زياره الاربعين بين الاستثمار الديني والدنيوي
الاستثمار مبدا اقتصادي يُبين مدى نجاعة وأفق بعيد بدراسة جدوى لمن يُقدم على الاستثمار بعيد الامد باختيار موقع او مهنة او سلعة للمُتاجرة بها ونحن هنا لا نتحدث عن التجارة الآنية او متوسطة المدة بل استثمار طويل الامد .
لذا كل من يخطط للاستثمار بمدة تزيد عن عشرين عام يجب ان تكون له ستراتيجيات بعيدة الامد ، فتجد بالمحصلة الاستثمار بعيد الامد لن تُقدم عليه سوى البلدان المتقدمة أقتصاديا واداريا والشركات الرصينة فقط .
زيارة الاربعين احدى الزيارات التي خص الله بها ارض الحضارات والمقدسات ، ارض الأنبياء والاولياء والمرسلين والصحابة والتابعين لانه ضم بطياتها رفاة سيد شهداء اهل الجنه الامام الحسين عليه السلام وهي كتخصيص من اركان الطائفة الشيعية ، لكنها بالنسبة للعراق واهله ومحبيه امر مختلف تماما وخصوصا ما بعد ٢٠٠٣ .
ارض الرافدين بكنفها ضمت ستة اديان وثلاثة عشر طائفة وعشرات العشرات من اقسام الطوائف ، ولم يكن ما يحدث بالعراق بكل ما يردد او يقال من احداث سوى شان داخلي لن يتعدى صداه الحدود وذاكرة بعض الافراد .
العراق بعد ٢٠٠٣ شهد تغيرات كبيره وكثيره منها الاحتلال وتغير النظام السياسي من الجمهوري الى النظام البرلماني وظهور مسميات جديدة للعلن كانت بخبر كان لولا التغيير مثل احزاب ، كُتل سياسية ، الاقاليم ، الفدرالية ، الكتله الاكبر ، الكوتا ، الدستور المكوناتي وبالتاكيد الاختلاف بوجهات النظر حاضر مع او ضد بنتيجة وصلنا بفترة الى الحرب الاهلية التي تغذت داخليا وخارجيا من كل الأطراف محب مبغض
له اجندات وقد هُجر وقتل عدد ليس بالقليل بتلك الأحداث .
الحمد لله تم استيعاب الدرس ومضت الايام لكن بقت الاجندات تعمل فكانت احداث ٢٠١٤ والفتوى المباركة التي كان أثرها كبير بعودة العراق واحدً موحدا ، وانتقلنا الى أحداث تشرين ٢٠١٩ التي نستطيع ان نلخص نهاية تلك الفترة بالعبارة المهمة للمرجعية ( لا عودة لما سبق ) التي نستخلص منها بغير الاخوه والمحبة لن يكون العراق عراقا واحدا .
لنعود والعود احمد للاستثمار
من يريد الدنيا فليكن حسابه مادي فقط وهو ما تجده ببعض الاصوات التي تدعوا لاستثمار الزياره ماديا وهو الحساب الدنيوي .
الاستثمار الاخروي امر مختلف تماماً الاخوة والمحبة والسمات الطيبه تجاوزت الدين والمذهب والطائفة والعَرق لانك تتكلم عن رسالة تشترك بها كل الاديان بل الانسانية جمعاء الا هي ( الاخوه والمحبة ) وخير مناسبة لذلك زيارة الأربعين .
زيارة الاربعين جهات العراق الاربع ترحب بالزائرين
الغربية ترحب بالضيوف والشمال مُشرع للزوار ، أما الوسط والجنوب فحدث ولا حرج والعالم بشماله وجنوبه وشرقه وغربه ينظر ويتابع .
بظل كل ما تقدم لن تعرف من يسير بقربك بالزيارة ومن اي جنسيّة وعندما تقف عند إحد مواكب الخدمة ليخدمك من لايعرف اللغة العربية او يرد عليك باي لغة بالعالم لا تستغرب انها الاربعين .
لذا لا يمكن ان نتجه بالتفكير والرؤى سوى نحو الاستثمار الاخروي لان الزيارة بهذه الفترة هي رسالة اخوة ومحبة عالمية لانها تعدت نطاق المحلية بل حتى الإقليمية .
لننتهي بمن ينظر للامر على انه مبدا اقتصادي فعليه ان يستثمر الزيارة وطريقها برسائل اعلامية تظهر ما خفي من اسرار واثار وتراث وصناعات مختلفة لكل موضع وليس موقع بكل قرية وناحية وقضاء ومحافظة فذلك هو الاستثمار الحقيقي .
Your Comment