التحالفات القادمة.
ستشرع الاحزاب التي شاركت في الانتخابات بعد أن تقدم إعتراضاتها على النتائج وبعد المصادقة على النتائج بالتحالفات القادمة وأعتقد أن المالكي والحلبوسي والفتح والكردستاني والحكمة والأقليات سيشكلون تحالفا لمواجة التيار الصدري الذي سيتحالف مع التشرينيين وكل الاحزاب السنية التي تختلف. مع الحلبوسي وتحاول انتزاع الرئاسة منه وقد يضم التحالف بعض المستقلين وأحزابا فتية
رئيس الجمهورية سينتظر الجلسة الأولى للإعلان عن الكتلة الأكبر التي ستتشكل تحت قبة البرلمان ليكلفها رسميا بتشكيل الحكومة.
فهل سنكون على الخط الصحيح بتشكيل حكومة أغلبية تقابلها كتلة معارضة تشكل حكومة ظل؟!
أنا استبعد ذلك لأن الثقافة البرلمانية مفقودة لدى معظم قادة الأحزاب والكتل فالكل يبحث عن استحقاقه من الوزارات وبذلك سنعود لحكومات توافقية لن يستطيع لا الشعب ولا البرلمان ولا الجهات الرقابية محاسبة المقصرين ولا حتى مجرد حق استجوابهم تحت قبة البرلمان ولأن السياسة متحولة وليست ثابتة سنجد أن أصدقاء الأمس يصبحون أعداء الغد وأعداء الأمس حلفاء الغد ويبقى السؤال لماذا لا تعمد الجهات الشيعية الى توحيد جبتها وتشكل الكتلة الأكبر كي تتمكن من تشكيل حكومة منتخبة قوية تكون مسؤولة أمام الشعب عن تطبيق برامنجها الحكومي ولا أظن أن الموضوع مستحيل ففي فترات سابقة تحالفت القوى الشيعية بالرغم من إختلاف رؤاها.
فنستذكر كيف تحالف البيت الشيعي للفوز برئاسة الوزراء عندما حقق أياد علاوي أغلبية الأصوات ولكن تحالفهم حول رئاسة الوزراء للمالكي.
ولكن الواقع غير ذلك فالتحالفات ستكون بداية قطيعة ما بين مكونات البيت الشيعي وأكاد أجزم أن تشكيل الحكومة سيتأخر كثيرا وستكون هناك مشاحنات وخلافات واضحة للعيان مابين المكون الشيعي وفي نفس الوقت ستعمد الاحزاب الشيعية الى تقديم كثير من التنازلات خاصة لمسعود برزاني الذي يجيد اقتناص الفرص فربما ستعود قوات البيش مرگة بقوة إلى المناطق المختلف عليها وربما ستستمر نفس الأسماء التي يفرضها برزاني على حكومة المركز والتي تعمل لمصلحة مسعود خاصة.
على المنظومة السياسية أن تستغل ارتفاع اسعار النفط كي تتخلص من مديونية صندوق النقد الدولي والعمل على التخطيط الاستراتيجي وتنويع مصادر الدخل القومي واجراء اتفاقيات لأنهاء ملفات الطاقة وأزمة السكن وتهيئة الاجواء لتشجيع الاستثمار كي تتوفر فرصة عمل لجيوش العاطلين والنهوض بالواقع التربوي والخدمي فهذه الاربع السنين القادمة ستكون حاسمة في نجاح من وصل مناطقيا او في فشله فكل اربع نواب في دائرة ستظل ابواب مقراتهم مفتوحة وسيجدون حلا لمشاكل مناطقهم إضافة لتشريعهم القوانين ومراقبة عمل الحكومة.
العراق يواجه تحديات كبيرة واعتقد نحن عند مفترق طرق فإما ستعود ثقة القاعدة بممثليها أو ستكون نهاية هذه الدورة القشة التي ستقصم ظهر البعير ولا أعتقد أن هناك بعيرا خلقه الله تحمل معشار ما تحمل المواطن العراقي.
الله الله بالشعب العراقي فهو ينتظر منكم الوفاء بالوعد فإن نجحتم فالنجاح لكم لأنكم ستكسبون ثقة المواطن الذي سيعيد انتخابكم وإلا فبعد أول سنة ستعود التظاهرات بقوة وربما تأكل الأخضر واليابس.
مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة وأنتم بدأتم بهذه الرحلة الطويلة فاتحدوا ولو مرة واعملوا بجد واجتهاد ولتحصد الجماهير ثمرة نجاحكم فالعراق بما يمتلك من ثروات طبيعية وبشرية وعقول جبارة يستطيع أن يعود قويا معافى انبذوا فرقتكم واتحدوا ليتوحد العراق من شماله إلى جنوبه فكل انظار العراقيين تترقب ما ستقدمونه في قادم الأيام ومازالت الفرصة سانحة أمامكم للفوز برضا الله ورضا جماهيركم التي علقت آمالها بكم أو تكرار أخطاء الماضي.
إن غدا لناظره قريب.
Your Comment