تساؤلات مشروعة


طالما ارقني هذا السؤال ؛ ما هو الشيء الذي ينقص هذا البلد ليتعرض لهذه المحن؟ هل المشكلة في الحكومة أو في الشعب أو في أمور أخرى؟
ولازلت ابحث عن الإجابة رغم ان الطريق للاجابة قد يبدوا واضحا لكنني اعتقد بصعوبتها بل بعمق السؤال تكون الإجابة أعمق وهي مرتبطة بتاريخ العراق السياسي وشكل الحكم والصراعات والحروب على مدار قرن من الزمان وتأثيرها بالشعب وتأثر الشعب بها. 

أن ظهور التوجهات  القومية والحزبية والعشائرية  والعقائدية اضعفت الهوية الوطنية فالشعب العراقي اليوم ينقسم الى عدة هويات قومية وطائفية مثل: الشيعية والسنية والعربية والكردية والاسلامية والمسيحية وبغياب الشعور الوطني عن هذه الانتماءات عرض وحدة العراق وأمنه للخطر لكون السياسيين خلطوا الأوراق وغيبوا الروح الوطنية. 

كما أن انعدام التخطيط الاستراتيجي في عراق اليوم لحل المشكلات التي تعصف بالبلاد على وفق الرؤية المستقبلية المقرة للبلاد سبب اخر يضعف كيان الدولة ويحرم المواطنين من النظر لمستقبل آمن يتحقق فيه استقرارهم وامنهم المستدام.

أن انعدام الفكر الموجه يعد سببا اخر من أسباب تأخر المجتمع حيث لا توجد شخصيات فكرية تقوم بمهمة توجيه المجتمع، وتوحيده في أطر فكرية (عقائدية، ثقافية، منطقية وسياسية)، 
فمنذ اكثر من عقد ونصف كان للغزو الثقافي والتقني واستخدامات الانترنيت تأثيرها واضحا غير بوصلة اتجاه غالبية أفراد المجتمع سلبيا لغياب متابعة الحكومة والنخب الفكرية والمنظمات الإنسانية الأخرى. 
ويمكن العمل على متبنيات اساسية للنهوض بالواقع العراقي نحو الافضل اولها
أطلاق حملة القضاء على الفساد ، وعلى الشعب والحكومة التعاون معا في القضاء على ظاهرة الفساد الإداري والمالي .

وكذلك أطلاق حملة التنمية البشرية ويلزم الأهتمام بالثقافة العامة للشعب طبقا للرؤية المستقبلية، ووضع خطط تثقيفية لتجاوز ظاهرة العصبية العشائرية المخالفة للإسلام وللقانون والقضاء على العصابات المنظمة ومافيات المخدرات. 
وتفعيل النهضة الزراعية من خلال وضع استراتيجية لزراعة وتصدير المنتجات الزراعية لكل العالم وتوفير فرص عمل لأكثر من ربع الشعب العراقي في مجال الزراعة. 

أن النهوض بالواقع الصناعي يعد الشرط الاساسي للالتحاق بالدول المتطورة وكذلك توفر وارد مالي كبير للبلد من خلال التصدير للخارج والقضاء على البطالة. 

ومع كوننا لانعفي المواطن من تقصيره تجاه وطنه يلزم الحكومة الأهتمام بالهوية الوطنية، التي تعلو فوق الثقافات القومية والطائفية والمذهبية، وتكون مثل الخيمة الكبيرة التي تحتضن كل الشعب ولابد من رؤية مستقبلية وطنية تحقق طموحات الشعب في كل مجالات الدولة، وتلزم الحكومات المتعاقبة على تحقيقها.