التحالفات الداخلية اللبنانية تَصَدَّعَت ورح ينفِخِت الدَف ويتفرقوا العُشاق


 قبل أن أبدَء بشرح ما يختلج بداخلي، أَوَد أن أقول شيئاََ وبصراحَة أن مقالي هذا لَن يُرضي كثيرين من أصدقاء وخصوم فقط لأنها الحقيقة وإزعاجهم ليس غايتي ،وإرضائهم أيضاََ ليسَت غايتي، إنما غايتي الوحيدة أن أبقى مستقلاََ بآرائي صادقاََ فيما أقول جريئاََ متهوراََ أُعَرِّضُ نفسي للخَطَر بسبب الكَم الهائل من الإنتقادات والتهديدات عندما أكتب الحقيقة التي لا ترضيهم فيشعر البعض أنها سكاكين فقط لأنهم أعدائها.

**في وطن الأرز الجميع يتحدث عن الهدر والسرقة والرشوة والفساد وحتى اليوم لم تُسَمي الطبقة السياسية الحاكمة أي وزير أو نائب أو موظف بالإسم فغالباََ ما تكون اللفلفات والتسويات هي السائدة على ملف تنتشر رائحته وما يلبث أن يذوب ويضيع في عالم الغياب. 
[ السياسيون في لبنان مختلفون على وسائل الإعلام، شركاء خلف الكواليس بكل الصفقات، وكل مرجع منهم يُعتَبَر دولة عميقة داخل الدولة المفلسة المنهارة التي لَم يبقى منها إلا هيكلها الخارجي، 
فالجميع لديه ضباط وقضاة ومدراء عامون وموظفون وجنود واعلاميون ومدافعون عنهم وعن مُلكَهُم بضراوة.
*إلَّا المواطن اللبناني الفقير الذي لا حول ولا قوة له ولا يمتلك في هذه الدولة أي شيء
[ كل الطبقة السياسية في هذا البلد مُدآنه لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، والجميع يحسب لفلتات لسانه ألف ألف حساب، والجميع يحميه ولأنه الثعلب الذي يراوغ ويحتال ويحتاط عَرِفَ كيف يحفظ نفسه من السجن او الإغتيال، فكان ذكياََ لدرجة أنه يمتلك في مكانٍ مآ كامل (الداتا) التي تحتوي على أرقام حسابات السياسيين وتحويلاتهم للخارج ومن المؤكد أنه في حال حصول أي أذى له فأن لبنان والعالم سيتفاجئ بهذه (الداتا) تخرجُ الى الفضاء مكللة بالأدلة والإثباتات،
بما يَدُل على أن رياض سلامة الرجل القليل الكلام قال لكبيرهم قبل صغيرهم لن أكون وحدي في السجن وإذا غدرتم بي فإن نهايتكم مرسومة على يدي وستكون وخيمة؟
لذلك جميعهم يخافونه دون إستثناء ويؤمنون له الحماية،

**الفريق ألحاكم في لبنان اليوم اقفل خلفه كل الأبواب ودَمَّرَ كل الجسور وأحرق كل المراكب وأصبحت عودتهم الى الخلف من الماضي البعيد فلا مجال أمامهم ولا أمل لديهم في ألنجاة لذلك فهم  يتخبطون والجميع مِن مَن تورطوا بنهب المال العام يمتلكون إمكانيات إشعال الحرب الأهلية ويفكرون بها جيداََ لأنها من وجهَة نظرهم المخرج الوحيد المأمون  لمأزق لصوصيتهم،
ولا تستبعدوا ما أقوله لأن مَن ينهب مال شعب بكامله حتى أموال أنصارهم وأتباعهم ومؤيديهم ولا يأبهون لهم وتراهم يُراهنون عليهم ليخوضوا معهم معركة الخروج من المأزق،
 ** فقط هم العارفون بهم والمُدَجِنون لهم والخبيرون  في معادنهم لذلك يتجرَّئون عليهم ولا بأس عندهم إن ماتوا جميعاََ في سبيل الحفاظ على مناصبهم وإرثهم لأبنائهم وأحفادهم فقط لأن الناس بنظرهم ليسوا إلَّا أدوات لهم ويعرفون حجمهم وقدراتهم.

**التحالفات السياسية بين الأفرقاء في لبنان تصَدَّعَت لأن البعض مرتبط مع الآخر لمصلحة،
والبعض الآخر اراد القوطَبَة على الآخر؟،
 وبعضهم إنتهت لديه المصلحة،
وآخرون تضاربت مصالحهم رغم تحالفهم فبدأوا بالتفكير بحَل عقد تحالفاتهم، 

[ حزب الله يدفع ثمن خلافات التيار الوطني الحر والعهد مع الرئيس نبيه بري وحركة أمل،
حتىَ أصبَح الحزب كالحبل المتين بينهما يتنارعانه، وكلٌ من الطرفين يريده منحازاََ لطرفه بينما هو نأىَ بنفسهِ عن ذلك،
وسياسة الصبر التي إتبعها الحزب كانت خسارة له ووبالاََ عليه مع ذلك كانَ ولا زالَ مقتنعاََ بها كواحدة من أهم سياسات ترحيل الأزمات برأيهِ منذ تأسيسه. 

