تغيرين رئيسيين في العالم
يشهد العالم تغيرين رئيسيين على صعيد الإدارة لكل من الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث حل رئيسا للولايات المتحدة رئيسا ومنظر(جوزيف بايدن) بدلا عن ترامب المعروف بفجاجته، في حين وصل إلى رئاسة الجمهورية الإسلامية السيد رئيسي وهو من التيار المحافظ والذي صاحبه تواجد عدد كبير من المحافظين لأدارة عدد من مفاصل الدولة، ومع أن الخلافات حول الأتفاق النووي ما زالت قائمة، ورغم ان الجميع يصرح بأن تم التوصل الى التفاهم بنسبة ٩٠% الى ان المعضلة تكمن في أهمية ال ١٠% الأخرى، فلا الجمهورية الإسلامية ستوقف دعمها لمحور المقاومة ولا تتنازل كذلك بوضع برنامجها الصاروخي على طاولة الحوار في فينا، ولا الولايات المتحدة سترفع العقوبات كليا أو توافق على عدم التفاوض على البرنامج الصاروخي الايراني، ولأن الطرفين مقتنعان بضرورة عدم التصعيد في المرحلة الحالية قد يذهب كلاهما الى عقد تحالفات جديدة لجعل المنطقة أكثر استقرارا، فمن جهتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية تسعى للتوجه لعقد اتفاقات أقليمية مع دول الخليج لحد من تأثير مشروع التطبيع من جهة ولأنعاش اقتصادها من جهة أخرى، في حين لجأت الولايات المتحدة لخطة أخرى لتحييد الدور الإيراني في المنطقة متخذه عدة أجرائات منها
* الدفع بفرنسا وبريطانيا للعب دور أكبر في المنطقة.
*التخندق في الأردن بأغلب قواتها وأتخاذها ساتر أمامي لحماية الكيان الصهيوني، ونقطة رصد لتحركات محور المقاومة، ونقطة انطلاق لعملياتها العسكرية الهجومية وخندق دفاعي في حال تعرضت للضربات الصاروخية.
*سحب قواتها من أفغانستان لتهديد الأمن القومي الإيراني عن طريق طالبان من جهة، وخلق عقبة لمشروع مبادرة الحزام والطريق.
*كذلك دعم التحالف الهندي الإماراتي كخطوة تكميلية لسحب قواتها من أفغانستان لإتمام عملية المحاصرة على الممرات المارة من الصين لإيران.
*كذلك دعم دول الخليج للدخول بأتفاقات اقتصادية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ثم إقامة شبكة اقتصادية في المنطقة يتم من خلالها الضغط على إيران في حال حدوث اي تصعيد لاحقا.
*تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك بين الأردن والولايات المتحدة والتي تم التركيز خلالها على البنى التحتية لمطار موفق السليطي في الأزرق للطائرات المسيرة والطائرات القاصفة بعيدة المدى C17.
*دعم الاتفاقية العراقية الأردنية المصرية للاعتماد على نفط العراق في تمويل جيش الكيان الصهيوني بعد مطالبته حكومة الكيان لرفع موازنة الجيش العامة للتصدي للخطر الإيراني، من خلال نقله من ميناء العقبة الى ميناء حيفا.
*اعطاء دور أكبر في المنطقة للكيان الصهيوني بعد ضمه لأدارة القوة الوسطى الأميركية.
*كذلك توزيع الأدوار حيث ستكون بريطانيا وفرنسا والكيان الصهيوني مقابل إيران وتركيا في المنطقة، وقوات الناتو بمقابل روسيا، وتتفرغ الولايات المتحدة لمواجهة الصين بمعية الهند وحركة طالبان كأوراق ضغط على الصين، مع إبقاء عدد لا بأس به من القوات الأميركية متمركزة في الأردن.
وبالرغم من أهمية العودة للاتفاق النووي، الا أن كلا الطرفين يسعى للاستفادة من عامل الوقت، فالولايات المتحدة تستفيد من عامل الوقت سياسيا لاستكمال خطواتها السابقة والتفرغ لمواجهة الصين، وإيران تستفيد من ذلك فنيا حيث تمكنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية من امتلاك وحدات (R8) القادرة على تخصيب اليورانيوم بنسبة ٩٠% والتي كلما زاد عددها كلما سرع من قدرة إيران لصناعة القنبلة النووية بمدة زمنية أقصر.
أما بالنسبة للتقارب الذي قد ينتج من قمة الجوار في العراق بين تركيا وفرنسا من و دول الخليج وإيران كل هذا يصب في مصلحة انشاء تلك الشبكة الاقتصادية، أما الحديث عن الذهاب لمعادلة تصفير الخلافات فذلك أمر تكمن روعته بأستحالة تحققه.
Your Comment