الوهابيون والعثمانيون من التحالف إلى الغرق!!


عندما انهالت اتهامات تمويل الإرهاب على قطر رد حمد بن جاسم رئيس وزرائها السابق أن ما جرى كان باتفاق مع السعودية التي لم تكن راغبة آنئذ في تصدر المشهد واكتفت بالقيادة من الخلف!!.

طبعا يقصد حمد بن جاسم تلك الهجمة الوهابية الإرهابية على سوريا إلا أنه لم يخبرنا عن الدور التركي الواضح وضوح الشمس إلا أنه بقي غير معلن وهو دور المحطة الخلفية للجماعات الداعشية وإدارة العمليات والتنسيق مع بعض الاستخبارات وووو!!.

المثير للدهشة والاستغراب هو ذلك التحالف بين أعداء الأمس القريب أي العثمانيين والوهابيين الذين منحهم الاستكبار العالمي دولة مكافأة لهم على دورهم في هزيمة أجداد أردوجان!!.

من المفيد أيضا أن ننبه إلى أن مرحلة (الجهاد التركي في سوريا) شهدت تدفق مليارات الدولارات إلى هذا البلد خارج الموازنات المعلنة وكان هذا بين أسباب الازدهار الاقتصادي المؤقت في هذا البلد.

طبعا كان كل من هؤلاء يسعى لتحقيق غاية وهدف مغاير لما يسعى حليفه لتحقيقه إلا أن الفوز بالجائزة الكبرى وهي القضاء على المقاومة سوغ لهم إقامة هذا التحالف.

الهزيمة العسكرية في سوريا والورطة السعودية في اليمن دفعت كلا منهما لإعادة النظر في حساباته.

عندما قام أردوجان بإسكات أصوات الإخوان جاء هذا بمثابة إعلان رسمي بالتخلي عن دور عاصمة الإمبراطورية الجديدة (أم القرى) والأرجح عندنا أنه جرى إبلاغه رسميا من حلفائه الأطلسيين بالعودة إلى دور ما قبل 2011.

الوهم الذي عاشه السلجوقي أردوجان باستعادة سلجوقيا العظمى لم يعد ممكنا ولا متاحا.

كما أن وهم استعادة السيطرة الوهابية على كامل جزيرة العرب يوشك أن يتبدد مع توالي الهزائم والانكسارات في اليمن وإن طال الزمن!!.

التراجع الاقتصادي التركي وانهيار العملة لن يؤدي لزلزال محصور في هذا البلد حيث سيتراجع الجميع وسيفقد حكام الإمارات ما تبقى لهم من إحساس بالأمن بسبب التوازن بين تركيا وإيران ولذا سارع ابن زايد لزيارة أردوجان في محاولة لمنع مزيد من الغرق.

أما ما يسمى بالتحالف العربي الذي مثل ذروة التحشيد الطائفي فهو أيضا في طريقه للزوال أو هو قد تلاشى بالفعل.

ذهب ابن زايد مقدما بعض الدعم ربما لإطالة أمد بقاء العثمانيين ضمن التحالف المنهار إلا أنه قطعا لم يحمل معه دواء لشيخوخة منظومة تواصل التراجع والانهيار مع طلوع كل شمس.

تبددت الأموال التي أنفقت لإسقاط سوريا وإركاع إيران وتفكيك العراق ونهب ثروات اليمن وليس ثمة جديد يمكن التهويل به أو إغراء مزيد من الأزلام بدخول الحظيرة الخليجية.

(مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) آل عمران 117.