اميركا تنسحب و تنقل معداتها العسكرية الى (الاردن )…الاردنيون قلقون و(المنطقة ) تراقب !
بات من المسلم به ،ان الولايات المتحدة تواصل نقل معدات عسكرية من القواعد التي انسحبت منها في قطر وافغانستان ومناطق اخرى لانشاء اكبر قاعدة عسكرية لها في المنطقة بالاردن .!
مسؤولون اردنيون ،باتوا ينظرون بان الاقتصاد الاردني في الطريق الى (التعافي ) ،باعتبار ان اميركا ستزيد من المساعدات للاردن فيما تساءل نواب في البرلمان عن سر هذه (القاعدة ) ولماذا في الاردن ؟
لاشك ان الولايات المتحدة قبل هذا الاجراء كانت قد صنعت للحكومة الاردنية ازمة اسمتها الحكومة (فتنة) قادها احد اشقاء الملك ومعه سياسيون ،فيما استخدمت نائبا مواليا لها في ضجة برلمانية واجتماعية ايضا ،وقبل ذلك سلبت الحكومة الاردنية وصايتها على المقدسات الفلسطينية ،كما ادارت للاردن ظهرها في قضية التدخل بين المقاومة الفلسطينية والصهاينة ومنحتها لمصر .
المشكلة الاقتصادية في الاردن تتمثل بـ”ديون تصل إلى أكثر من 50 مليار دولار، ونسبة بطالة تزيد على 25 في المئة من عدد السكان، وتباطؤ كبير في الإنتاج، فضلا عن بروز وباء كورونا، الذي أضعف الإمكانات الاقتصادية بشكل واضح وصريح.
اسرائيل وبالتنسيق مع الولايات المتحدة رضيت بالخطة الاميركية بانشاء قاعدة عسكرية كبيرة بالاردن لقربها من الحدود الاسرائيلية والسورية والعراقية والسعودية والفلسطينية واللبنانية ايضا ،وربما تكون مصدا ضد اي اجراء ايراني حسب قائد قوات المنطقة الوسطى الاميركي ،ووفقا ل(الرضا الاسرائيلي ) بادر رئيس وزراء الكيان الصهيوني الجديد اللقاء بالعاهل الاردني في عمان ثم اللقاء بنظيره الاردني ووافقت اسرائيل على بيع الاردن (50) مليون متر مكعب من المياه ورفع الصادرات للفلسطينيين الى (700) مليون دولار بعد ان كان (160) مليون دولار سنويا .
ثم امتدح رئيس وزراء الكيان الصهيوني العلاقات الاردنية الاسرائيلية كثيرا .
بعد هذه المقدمة نسال ؛- اذا ماتم بناء هذه القاعدة الكبيرة بالاردن على صغر مساحة المملكة البالغة (88) الف كم2 ووجود هذا العدد الكبير من الشعب الفلسطيني على ارضها ،فيما مازالت اسرائيل في تصعيد مع الشعب الفلسطيني بدعم اميركي ماذا سيكون الموقف ؟
التخطيط الاميركي يقضي ايضا بتعاون مصري عراقي ،لذا نجد ان الحكومة العراقية على علم بهذا المخطط وان القمم الثلاثية كانت تناقش ذلك بالتفصيل وتوزع المهام ،في وقت يظهر الدعم الخدمي لمنطقة الانبار لتكون جزء من المخطط ايضا ،ولا نعرف اين وصلت (الاستثمارات السعودية ) في الصحراء الغربية لتشكل مساحة وحدودا امنة للقاعدة وضمان المجتمع الذي حولها .
الزيارة الاخيرة التي سبقت القمة الثلاثية ببغداد للعاهل الاردني الى مرقد السيد جعفر الطيار (ع)في منطقة الكرك بالاردن والصلاة بالمرقد ،وتصاعد اعلامي اردني بان الهدف من الزيارة لتشجيع السياحة الدينية ل(الشيعة)كمورد اقتصادي للاردن مع دعوات بالسماح ببناء حسينيات في هذه المناطق الدينية كانت رسالة الى ايران ،بان هذه القاعدة الاميركية لاتستهدفكم .
