التحدي الكبير لواشنطن إنتقَلَ من طهران إلى بيروت
فعلاََ المثل العربي القديم ما خَلَّى شي بهالدنيا إلَّا ما قالهُ.
وواحدة من تلك المقولات الشهيره هيَ التي تقول (لا تلحئ الهربان كل الدرب بيرجَع لَيكْ)
أميركا التي بالغَت في تحدي كرامات الدُوَل والشعوب وهدَّدَت وجَوَّعَت وأذَلَّت شعوباََ بحالها، وصَلَت معها الأمور لدرجة البطش العسكري حتى بالأطفال والشيوخ، (واليَمَن) أكبر برهان على ذلك وأطفال ضحيان دمائهم وكتبهم وأشلائهم تشهد على ما فعله بهم الأميركيون والسعوديون الصهاينة.
لَم يتجَرَّأ أحد أن يقف بوجه أمريكا وأن يقول لها (لآآ) أو (كَفَىَ) إلَّا الجمهورية الإسلامية الإيرانية العظيمة الوحيدة التي أنبَرَت إلى الوقوف بصلابة إلى جانب قضية فلسطين رافعة الصوت بوجه الشيطان الأكبر متحديَةََ غطرستهُ وجبروتهُ غير آبهةَ لعظمة قوتهُ العسكرية مهما بلغت عُتُواََ وفَتك.
الشعب اليمني بدوره لقَّن الأميركيين وحلفائهم لمدة سبع سنوات دروساََ ملؤها العِبَر والتحدي وعلموهم كيف تكون مواقف الرجال اللذين لم يعتادوها ولم يواجهوا مثلهم من قبل.
أيضاََ الذي يجري مفهوم وواضح ويَدُل على رجولة لطالما كانت مفقودة عن العربان، فكل اللذين وقفوا بوجه أمريكا وقالوا لها لآ غيروا نظرة أميركا بالأمة وشعوبها، ولولا هؤلاء الرجال اللذين قالوا لآ مدوِيَة لما كانت حرب اليمن مشتعله ولا يوجد في غزة قوة ولم نكن لنرىَ عقوباتٌ على إيران.
العراق الحبيب ينتفض منذ زمن بوجه المحتل الأميركي ورايات المقاومة مصداق على وجودها وقوتها وعجز عدوها الأميركي من سحقها أو القضاء عليها واليوم المحتلين في العراق يستجدون هدنَة لكي يلملموا أشلائهم ويرحلوا كما حصلَ في أفغانستان.
أمَّا الأمر الذي لَم يَكُن بالحسبان وفاحئ العالم بأسره هوَ خروج سماحة السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله واعلانه تحدي أميركا واسرائيل من خلال إنطلاق أول ناقلة نفط ايرانية عملاقة تنقل المازوت والبنزين الى بيروت من ايران كاسرةََ الحصار المفروض على الشعب اللبناني من أميركا وعملائها في الداخل، متحديةََ البلطجة الأميركية،
السيد نصرالله بإعلانه هذا رسم خط سير معادلات جديدة بين بيروت وواشنطن وتل أبيب ليصبح التحدي مزدوجاََ بعد إلتحدي الإيراني وكسر هيبة الولايات المتحدة الأميركية بكسر الحصار والتهديد بالرد في حال حاولوا اعتراضها او تهديدها.
الدبلوماسية الأميركية الغبية المتمثلة بالسفيرة دورثي شيا سارعت بعد خطاب السيد نصرالله بساعات الاتصال برئيس الجمهورية اللبنانية لإبلاغه أن واشنطن تبحث سُبُل مساعدة لبنان عبر استجرار الكهرباء من الأردن اليه وعبر زيادة تدفق الغاز المصري الى شمال لبنان عبر أنابيب موجوده من دون أن تقدم لنا السيدة دورثي أي تفسير عن خطوتها في ظل قانون قيصر المفروض على دمشق وكيف يفعلون الشيء ونقيضه!
طرحٌ اصطدم برفض سوري ولو غير رسمي حتى الآن ولكن تم تسريب رسائل معينة تم ابلاغ فحواها لجميع الأطراف المعنية.
تحاول واشنطن الالتفاف على خطوة حزب الله من أجل حفظ ماء وجهها الذي اراقه الأمين العام لحزب الله فور اعلانه عن تحرك الناقلة من ايران نحو لبنان وتهديده واشنطن وتل أبيب اذا ما تم المساس بها،
بدورها شركات النفط في لبنان وعلى رأسهم توتال اعلنت فتح ابوابها واستعدادها تزويد المواطنين بمادة المازوت والبنزين،
ومصرف لبنان فتحَ الاعتمادات اللازمة لها!
بكل الأحوال نحن لسنا بحاجة الى سمكة، نحن بحاجة الى صنارة.
اذا كانت واشنطن (صادقة) بنيتها مساعدة الشعب اللبناني ورفع الضرر عنه ما عليها الا التوقف عن التدخل في شؤوننا الداخلية وتركنا وحالنا ونحن بالف خير وقادرين أن ننهض بإقتصادنا ووطننا وأن نبني محطات توليد طاقة كهربائية نسد من خلالها حاجاتنا، لطالما كانت واشنطن ولا زالت تمنعنا من بناؤها منذ ٧٠ عام، وإلَّا فلتعلم عجوز عوكر الشمطاء أننا سنأتي بالنفط وسننتج الكهرباء وسنقضي على النفوذ الأميركي الغربي في لبنان رويداََ رويداََ وسنسحب البساط من تحت اقدامهم وندمر كارتيلات النفط والدواء لأننا شعب لا يهاب الموت ولا يرتضي العيش بالذُل والهوان مهما كانت التكلفة.
Your Comment