ما إن إعتذر علي بابا عن تشكيل الحكومة حتى بدأَ التسويق لبابا شبيه بوالده كي يُشَكِّلها
البعض وصفني بالمتشائم دائماََ وبنقل صورة تحطم آمال اللبنانيين وتمنوا علَيّْ إن أُغَيِر أسلوبي في الكتابة وإظهار بارقة أمل أو أقلها التوقف عن النَق!
تناسى أصدقائي الأعزاء أن في لبنان كل شيء مفقود حتى الأمل ويريدونني أن أتظاهر بالتفاؤل!
بينما ينتظرنا الأسوَأ في قادم الشهور.
ولأنني لا بُد إلَّا أن أُعَلِق على ما يجري من حديث حول الإستشارات وصاحب الحظ بالتكليف ونَيل شَرف التأليف فإني سأُسَلِّط الضوء على رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي (أبو ماهر) رئيس "تيار العزم" رجُل الأعمال التاجر رئيس حكومتين سابقتين،
طويل القامة واليَد، قصير اللسان، الذي يتصَدَّر قائمة الأسماء المطروحة لتُوَلِّي تشكيل حكومة لبنانية عتيدة، والذي يتم التسويق له من قِبَل البعض نقلاََ عَن فُلان حدَّثني فلان أن فُلان قال أن الميقاتي مرشح اوفَر حظاََ ولم يبقى في لبنان إلَّا مَن تطاول على المال العام بالطُرُق القانونية من دون أن يسمح أحد بمحاسبته عندما أستدعته رئيسة النيابات العامة في جبل لبنان السيدة غادة عون؟؟؟
أُدخِلَ إسم الميقاتي في لعبَة الأسماء التي على ما يبدو أنها تأتي ضمن إطار المناورَات السياسية التي يقوم بها الحريري (سعد) والتي كعادته يهدف من ورائها الى المماطلة وكسب الوقت وإبرام الصفقات الإنتخابية في الزمان والمكان الخطأ، أو يهدف إلى حرق أوراق كافة المتصدرين لتكون أسمائهم مطروحة من أجل تكليفهم برئاسة حكومة،
وعلى ما يبدو أن الحريري الذي يعتبَر الأب الروحي لنادي الرؤساء السُنَّة السابقين شَعَرَ بقُرب نهاية حياته السياسية فبدأ بلعبة طرح الأسماء لكي تأخذ نصيبها من النار وتقضي على أحلامهم وآمالهم المستقبلية بأن يتجرأوا أو يشكلوا منافساََ سياسياََ بديلاََ عن عنهم في لبنان.
ثانياََ مَن هو العاقل الذي يُصَدِّق أن سعد الحريري يتمنى الخير لميقاتي أو لغير ميقاتي من وجهاء طائفته أو العكس؟
ومَن ذا الذي يُصَدِّق أن مجيء نجيب ميقاتي يشكل حلاََ لعنوان الأزمة الإقتصادية المتفاقمة والتي هيَ في باطن حقيقتها إستهدافاََ مباشراََ للمقاومة وقوتها.
فلنفترض أن ميقاتي مقبول سعودياََ وأميركياََ ولا يوجد أي فيتو عليه،
كيف سيكون هذا وهوَ يتناقض والمشروع الأميركي الصهيوني القائم لحصار وضرب لبنان،
إذاََ ما الذي يستطيع فعله الميقاتي لإنقاذ لبنان في ظل هكذا قرار أميركي اوروبي بتحطيم الوطن وإخضاعه؟
أن نجيب ميقاتي الذي يُعتَبَر جزء من المنظومة السياسية الفاسدَة فيما لو توافقَ عليه الأفرقاء اللبنانيون سيكون حتماََ بمثابة أداة رسمية لبنانية بين الأيادي الأميركية لإستكمال فصول المؤامرة وذات فعالية كبيرة تستطيع أن تدُق ألمسمار الأخير في نعش لبنان، وللمتفائلين بتمرير ميقاتي أؤكد لهم أنه لَن يمر إلاَّ ببيان وزاري واضح لا لُبسَ فيه يكون بند المقاومة بوجه إسرائيل هو الأبرز بين كل بنوده.
أيضاََ هل يتجرَّأ الميقاتي على صياغة هذا البيان الوزاري ويلحَظ فيه حق لبنان في مقاومة إسرائيل والدفاع عن نفسها وهو رجل بريطانيا وأميركا الأول؟
وهل حزب الله قد يقبل بأي حكومة لا يتضمَن بيانها الوزاري فقرة تضمن حقه بالدفاع عن لبنان وعن ثرواته الطبيعية ونفطه وغازه وحماية أرضه؟
حزب الله يرفض الغَوص في الحديث عن حكومة اللون الواحد وبالنسبة إليه يعتبَر الأمر من المحرمات.
إذاََ لا بُد من الحديث بمنطقية حول إختيار الشخصية المناسبة التي تشكل قبول من جميع الأطراف،
وواشنطن تعلم علم اليقين أنها لا تستطيع تشكيل جمعية خيرية في لبنان إذا لم يوافق عليها حزب الله،
إن مبدأ تشكيل الحكومة ولونها وسياستها وبيانها الوزاري قبل الدخول في لعبة الأسماء يقتضي مروَحة إتصالات مكثفة خلف الكواليس ويحتاج الى وسطاء ووقت ليس بقصير للتوافق وتقريب وجهات النظر دون إلغاء أي طرف لأي طرف آخر حتى ولو كانت أمريكا بذاتها،
وإلَّا فإن الأمر دونه وإنفجار داخلي قد يدفع لبنان ثمنه غالياََ جداََ،
المؤيدون لنجيب ميقاتي كُثُر هذه الأيام حسب ما تقتضي مصالحهم الشخصية من دون الإلتفات الى مصلحة لبنان أو القبول بإستكمال التحقيقات بإنفجار المرفأ أو التحقيق الجنائي أو حماية المقاومة، [ البعض من المرجعيات السياسية ظهَرَ مندفعاََ بقوة لتأييد تكليف نجيب ميقاتي، والرئيس بري نجح بإقناع الحريري تسمية ميقاتي رغم عدم صدور أي تصريح رسمي عن رئاسة المجلس،
بينما حزب الله المَعني مباشرةََ بالأمر كعادته يتريَث لتتضح الصورة أكثر لكي يضع ملاحظاته وشروطه على الطاولة حول كل شيء وينتظر رد الأطراف المعنية ورد الشخصية المُرشحة للتكليف بغيَة إتخاذ قرار نهائي ويبني على الشيء مقتضاه على مقولة [المقدور عليه ملحوق عليه] وأظن أن ميقاتي أعجَز من أن يأخذ على عاتقه أمر البيان الوزاري أَو يقطع وعداََ بهِ من دون إعطائهِ إشارة ضوء أخضر من الأميركيين َغير ذلك فإن أي تكليف غير مدروس سيتبعه اعتذار وتدحرج سريع للأوضاع الأمنية في البلاد ،
لذلك الأمر دونه عقبات كثيرة وكبيرة وطريق ميقاتي إلى بعبدا غير معبدَة ومليئة بالأشواك إذا لم يحصل توافق مسبق عليه وسيبقى صاحب الحُلم الذي ربما لَن يتحقق إلا بشروط حارة حريك ومباركة الرئيس عون.
Your Comment