الاعتداءات المتكررة للقوات الاميركية على قواتنا الامنية وخاصة الحشد الشعبي عند الحدود العراقية السورية تهدف الى افراغ المنطقة من خصوم اميركا ومنح القوات الاميركية حرية اكبر للحركة وخاصة في المثلث الاردني العراقي السوري في منطقة (التنف) .
إقامة قاعدة عسكرية كبيرة في الأردن، كلفتها، حسب تسريبات الإعلام الغربي وتحديدا الفرنسي، أكثر من مليار دولار، بالإضافة إلى فتح الجو والبحر والبر للقوات الأمريكية، من الطائرات المقاتلة، والسفن الحربية أو غيرها ذات العلاقة، ببناء القاعدة، مع 16 مركز انتشار للقوات الأمريكية على الجغرافية الأردنية، حسب التسريبات ذاتها. وقد صدرت إرادة ملكية للتوقيع على هذه الاتفاقية حتى قبل عرضها على البرلمان. وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، قال عنها إنها لا تتعدى التدريب والمشورة، لكن التسريبات الإعلامية الفرنسية قالت إن الاتفاقية تمنح القوات الأمريكية البحرية أو الجوية أو البرية، حرية الحركة بلا رقيب أو محاسبة، أي لا تخضع للرقابة الأردنية، بل تتمتع بالاستقلال الذاتي الكامل، ولا تخضع القوات الأمريكية أو أي عنصر من عناصرها للقضاء والمحاسبة القانونية.
وجود هذه القاعدة لاعلاقة له بامن الاردن ،فهذا البلد بعيد عن اي تهديد مباشر ،فلديه علاقة مع الصهاينة ،وعلاقاته مع دول الجوار (العراق سوريا فلسطين السعودية ) جيدة ،اذن فهو مشروع اميركي صرف .
صحيفة "ستارز أند سترايبس" العسكرية التي يصدرها الجيش الأمريكي عبر البحار، خارج الولايات المتحدة، ذكرت أن واشنطن أغلقت قواعدها مترامية الأطراف في قطر، كانت تستخدمها مستودعات للأسلحة، ونقلت المعدات المتبقية إلى الأردن.
ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن تلك الخطوة تجعل واشنطن في وضع أفضل للتعامل مع إيران، وتعكس تغير الأولويات العسكرية بالمنطقة.
لايمكن ان يغيب هذا المشروع الاميركي عن ذهن الصين وروسيا ،فانشاء قاعدة كبرى بالاردن قطعا له دلالات عسكرية واقتصادية،مثلما تقرأه الجمهورية الاسلامية قراءة متأنية ،
فقد اورد البنتاغون ذكرها بالاسم وكأن القاعدة وجدت لتقليص النفوذ الايراني .وكذلك تقرأه المقاومة الاسلامية بالمنطقة قراءة مسؤولة ،لانها تعلم ان اي نشاط عسكري اميركي بالمنطقة يعني اخذه بنظر الاعتبار واقع المقاومة وردود فعلها.
السؤال ؛-لماذا ترضى الاردن ان تورط نفسها في انشاء اكبر قاعدة اميركية على ارضها ،ومافي ذلك من تداعيات داخلية او خارجية في وقت تعيش الاردن حالة من الاستقرار النسبي ؟
السؤال الاخر ؛-ماذا لو استخدمت الولايات المتحدة هذه القاعدة ضد المقاومة الاسلامية او ضد ايران او اي خصم اخر لها بالمنطقة ،فهل تتحمل الاردن ردود الفعل ؟
ربما يصدر عن المقاومة بيان يؤكد ان انشاء قاعدة عسكرية اميركية بالاردن يعرض المملكة الى مواجهة مع المقاومة في حال استخدمتها بالضد منهم !
الجميع يراقب !
Your Comment