السلاح الأميركي الأقوىَ في دول محوَر المقاومة هو العملاء والخبثاء وأصحاب النفوس الدنيئة
ليس من الضرورة أن يهتم الكاتب السياسي دائماََ بما يصدر عن الدوَل والقوى والأحزاب فقط وأن يكتب قال فلان أو صَرَّحَ فلان،
إنما تقع على عاتقهِ مهمة أخلاقية بالغة الأهمية وهيَ شرح وتبيان أهداف الأعداء وفضح العملاء والإضاءة للرأي العام عن كل ما يحضرون وما يخططون له وليس بالضرورة أن نكون داخل غرفهم السوداء ليتبين لنا ما يريدون من منطقتنا، لأن أفعالهم ونعيق غلمانهم يدل على خططهم (كما تدل البعرة على البعير وتدُل آثار الأقدام على المسير).
وأخطر هؤلاء الخبثاء هم المحسوبون على المقاومة وفي حقيقة الأمر هم انتهازيين وأصحاب أجندات ومصالح ضيقة وعملاء ولو التفوا بألف عمامة أو خطبوا تحت أي قُبَّة فمعاويةَ إرتدى العِمَّة وخطبَ عن منبر الإمارة ومن تحت قبة المسجد الكبير في دمشق.
**لذلك مهما بلغت قوة الأميركيين ومهما كانوا يمتلكون من أسلحة متطورة وتكنولوجيا عالية المستوى، فإن نقاط الضعف التي لديهم لا تقل أهمية عن قوتهم العسكرية لأن مراكز القوة الأميركية كلها يقابلها ضعف في خطوط الإمداد البحرية في منطقة البحر الأبيض المتوسط،
وطريق الإمداد الجوي المُعرَّض للخطر الكبير نظراََ لقوة ألجمهورية الإسلامية الإيرانية في مجال الصواريخ المضادة،
وسلاح البحرية، بينما لا إمدادات برية للقوات المتمركزة في الشرق الأوسط في حال نشوب حرب شاملة لأنها حتماََ وبكل تأكيد ستكون محاصرة من كل حَدبٍ وصَوب والدوَل المتحالفة معها عاجزة حتى عن حماية نفسها ولن تنفعها بشيء،
[القيادة العسكرية الأميركية تدرك ذلك جيداََ ولذلك كانت دائماََ تبتلع الإهانات الإيرانية وضربات الفصائل العراقية المجاهدة،
وإلَّا لما كانت لتسكت عنهم وهي المعروفة بغطرستها وغَيِّها وإجرامها.
ولأنها تعلم أن نشوب أي حرب شاملة في المنطقة سيقفل عليها أبواب الممرات البحرية وسيضعها بين فَكَّي كماشة الجمهورية الإسلامية والفصائل المجاهدة،
لذلك إتبَعت أميركا أسلوب الفِتَن والحصار الإقتصادي وزرع العملاء وإستخدامهم داخل دول المحوَر من إيران والعراق مروراََ بسوريا وصولاََ إلى لبنان وفلسطين،
داخل العراق فَرَضَت واشنطن سطوتها عبر عملائها من السياسيين الموالين لها وانتصرت على العراقيين من خلال جذب أطراف سياسية شيعية فاعلة إلى جانبها وتحريضهم ضد الجمهورية الإسلامية وضد الحشد الشعبي المقدس وفصائله المجاهدة وتدفعهم بقوة للصدام معهم بعدما أغرقتهم بالوعود بكل أنواع الدعم إذا ما أستطاعوا كسر شوكة هذه الفصائل وأخرجوهم من الحكم وقاموا بتصفية قوة الحشد،
[كَثُرَ الخوَنة في العراق حتى باتوا عندما يقصف الأميركيين نقطة مراقبة عسكرية لمجاهدي الحشد على الحدود السورية العراقية ويسقط فيها أربع شهداء يخرج الينا أحد زبانيتهم ليقول أن العملية خدمت العراق وأنها تحميه من تسلل أفراد من داعش من الأراضي السورية!
من دون أن يقدم هذا الفيلسوف أي تفسير كيف يمكن لواشنطن أن تحمي العراق من تسلل مجموعات ارهابية يرعونها ويدعمونها وتتحرك تحت نظرهم من خلال قصف نقطة عسكرية عراقية شرعية تراقب الحدود خوفاََ من تسلل داعش!.
في سوريا واشنطن تستقوي بالعملاء مِمَن يسمون انفسهم معارضة وخصوصاََ الأكراد في الشمال السوري اللذين يساعدونها على سرقة الثروات والنفط وعلى عينك يا تاجر.
**وفي لبنان أيضاََ واشنطن تستقوي بعملائها من كل الطوائف وتدفعهم لرفع حرارة الصفيح تحت حزب الله والأخطر من بين هؤلاء المتعاملين مع أميركا هم شخصيات يفترض أنها محسوبة على دوَل المحوَر لم تقطع اتصالاتها مع سفيرة الشيطان دورثي شيَّا.
أيضاََ في فلسطين ما يضعف الموقف الفلسطيني الواحد هي السلطة الرسمية بزعامة محمود عباس الذي يطبع ويتعاون مع العدو الصهيوني الأمر الذي شكَّلَ نقطة قوة للأميركيين والصهاينة بوجه أخوتهم المجاهدين.
وكما في كل مكان أسلفنا ذكره تعتمد أميركا على الخونة في اليمن وعلى رأسهم عبد ربه منصور هادي وأزلامه بمساعدة السعودية والإمارات ولولا خيانة هؤلاء جميعاََ اللذين ذكرتهم لما بقيَ في منطقتنا أميركي واحد او بريطاني او فرنسي او صهيوني،
ناهيك عن دول مجلس التعاون الخليجي (العبري) الذي يزحف على بطنه الى تحت اقدام الصهاينة متوسلين التطبيع ويبيعوننا شعارات العروبة في الإعلام، حيث لَم يبقى ما يستر عورتهم العبرانية سوَىَ اسمائهم العربية التي تحللت مع خيانتهم.
*بكل تأكيد هذا الأمر يعتبر إستنزاف للشيعة في العراق وسوريا ولبنان واليمن
نعم للشيعه وليس لغيرهم، لأن كافة القوىَ السُنية المناهضة لمشروع واشنطن تل أبيب قُيِّدَت أو أنتهت وانتقل عصر المقاومة الى طهران الجعفرية بكل صراحة وكل ما دون ذلك محض إدعاء،
[وأن آخر محاولات واشنطن استخدام بعض العناصر الشيعية لضرب المشروع الشيعي التحرري المقاوم الذي تقوده الجمهورية الإسلامية في الشرق ما هوَ سوىَ محاولة يائسة ستبوء بالفشل نتيجة الوعي الشعبي العربي والإسلامي ونتيجة تعاظم قوة المقاومة وعدم الإلتفات الى عملاء امريكا الأقزام في منطقتنا شيعةََ كانوا أم سُنَّة من بيروت إلى بغداد وأن تصميم قوىَ المحوَر على إخراج أميركا من الشرق الأوسط وسحق اسرائيل لَن يتم تقويضه مهما طال الزمان ومهما بلغت التضحيات،
وأن صبر وسكوت وتغاضي قوىَ المحوَر عن تعامل البعض وعن افعالهم الشنيعه المكشوفة ليسَ سوىَ حبة مهدئ مؤقتَة سينتهي مفعولها قريباََ وسيؤدبون.
Your Comment