الثائر الشهيد


ابرز مظاهر ثورة الإمام الحسين (ع) التحدي والمواجهة للدولة الأموية، وهي في أوج قوتها وشدة بأسها ، وما تملكه من مال وحشد للجند والأتباع ، وتتعدد المصنفات وتكثر البحوث بشأن الحدث ، من جوانبه المختلفة ، وبات صعباً على الباحث أن يحصي كل ما كتب ودون لهذه الواقعة، والنتائج التي تمخضت عنها سياسيا ، وفكريا ، وعقائديا. 
ومع كثرة البحوث وتعدد مضامينها واتساع إغراضها ، إلا إنها أغفلت المسيرة التي قادها الحسين من بيته في مدينة الرسول ومتجهاً بها صوب كربلاء .

قبل الثورة كانت هناك ثلاثة اراء وخيارات طرحت أمام الحسين بن علي بن ابي طالب  من العامة والخاصة وأصحاب الراي :
موقف العامة :
المواقف قبل الثورة : تأييد شيعة ال البيت من قبل بعض المسلمين باسناد الثورة لاعتبارات قد تكون قبلية او سياسة عامة تبنى موقف الشيعة وهو التحريض على الثورة والوعد بالنصر لها ومساعي الكوفيين في الدعوة للحسين لتصحيح الأوضاع في ظل الحكم الجائر ليزيد بن معاوية. 

موقف الخاصة من الهاشميين 
يصوره كلام محمد بن الحنفية حينما خاطب الامام الحسين (ع) :
(تخرج الى مكه فإن اطمانت بك الدار بها فذاك الذي نحب ، وان تكن الأخرى خرجت الى بلاد اليمن ، فإنهم أنصار جدك وابيك واخيك وهم أرق واراف قلوبا). 

وتلقى الحسين (ع) هذه النصيحة من عبدالله بن عباس في مكة:
(بلغني انك تريد العراق وأنهم اهل غدر انما يدعوك للحرب فلا تعجل).

موقف غير الهاشميين يصوره لنا
عبدالله بن مطيع العدوى مخاطبآ الامام الحسين (ع) :
(........ ولئن قتلوك لايهابون بعدك احدآ والله انها لحرمة الاسلام تنتهك وحرمة قريش وحرمة العرب فلا تفعل ولاتاتي الكوفة ولاتعرض لبنى امية). 

هؤلاء يوافقون مبدئياعلى الثورة ولكنهم يشفقون من نتائجها وواضح من حديث عبدالله بن مطيع بأنه يخاف من النتائج ويشعر بالذعر والخوف لما ستؤول اليه الثورة من جرأة الامويين على كل مقدس 
والبعض ينصح بالنزوح الى امكنة وجماعات يجعل من احتمالات النجاح الثورة أكثر من أحتمال الفشل. 

الموقف الثالث :
يمثله موقف عبدالله بن عمر وأمثاله تحت شعار البعد عن  الفتنة بعد مقتل عثمان بن عفان. 
(ياأبا عبدالله قد عرفت عداوة هذا البيت لكم، وظلمهم إياكم وقد ولي الناس هذا الرجل يزيد بن معاوية ولست امنآ ان يميل الناس اليه لمكان هذه الصفراء والبيضاء فيقتلوك ويهلك فيك بشر كثير وانا أشير عليك أن تدخل في صالح مادخل فيه الناس وتصبر كما صبرت من قبل). 

وأصحاب الموقف الثالث لم يكونوا من أنصار الدعوة للثورة ولم يكونوا من رجال النظام كما يبدو  انذاك انما يريدون الابقاء على الوضع القائم كما هو والرضا به. 
الحسين الثائر كان على يقين وإيمان بقضيته وموقفه من السلطة الأموية التي اتسمت بالجور والظلم ولانه يعرف تكليفه الشرعي مستحضرآ قوله تعالى( ولاتركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار) لذا قرر ان يكون ثائرآ وشهيدآ.