**بين حزب الله والتيار الوطني الحُر ورقة تفاهم موقعه منذ العام ٢٠٠٦ بقلم السيد حسن نصرالله عن حزب الله، والعماد ميشال عون عن التيار الوطني الحر،
[ هذه الورقة بدأت بالتَحَلُّل منذ خرج خمسة نواب في التيار مطالبين المقاومة بتسليم سلاحها على رأسهم النائبين زياد أسوَد وألآن عون وغيرهم.
وبين كل فترة وأخرىَ يخرج الينا (ناجي حايك) القيادي في التيار ويهاجم المقاومة وقيادتها بلؤم كبير وحقد أعمىَ من دون أي تعليق من قيادة التيار، أو رد من "حزب الله"الذي يفضل معالجة الأمور داخل الغرَف المغلقة، 
لكن معالجاتهِ هذه لم تنفع حيث عاد (ناجي حايك) ينفث سمومه من بين شفتيه البيضاويتين والوجه الأصفر المسموم.

[وما خلصنا من الكِنِّة إلَّا فاجئتنا الحَمَا] .

**فأول من أمس أتحفنا رجل أميركا الأول في الطائفة الشيعية في لبنان ياسين جابر بتصريحات مريبة لَم تفاجئ أحد من المراقبين والعارفين بإرتباطاته الأميركية الفرنسية، 
لَم تتبنَّاها كتلة التنمية والتحرير (حركة أمل) ولم تتبَرَّاء منها أو تستنكرها؟!
**حيث قال السيد ياسين (جابرفيلد)  أن الحديث عن أخذ لبنان شرقاََ هوَ (هوبرة) والبنزين من إيران (حكي خطابات)، مضيفاََ على كلامه أنه يعتبر نفسه نائباََ مستقلاََ من دون أن يعلن صراحةََ إذا كانَ قد خرج من كتلة الرئيس برِّي أم لا؟، 
أما البعض إعتبرَ أن العملية برُمَّتَها  عبارة عن سحابة شتاء قاسي قادمة فوق رأس الثنائي الشيعي شَكَّلَ كلام النائب (جابرفيلد) أحد طلائعهُ وبشكلٍ يُشكِّلُ وجه شبه كبير بين ما جرىَ ويجري مع افراد قياديين في التيار الوطني الحر اللذين يستهدفون سلاح  حزب الله.

** نحن لا نتمنى إلَّا الخير للعلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب الله من جهة، وبين حركة امل وحزب الله من جهة أخرَىَ،
ولكن وبكل صراحة نقول أن رياح الطلاق بدأت تهِب بين الجميع بعد إن شعَر البعض قرب نهاية ولاية الرئيس بري بما يوحي بأنه (سينفَخَت الدَف ويتفرَّق العشاق) وأن مَن عاشوا زماناََ يحملون لقب سعادة النائب لعشرات السنين بفضل حركة أمل أصبحوا اليوم يرغبون بخلق حاله منفصله لهم على غرار ما فعل أشرف ريفي في طرابلس ونهاد المشنوق في بيروت وشامل روكز في كسروان. 
أيضاََ القاعدة السياسية التي بُنُيَت عليها تحالفات حزب الله وحركة أمل، والتيار الوطني الحر وحزب الله تفسخَت وأنتهت مدة صلاحيتها أو أنها ضاقت ولم تعد تتسع للإثنين إلَّا إذا إهتمَ بها الطرفين وقاموا بصيانتها وتجديدها؟
أيضاََ من الممكن أن يكون صمت حزب الله الطويل وصبره الإستراتيجي سبباََ رئيسياََ في وصول الوضع إلى ما هو عليه الآن بينهما من تمادي وتطاول على سلاحه وسيدهِ وبيع مواقف للأميركيين على حساب تضحيات المقاومة، 
[ أمَّا صمت جبران باسيل على ما قاله نواب كتلته وقياديه في الحقيقة ليس إلَّا رسائل لحارة حريك لها أهدافها وقد فهمها الجميع.

[وما قاله ياسين جابر أيضاََ وكانَ يعني به سماحة الأمين العام لحزب الله شخصياََ ليس بريئاََ وله دلالاته وإن دَلَّ على شيء إنما يدُل على أننا كنا نغفو طويلاََ والثعبان ينام معنا تحت ثيابنا لثلاثين عام؟. 

*المقاومة مستهدفة حفاظاََ على رأس المال

*حمى الله المقاومَة
*حمىَ الله لبنان

*وحمىَ مَن تَبقَّىَ على طريق الحق من أشراف وحسبنا الله ونعم الوكيل.