الحالة المثالية المفقودة للتعليم
تعنيف او العنف ( الطالب المعلم المشرف ) تحت المجهر ، مع انطلاق العام الدراسي الجديد الذي أنتظره الأبناء وتنتظره العوائل لأنه يمثل التحدي الحقيقي وخصوصا بعد احداث كورونا وترك مقاعد الدراسة والمضي باتجاه التعليم الإلكتروني .
نردد بأنفاس وطنية مخلصة كل الغيارى من الكوادر التعليمية التربوية تسعى لإنجاح العام الدراسي والدوام الحضوري .
لكن هناك تفاصيل كانت وما زالت وستلقي بظلالها على الواقع التربوي التعليمي والإداري التي نُمثلها أو نُعبر عنها ببساطة ( الحالة او العمل المثالي ) .
الطالب يريد من المعلم حالة مثالية للتعليم والتربية من منهج مقرر ( مادة العلمية ) وايصالها وفق التقنيات التربوية مع مراعاة الفروق الفردية ، العكس صحيح المعلم يبتغي من الطالب الحالة المثالية من الانصات والمتابعة والتحضير طبعا هذا الطلب أو الحالة ترتبط بالعائلة وتفهمها ومتابعتها للطالب .
نود أن ننوه هنا عندما نذكر مفردة معلم فلا نقصد جنس محدد او مستوى تعليمي وكذلك ما يرتبط بالطالب .
يستمر طلب الحالة المثالية من قبل الادارة المتمثلة بصفة المدير من الكادر التعليمي لعنايته بالطالب بالجهة الاخرى المعلم ينتظر من المدير الحالة المثالية من التفهم والتفاهم للعمل التربوي والتعليمي وضغوطاته ، لنصل لمستوى أعلى المشرف عندما يزور المدرسة ينتظر الحالة المثالية من الإدارة والمدير والكادر ، بالجهة الاخرى الإدارة والكادر ينتظرون من المشرف تفهم الواقع التربوي التعليمي والإداري .
نود الإشارة أن هذه الدائرة بمعاناتها ترتفع لتصل إلى أعلى المستويات ، الاعلى يريد من الادنى الحالة المثالية والادنى يريد من الأعلى الحالة المثالية .
لنسأل سؤال نطرحه بشفافية للجميع ( هل هناك حالة مثالية ) للتربية والتعليم بكل مفاصلها ومفرداتها واركانها بل هل هناك حالة مثالية لأي مؤسسة او دائرة بل نعمم حالة مثالية لعلاقات عائلية اجتماعية بالحلقة الأصغر او الاكبر .
الجواب الواقعي لا توجد والحديث طويل وله جوانب عديدة نجملها باختصار كم كبير من المتغيرات الاجتماعية والثقافية المؤثرة بغطاء وتقبل مجتمعي ادت الى المشاكل والأزمات أسبابها تفاقمت نتيجة اخفاقات البناء الإداري المهني المرتبط بسلسلة تراكمات حقبة النظام السابق وامتدت الى الان .
إذن كل حادثة أو مشهد سيكون كل ما تقدم حاضرا ( البحث عن الحالة المثالية ) .
بالمناسبة هذا هو المشهد الخفي المؤثر لكل حادثة صغيرة او كبيرة تحدث بين الطالب والمعلم وكذلك بين المعلم والمدير وكذلك بين المدير والمشرف وهكذا الى أعلى مستوى .
هذا هو المشهد العراقي الواقعي ، هنا أتذكر مقولة لأحد اساتذتنا الأعزاء ، عزيزي من تسمع او تنظر شيء غير مألوف تذكر انك بموقع خارج الأطر العامة للعمل .
لندقق الآن بمواصفات الحالة المثالية التي ترتبط بحاجات التي تنتظرها او ما مطلوب من الفرد ليكون بقمة العطاء والإنجاز عندما تتحقق للفرد كل حاجاته الاساسية .
اذن كل فرد له حقوق وواجبات ضمن معيار الرضا والطموح .
نستطيع أن نُجمل ما تقدم بما يعرف بالمواطنة الصالحة التي هي موازنة حقيقية بين الحقوق والواجبات للفرد .
