسحاب التيار ونوابه من القبة التشريعية ، بدء المشوار  بالتفاهمات مع شركاء الوطن لينتهي الامر باختيار السيد محمد شياع السوداني كمرشح تم الاتفاق والتوافق عليه . 
دخول البرلمان من قبل متظاهرين التيار اعاق انعقاد الجلسة ثم اتسع الامر فقرر المتظاهرين المضي بالاعتصام سواء كان داخل او بفناء البرلمان . 
الجسر المعلق بالجهة الاخرى من المنطقة الخضراء وخارج الابواب  شهد تظاهره لشباب الاطار ومحبيه من تطالب بعودة الشرعية ، طبعا كان لطلب السيد الكاظمي لأمن للاطار بان يكونوا خط الوسط بين جمهور الاطار وقوات المنطقة الخضراء لكانت وكذلك متظاهري التيار بحالة الدخول ... لوصلنا كذلك لما لا يُحمد عقباه ايضا . 
لكن لو وقفنا على الحياد ونظرنا لجمهور الاطار والتيار لوجدنا الطرفين متفقان على 
• القضاء على الفساد
• القضاء على البطالة 
• تقديم الخدمات 
• دعم البطاقة التمونية
• معالجة أثار ارتفاع الاسعار 
• إضافة سياسية 
تغيير شكل العملية السياسية باختلاف الطريقة . 
وصلنا للخلاصة 
طريقه تغيير النظام السياسي 
التيار ينظرها عن طريق ثوره او انقلاب شعبي  ؟ 
الاطار ينظر ان الاطر الدستورية كفيله بالتعديل باتفاق شركاء الوطن ؟ 
اذن نحن جميعا كشركاء بالوطن أحزاب ، مواطنين ، شخوص دينية ، سياسية ، عشائرية ، اجتماعية ، الكل سيتحمل النتائج بالسلب والايجاب وفق رؤية الاصلاح
وامام سيناريو التغيير الشعبي وسيناريو الحفاظ على الواقع السياسي والاتجاه للانجاز باتجاه المواطن . 
هنا ننطلق الى التجارب المشابهة بالمحيط الإقليمي فوجدنا تجربة تركيا مع العشرين ثانية ، انطلقت اغلب الجماهير لما يعرف بانقاذ تركيا ورئيسها في 15 الخامس عشر  تموز 2016 من الانقلاب العسكري الوشيك . 
عشرون ثانية كان لها تاسيس لعقود طويله من التلاحم ووحدة الافق مما انتج الان دوله تحلم بعودة الدولة العثمانية التي اجزائها تمتد عبر العراق الحالي ودول الجوار والمحيط الإقليمي . 
هذه المعادلة لا تصح ولا تصلح عراقيا لاننا بعد كتابة الدستور وجزء من شركاء الوطن لم يكن حاضر بقوه انطلقت بعدها الانتخابات الاولى ثم الثانية فتغير العراق من الدائرة الواحده الى الدوائر المتعددة ففقدنا روح الفريق الواحد والافق الاوحد والاهداف الوحدوية بعيدة الامد والاهم العمل الجماعي الى ان وصلنا بلأنتخابات الاخيره التي يمكن ان نردد بثقة انها تشابه انتخابات مجالس الاقضية المحلية بامتياز الى اكثر من ١٥٠ حزب وكيان سياسي ، هذا الامر غير متواجد بكل دول العالم لانه المعادلة بسيطة حزب حاكم وحزب معارض ويمكن ان يكون حزب ثالث برؤية او فكر جديد . 
اذن لو اسقطنا النتائج اعلاه على اي مسمى الان وفق نظرية انقلاب او تغيير او حراك شعبي سمه اي مسمى لن يطال سوى محافظات الوسط والجنوب التي سنستثني منها النجف وكربلاء لانها منذ معارك التغيير الاولى ٢٠٠٣ وما بعدها من احداث ، النجف وكربلاء خرجت من دائرة الاحداث السياسية والأبقاء والتفرد بالخصوصية الدينية للمدينتان . 
محافظات الشمال الثلاث وكذلك الانبار وصلاح الدين والموصل لها رؤية واضحة ومختلفة للمستقبل فهي عانت الويلات وتبحث عن الاستقرار المرتبط بتقديم الخدمة لمواطنيها الذين اما داخل المحافظة يتمنون تغيير حالهم او خارج المحافظه يحلم بالعودة اليها عند استتباب الامن والامان والخدمات ، لننتهي باجزاء من ديالى وكركرك التي لن يكون موقفها الموحد واضح لتنوع طفيها الاجتماعي السكاني وتعدد مشاكلها الداخلية الخدمية والادارية نتيجة تاثير التوجهات السياسية . 
هذه هي المعادلة التي يجب ان ينظرها التيار والاطار لمستقبل العراق السياسي او الحكومة القادمة التي هي بعالم الغيب الذي لا يُعلم خيره او شره . 
لذا كل ما يُردد من حل للبرلمان وحكومة مؤقته او انقاذ برعاية كتلة كبيرة تضم شيعة وأكراد وسنة وتركمان وصابئة وأيزيديين وآشوريين ، اضافة لتشرين والمستقلين هي جزء من حلول تنظيرية لا ترتبط بالواقع والاستقرار . 
الحل الاقرب للواقع ان تعذرت فرصة ايجاد حل سياسي توافقي ، ان يبقى السيد الكاظمي للفتره القادمة 
آملا بعودته للسلطة بوقت لاحق عبر الانتخابات من خلال هذه المعطيات ستسعى الحكومة جاهدة لإرضاء الشعب ليعيد انتخابها وتجديد الثقة .
هنا لابد من الاشاره ان بقاء سيناريو المواجهة باتجاه التشنج او التقاطع او الاقتتال فنؤكد سينتهي الى تشضي العراق ارضا وشعبا وهي نهاية تناحر الأخوة ضمن سيناريو الانجراف للمجهول . 
لننتهي بالحل الأنجع الذي يجب أن نضعه امام ناظرنا
حكومة اغلبية برعاية كتلة أكبر تتبنى مشروع حكومي واضح واقعي لفتره قادمة تناظرها بالجهة الاخرى كتله معارضة قوية تدقق وتفضح ولا تهادن كفيلة بمتابعة نسب الانجاز وتقديم الخدمة والعمل الصحيح للمواطن هذا هو الطريق الواقعي لمشكلات العراق الاداريه والخدمية . 
اما الانطلاق للسراب على انه واقع ستكون النهاية لا شيء 
انظروا للمستقبل جيدا .