أربعَة ركائز أساسية إتَكَئَ عليها حزبُ الله شَكَّلَت سياجاََ آمناََ لمسيرته
الحِكمَة،، الصبر،، العمل الدؤوب،، والسِرِّيَة المُطلَقَة،،
أربعة أمور كانت أهم مرتكزات مسيرة المقاومة لأربعين عام فكانت حيوية من الناحية العملية وغنية بالإنجازات المُعلَنَة والسِرِّيَة، إكتسبَ فيها هذا الحزب خبرات كثيرة ومتعددة ترجمها على أرض الواقع في السياسة والعسكَر والأمن والحياة الإجتماعية، أكسبته سُمعَة ذهبية رفيعة المستوى بين أفراد مجتمعه وبيئتهِ وعلى الصعيدين العربي والإسلامي.
قادة حزبُ الله اللذين إبتعدوا عن المظاهر البَرَّاقة والبروزات الإعلامية واللذين عاشوا في الظل لسنوات طويلة لَم يُعرفوا إلَّا بعد إستشهادهم فكانوا يعملون خلف الكواليس ومن خلف الجدران كخلية النحل في الإعداد والتدريب والتسليح والتجهيز بصَمت مُطبَق وأغلبية هؤلاء الرجال بَرَزَت أسمائهم إلى العَلَن بعدما إرتَقَت ارواحهم إلى السماء كالشهيد أحمد قصير، وعماد مغنية، ومصطفى بدر الدين، وحسان اللقيس، وغيرهم كثيرين مِمَن خاضوا غِمار المواجهة مع العدو الصهيوني وأربكوه لدرجة أن الموساد الإسرائيلي وجهاز المخابرات المركزية الأميركية شعروا بأنهم يطاردون أشباح لسنواتٍ طويلَة جداََ.
القيادة السياسية في حزب الله شَكَّلَت للعدو الصهيوني إحراجاََ كبيراََ بمصداقيتها وتحديداََ شخصية الأمين العام السيد حسن نصرالله الذي شَغَلَ إصبَعَهُ وذكائه وحنكته وأسلوب خطابته العالم ومن بينهم قادة الكيان الغاصب لدرجة أن المخابرات الصهيونية إستعانت بخبراء تحليل حركات اليدين وتفسير ملامح الوجه لكي يتعرفوا على تلك الشخصية الفَذَّة التي أصبحَ يصدقها الجمهور الإسرائيلي وبآتَ ينتظر إطلالته لكي يتعرف إلى الحقيقة وواقع الحال بعدما فقدوا ثقتهم بقياداتهم الواحدَ تلو الآخر.
السيد نصرالله من بين أكثر الشخصيات العالمية جدلاََ وأكثرهم إثارة وحنكة وأعتبره كثيرون أنه يشكلُ منفرداََ جبهة حربٍ نفسية بوجه الصهاينة يَصعُب مواجهتها رغم الإمكانات التي تتمتع بها إسرائيل ورغم إدعائاتهم بالتفوق بكل أشكال عُدَّة الحرب بكل تفاصيلها.
من القائد الأمين إلى المقاوم المرابط إلى المجاهد السائق أو الحلَّاق أو العامل جميعهم يمثلون سلسلة من الرجال المتماسكين اللذين ليسَ لهم إلَّا صوتٌ واحد دائماََ مكللين بغار النصر متزودين بالإيمان والصبر ثقتهم بالله وبقيادتهم كبيرة جداََ وعالية إلى أقصى الدرجات حتى إن سألت أحدهم في المشرق يتطابق جوابه كأخيه في المغرب وكإنَ لساناََ واحداََ ينطق كما يُسَبِّحُ لله كل ما في السموات والأرض بصوتٍ غير مختلف.
من هنا نستطيع القول أن حنكَة قادة المقاومة ومثابرتهم ومصداقيتهم وكتمان أسرارهم كانوا السياج الآمن لهم طيلة مسيرتهم الطويلة فأقرنوها بالتواضع والرحمة فيما بينهم حتى حآرَ بهم عدوهم وصديقهم على حَدٍ سَوَاء وأصبح ينطَبِقُ عليهم قول رسول الله صلَّى الله عليه وسلم (رحماء فيما بينهم أَشِدَّاءٌ على الكفار).
إعتَمَدَت قيادة المقاومة أسلوب الحياد الإيجابي في الأمور الداخلية اللبنانية عند نشوب أي خلاف بين الحلفاء والأصدقاء وكان دورهم يقتصر على إصلاح ذات البَين والتوفيق وتقريب وجهات النظر حتى أنهم أحياناََ كانوا يدفعون من كيسهم من أجل منع الخلافات،
أعتمَد الحزب أسلوب المواجهة السياسية البنَّائَة مع الخصوم،
وفَرَدَ لهم جناح المحبة والتهادن ولم يقفل أي باب من أبواب الحوار معهم حتى لو أثخنوه بالجراح على قاعدة أننا جميعاََ أبناء هذا الوطن والتعايش بيننا فرض واجب ولا مَفَر منه.
حَرٍَرَت المقاومة جنوب لبنان فأهدى الأمين العام هذا النصر لكل اللبنانيين رغم خيانة نصف المجتمع لهم وكان التسامح سِمَة المقاومة التي لَم تُلَطِخ أيديها أو سمعتها بقتل أسير واحد القت القبض عليه أو إنتقمت من أهله أو إعتَدَت على ارزاقه.
بالحنكة أدارَ حزب الله سياساته، وبالصبر تعاملَ مع خصومه، وكانَ حكيماََ في إتخاذ قراراته،
بعد أنتهاء حرب تموز أعلنت المقاومة إنتصارها، فخرجَ السيد حسن نصرالله الى بين الجماهير وأهدىَ نصره لجميع اللبنانيين مَرَّة أخرىَ.
إعتبَرَ الحزب أن الجيش اللبناني وباقي المؤسسات الأمنية يشكلون عِماد الدولة والوَطَن فحافظَ على دورهم وهيبتهم وتعامل معهم على أنهم سياج لبنان وهويتهُ وتواضع أمامهم واعتبرهم الخط الأحمر الممنوع تجاوزه بتاتاََ.
حزب الله الخبير بالعواصف والأعاصير يمتلك خبرة عالية المستوَىَ بكيفية التعامل مع الظروف السياسية الطارئة مهما عصفَت رياحها ويعرف جيداََ مَتى ينحني للعاصفة ومَتَىَ يخوض غمار المغامرة بقوَة وأعتداد غير آبهاََ لعظمَة الخصم أو حجم قُوَّتُه وأستطاع المحافظة على إستمراريته بإختياره البعيد النظر والطويل الأمَد فلسطين قضية مركزية حَمَلَ مِشعَل مسيرة تحريرها ودَعَم شعبها وفصائلها وقَدَّم لهم الغالي والنفيث في سبيل صمودهم وثباتهم وإستمرارية مسيرة نضالهم التي كانت لتتوَقف في زمنٍ مآ ومكانٍ مآ،
لكن بلطف العزيز الجَبَّار إستمرت المسيرة وبقي يسير إلى جانبها هذا الحزب الإلَهي حاملاََ بندقيته بيَد ومِشعَلَه بيَدٍ أخرىَ مصمماََ على الإستمرار حتى تتحرر الأرض والإنسان مهما بلغت التضحيات.
هذا هو حزب الله.
Your Comment