هذه المعايير لو طبقت من أعلى الهرم الى أدناه ، انتهت كل او معظم مواضع الشد والجذب والاحتكاك وعدم الرضا والامتعاض وزالت مسببات تفاقم أي مشكلة بسيطة منعا لاتساعها وتشظي نتائجها .
لنُلملم المشهد بمنظور آخر ، الطالب ينتظر من المعلم الكثير والمعلم ينتظر من المدير الكثير والمدير ينتظر من المشرف الكثير ، والحقيقة المُرة ان الجميع يحتاج الكثير وينتظر الكثير .
الطالب بحاجة إلى بيئة عائلية اجتماعية مستقرة تجاوزت الحالة المادية والاقتصادية ومعضلة السكن وايضا الوضع الصحي للعائلة ، ثم بيئة تعليمية تربوية مثالية بمدرسة ذات مواصفات تراعي عدد الطلاب مع لوجستيات تعليمية منهج وسائل تعليمية لتنتهي بمعلم ذو مؤهل علمي مهني متناغم مع آليات التعليم والتربية الحديثة ، الاهم بالجانب الآخر معلم بأمكانية مالية واقتصادية تمكنه من السكن الائق بوضع مالي مستقر مكتفي مع إمكانية للتطوير العلمي ومراعاة للحالة الاجتماعية مرتبطة بمكانة المعلم ، ليقف شامخا بصف نموذجي بادارة ومدير مهني أكاديمي عمله الإداري كقائد ومرشد ومُلهم لكل الطاقات الابداعية للمعلم والطالب على حدّ سواء .
طبعا يجب أن يتوفر للمدير كل ما تقدم ليضاف اليها تطوير إداري ، لننتهي بالمشرف الذي عليه عبء أكبر لان عليه ان يكون ذا أفق ورؤية واسعة يستطيع أن ينظر للمدير والمعلم والطالب بعين وآفق ستراتيحي بنظرة مهنية قيادية تطويرية لذا يطلق عليه وفق اخر مشروع تطوير المشرف الناصح او الصديق المشرف او المشرف القائد المطور .
هنا نعود للسؤال الأول هل وصلنا إلى هذه المرحلة من الرضا والقناعة لننطلق بالتقييم المستمر الذاتي الناقد الشفاف ؟
نتمنى ان نتقبل كل كلمة ، لنبني البناء الصحيح فالتقييم الموضوعي البناء تكون مخرجاته تصحيح وتقويم حقيقي للمستقبل .
هناك الان مبادرة مهمة تنبع من الواقع العراقي ، سنتوقف عندها بشفافية مبادرة يمكن ان تكون منطلق لمبادرات أخرى بنفس الاتجاه .
دعوة عامة مهمة :
اني ولي أمر الطالب/ الطالبه …...
اخول جميع الأساتذة معلمين ومدرسين وادارات المدارس التي يدرس فيها أبنائي ......
خولتهم بتعليم ابني وابنتي ومحاسبتهم اذا اساءوا التصرف في المدرسة او مع زملائهم ومحاسبتهم اذا لم يجتهدو في واجباتهم .
اولادنا امانة في اعناقكم علموهم وحاسبوهم انتم أحرص منا وأنتم من تعلمونهم الكتابة والقراءة والتربية الصحيحة
كما تعلمنا على ايديكم نريدكم ان تعلموا ابنائنا
خولتكم ولكم الامر ........
من الجهة الاخرى الأسرة التربوية والتعليمية لها رسالة مفتوحة بالاتجاه الاخر ....
الى أولياء أمور الطلبة الأعزاء بهذه الفترة الحرجة من التعليم والتربية ...
آبائنا وامهاتنا واخواننا واخواتنا
نحن شريحة المدرسين والمعلمين ابتلينا بعمل في الدنيا ، هو حمل الرسالة العلمية وايصالها للطلاب والتلاميذ بشتى الطرق .
بكلمات بسيطة المدرس والمعلم ليس لديه عداوة مع طالب من الطلاب او تلميذ من التلاميذ ، ابنائكم امانه في اعناقنا نساعدكم على تعليمهم وتربيته وايصالهم الى المستوى العلمي الذي تطمحون إليه .
