هل تشتعل القدس من جديد !


تعتبر القدس محور الصراع بين المسلمين والعرب من جهه وبين اليهود وداعميهم من جهة اخرى ،ولا يمكن لمخطط تهويد القدس والمقدسات أن يتوقف مع سيطرت اليمين المتطرف على مفاتيح القرار السياسي والعسكري في الكيان المحتل الا بالقوة وليس بهدنة لم ترتقي لمستوى القرار.
واتمنى على العرب أن يدركوا بأن امريكا لا يمكن لها أن تتدخل في أي مواجهة بين العرب واليهود الا اذا كان ذلك لمصلحة اسرائيل ،فالبيت الابيض لا يخفي انحيازه للاحتلال معلنا موقفه الداعم لليهود في كل صراع.
ولكننا كعرب نحاول تجنب الحديث بهذا الشأن لكي نبتعد عن الحرج في العلاقة القائمة مع من يستعمر قراراتنا ومواردنا.
فقد كشفت الحرب الأخيرة بين العرب الفلسطينيين والكيان المحتل فشل الموساد والمتحالفون معه في تقديم معلومات دقيقة عن الموقف العسكري للمقاومو وعن قوتها الصاروخية حتى ان غزة تحت الارض باتت لغزاً محيراً لهم  ولجواسيسهم ناهيك عن فشل القبة الحديدية في اعتراض صواريخ المقاومة ،فاقتضت الضرورة إنقاذ الموقف لصالح اسرائيل بمنحها مزيدا من الوقت لتركيز جهودها في جمع معلومات  استخباريه دقيقة عن قوة المقاومة ،وتطوير دفاعات اسرائيل  الجوية لمواجهة تطور الصواريخ الذي أربك منظومات دفاعاتها ،فكان لا بد من هدنة بدون شروط لتمكينها من العودة لتدمير قوة المقاومة وضمان عدم تنمية وتطوير قوتها العسكرية ،وهذا يستدعي من قوى المقاومة الفلسطينية أن تكون أكثر حذرا من ذي قبل بعدما انكشفت قوتها امام صور مئات الاقمار الصناعية ،وتحتاج وقتا اضافيا لتحليل تلك الصور ،وتحديث بنك الاهداف الصهيوني ليطال اهدافا إستراتيجية جديدة وهذا يتطلب تحريك الاحداثيات  وتغيير الخرائط ،سيما وان أسباب الحرب لم يتم معالجتها ولا تطويقها.
فممارسات الاحتلال مستمره بتنمية الاستيطان وتهويد القدس ،وما زالت الدبلوماسية الأمريكية تسير بهذا الاتجاه  وتتعامل مع المقاومة من خلف حجاب ،بالرغم من ضغوطات أحرار أمريكا على البيت الابيض ،وهذا يؤكد عدم جديتها ،خصوصا وأن غزة ما زالت محاصرة ويجري الآن الاستفراد بفلسطينيي الخط الأخضر الذين لبوا نداء القدس لتحييدهم في أي مواجهة قادمة، وهذا يؤكد على أن  الحرب لم تنتهي وربما تعود بشكل أوسع واشمل ،وقد تتوسع بقعة المواجهات وتتمدد باشتراك  دولا عربية واسلامية على المستوى الشعبي أو الرسمي ،لانهاء احتلال المقدسات الذي فرضته بريطانيا وامريكا بمساعدة من مشاريع الخيانة ،فالنصر أمر  حتمي لهذه الأمة باذن الله ،وهو ما جاء على لسان الكتب السماوية والأحاديث النبوية وساعة الصفر تقترب ،وعلى اليهود الذين يرغبون النجاه بأرواحهم أن يعودوا حيث قدموا ،ويتركوا المتطرفين يواجهون مصيرهم الذي صنعوه بأيديهم.

المصدر: رأي‌الیوم