زواج عربي صيني على الطريقة الإسلامية!
لم يكن التقارب العربي الصيني الأخير وليد لحظته ولا بمحض الصدفة ،وإنما جاء بعد دراسات إستراتيجية سعودية عميقة أخذت باعتبارها تأثير هذا القرار على الأمة العربية كون معظم الدول العربية ترتبط بعلاقات وثيقة ومعقدة مع الغرب ،وقد نجحت السعودية في بناء جسور أجلست العرب والصينيين على طاولة واحدة قربت وجهات النظر في لقاء استثنائي وتوافقي سادة التعاون واحترام الغير ،وعدم التدخل في شؤونهم ،وهذا يؤكد أن العرب ما كان لهم أن ينقلبو بهذا الشكل المفاجيء على حلفائهم التقليديين لولا اكتشافهم حقيقة الغرب وعدم ملائمتهم للمرحلة القادمة مع استمرار عدم إحترامهم للدول العربية في العديد من المواقف ،فقد تسابقوا دوما على التفاخر بصهيونيتهم وبالتزامهم بأمن إسرائيل ،وضمان تفوقها على الأمة العربية، وهذا مهين للعرب بالإضافة لتهويد القدس وضم الجولان واستخدام الفيتو المتكرر لإبطال كافة المشاريع العربية المطالبة بحق الشعب الفلسطيني لا بل كان الغرب طيلة فترات التحالف السابقة يمسك بيده اليسرى جزرة ناشفة وبيده الأخرى عصا قوية استخدمتها ضد حلفائها العرب في أوقات متعددة ظنا منهم أن العرب أمة ميتة ولن تستيقظ أبدا في حين نجد الصين تركز في تعاملاتها على الإحترام المتبادل والتنمية المستدامة وشعارها في علاقاتها العدالة والإنصاف ،ولم تتغنى بإسرائيل كما الغرب بل أكدت على الإعتراف بفلسطين للعرب وعاصمتها القدس الشرقية وبأنه لا يجوز إستمرار ظلم الفلسطينيين ،وهي دولة عظمى بصناعاتها واقتصاداتها إلى جانب تحالفها مع روسيا ،وهي لا تمانع في تزويد الدول العربية بأحدث التكنولوجيات والأسلحة ومصدرها وطرق تصنيعها وهو ما تسعى إليه السعودية الجديدة في المرحلة القادمة بعد أن أخفق وامتنع الغرب عن تزويد العرب بالوسائل الدفاعية المتطورة لضمان استمرار تفوق اسرائيل.
وهذا يقودنا لمشهد جديد وربما يشكل ثورة في مجال العلاقات الدولية ضد الغرب الذي يتبنى سياسة اذا لم تكن معنا فأنت ضدنا بل من المحرمات على حلفاء الغرب أن يرتبطوا بأية علاقات واتفاقيات إستراتيجية مع المعسكر الآخر وهذا يمثل زواجا كاثوليكيا بينما نرى الصين تؤمن بالتعددية وتجيز تعدد وتنوع العلاقات ،فهي لا تشترط على العرب إقامة علاقات مع تلك الدولة ومنعها من ذلك مع أخرى ،وهذا هو الأصل السليم في العلاقات بين الدول لذلك نرى السعودية الجديدة قد بدأت منذ فترة قيادة العالم العربي بالإتجاه الصحيح لإستعادة القيم العربية وبناء مكانة إقتصادية وعسكرية مرموقة للدول العربية على مستوى العالم ،وهذا ما يتمناه كل عربي شريف متمنيا على جميع الدول العربية أن تقف وقفة واحدة وتسعى خلف مصالحها ولا تلتفت للضغوطات والإملاءات التي إمتصت خيراتها وقتلت إقتصاداتها وأعادتها إلى عهد الإستعمار القديم ضاربة بعرض الحائط حقوق الإنسان وتاريخ العرب ،فلولا ظلم الغرب للشعب الفلسطيني ودعمهم لإسرائيل في إحتلال الأرض العربية لما كان هنالك مشاكل تذكر في الشرق الأوسط ،وكان من المؤكد بقاء الشعوب العربية تنعم بأمن ورخاء من غير ذلك المحتل الذي جاءت به تلك الإتفاقيات والوعود الغربية الظالمة المفروضة على العرب ،ونحمد الله أن الأمور بدأت بالتحسن التدريجي وسلوك منحى جديد يراعي مصالح الأمة العربية ويلملم شملها.
ونتمنى في المستقبل أن يكون المتحدث باسم العرب جهة واحدة كما تحدثت السعودية باسم مجلس التعاون الخليجي في القمه الخليجية الصينية.
حفظ الله أمتنا العربية والإسلامية ووفقها في هذا الزواج بنكهته الإسلامية التعددية
Your Comment