مهمتنا صعبه جدا هو ايصال العلم رغم ظروفنا ومشاق الحياة ، جهادنا مثلكم بل اكثر منكم من منكم يتحمل يوميا ان يرى اكثر من ٢٠٠ إلى ٣٠٠ شخص ويوصل إليه معلومة او يتكلم معه او يحادثه ويجلس معه وربما يحل مشاكله الشخصية ايضا في فتره تصل الى ٦ ساعات اي ثلث اليوم ، عاونونا على تربيتهم ، عاونونا على تدريسهم وحثهم على الدراسة في زمن البلد انهكته الحروب واللصوص ودمار البنى التحتية البسيطة .
نرجوكم رجاء اخوي وابوي ان تجلسوا مع ابنائكم قليلا تعلمونهم حب التعليم والمعلم والمدرسة والإصغاء لأستاذه واعتباره المثل الاعلى .
نرى يوميا حالات لا يستطيع اي بشر ان يتحملها جيل يتربى على الفوضى .
ارجو ان تسامحونا على كلامنا ربما القاسي لكن الذي نراه صعب جدا .
جيل لم يدرس لمدة سنتين لنكن واقعيين سنتين مرت عليهم ظروف وعلينا جميعا لا نتمناها ان تعود ابدا .
نرجو من حضراتكم الانتباه اليهم في زمن استحل به الحرام .
انتبهوا حاسبوهم على وقتهم عند خروجهم وعودتهم من مدرستهم كيف قضى يومهم
ماذا أخذوا من دروس ماذا حصل في هذا اليوم .
اعلم اغلبكم كسبه واصحاب اعمال والحياة صعبه ، لكن نصف ساعه او اقل الجلوس مع ابنك او بنتك وهو في فتره مراهقته يحسن من أدائه في باقي حياته ، لا ترسلوهم للمدرسة لأداء فريضة فقط ، علموهم حب العلم والمدرسة والمدرس ولنستعد للأيام القادمة .
هل هذه كلمات من رفع يده على الطالب ودفعت لبعض المشادات بين المعلم والمدير وكذلك التقت بظلالها على المشرف لتصل الى أعلى مستوى ، لذا السواد الأعظم من المجتمع امام ضغط كبير وملحوظ نتيجة الوضع العام نتمنى ان تكون المهنية الواقعية هي المعيار للعلاقة وليست المثالية المفقودة .
لنذكر ان الأخلاق والعواطف الصادقة إكسير العملية التربوية والتعليمية .
هذه الكلمات بالتأكيد ستكون انطلاقة لكل معلم ومدير ومشرف بالنظر للواقع المجتمعي بشكل حقيقي وليس مثالي ، فحادثة الاعتداء على الطالب من قبل معلمه وحادثة التجاوز على الكوادر التعليمية التربوية وحادثة الاعتداء المشرف التربوي من قبل احد
مدراء المدارس ، حوادث شغلت الرأي العام ، لكن لو نعود قليلا الى الاسباب التي ادت الى هذه الحوادث ، سنجدها لان لكل فعل ردة فعل هذا اولا ،
ثانيا لندقق أكثر سنجدها البحث عن الحالة المثالية ، لذلك لايجوز الحكم على المعلم والمدير والمشرف بالتقصير والاتهام وعليه انا اقول هناك اسباب كثيرة جعلت من المعلم والمدير والمشرف ان يتصرف هذا التصرف وكذلك الاعتداء على الكوادر التعليمية من قبل البعض .
عليه نطالب السيد وزير التربية وكل من له سلطة القرار الإداري بمحاسبة كل مقصر سواء كان ولي امر ام معلم ام مدير ام مشرف فالكل سواء امام القانون فلان .... لكن رجاءا دققو بالحوادث بلا عواطف او محسوبية بل بمهنية عالية لننتهي بمنهاج عمل يصحح الأخطاء فلا مجال يمكن استغلاله كقضية رأي عام .
لنختم برسالة مفتوحة الأخلاق والعواطف الصادقة إكسير العملية التربوية والتعليمية .
نتمنى ان تكون المهنية الواقعية هي المعيار للعلاقة وليست المثالية المفقودة .
Your Comment