*المشكلة تكمن في أساس النظام السياسي والحل ليس بتشكيل حكومة*
لبنان الذي أصبَحَ عمره مئَة عام مشكلته ليست بنوعية حكوماته وأدائها الوظيفي فقط إنما مرضه يكمن بأساس ولادته السياسية حيث وُلِدَ مُشوهاََ طائفياََ ومذهبياََ ومناطقياََ.
[ لكن في بدايات الأمر كان الوضع محمولاََ ومقبولاََ من حيث الوضع الإقتصادي والمعيشي رغم سيطرة المارونية السياسية على مفاصل الحكم والدولة والتحاق باقي الطوائف بهم كمتعلقات زائدة على أطراف النظام، أستُخدموا كزينة سياسية لكي يرىَ العالم في لبنان التعددية الكاذبة والفسيفساء الفينيقية المزورَة.
[ المارونية السياسية التي كانت تحكم لبنان كانت سبب المشكلة بين المسلمين والمسيحيين، والصحوة القومية والوطنية قامَ بها الزعيم أنطون سعادة (المسيحي) بهدف القضاء على حكم المارونية ونشر القومية العربية السورية كبديل سياسي عن النظام القائم تم القضاء عليه وأُعدِم جسدياََ لكن فكره القومي السوري الإجتماعي لَم يَمُت.
بلغت أزمة لبنان السياسية آفاقها البعيدة المسدودة بسبب صعود قوة الكتائب اللبنانية الطامعه في السيطرة على السلطة وإصطدامها بالشمعونيين الأمر الذي سمَحَ لمنظمة التحرير الفلسطينية التسلل نحو المجتمع اللبناني اليساري في الجزء الغربي من العاصمة اللبنانية بيروت وحَبِك شبكة سياسية لبنانية يسارية وطنية بزعامة كمال جنبلاط وباقي الأحزاب أضفَت على قوَّة الفلسطينيين قوة زائدة أخافت الكتائب اللبنانية بزعامة بيار الجميل الذي كانَ. يعمل سراََ على التسليح والتدريب بتنسيقٍ كامل مع إسرائيل فعَجَّلَت بتفجير الوضع في لبنان من خلال جريمة البوسطة في عين الرمانة.
**بعد الإجتياح الصهيوني عام ١٩٨٢ وإنطلاق قطار المقاومة نحو التصدي للإحتلال والتحرير جاء مؤتمر الطائف بإتفاق أميركي سعودي لينهي الحرب الأهلية ويؤسس لحرب أخرَىَ أشد ضرراََ من الحرب الأهلية العسكرية من خلال تجريد رئيس الجمهورية من كامل صلاحياته وتحويل موقع الرئاسة الى منظم بريد ليس أكثر ونقل صلاحياته الى مجلس الوزراء مجتمعاََ حسب ما نصَ عليه إتفاق الطائف،
لكن في الحقيقة أن الطائف كَرَّسَ الطائفية ولَم يُلغيها وحَوَّلَ لبنان إلى مزرعة تحكمها أمراء الحرب اللذين أصبحوا أقطاباََ سياسية جائت من بين الدمار والخراب لا تفقه في الإعمار شيء وأستلمت الدولة والحكم وأحكمت قبضتها على القضاء والأمن والإدارات العامة والمؤسسات وتقاسموا كل مداخيل الخزينة إلى جيوبهم الخاصة وسادت المذهبية على الهويَة وأصبَح الناس عبارة عن (عمال وعبيد) بثياب أمراء وملوك وأصبحوا خُدام لهذه الطبقة السياسية بعد إن تم تدجينهم والإمساك بهم جيداََ من خلال تخويف المذاهب من بعضها البعض واستعمال لغة شَد العصب عند كل مفصل انتخابي او سياسي.
**كانت عنجر السورية تلعب دوراََ حاسماََ في أنهاء الخلافات بين اللبنانيين حيث أن العصا كانت تُرفَع قليلاََ بيد غازي كنعان رئيس جهاز الأمن والإستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان فتُشكل حكومة بربع ساعه وعمد انزالها كانَ تُنجز انتخابات نيابية بيوم واحد، من دون أن تسمع صوت أو لهثة لأي مرجع سياسي مهما كَبُرَ حجمه في البلاد وكانَ كلما اتصل أحدهم بمكتب غازي كنعان كان يبادر بالقول له ذكرنا القط إجا ينُط وأنا شخصياََ شاهد على كلام من هذا النوع وكان هذا السياسي يضحك ويقول له الله يطوِل بعمرَك بما معناه لتضَلَّك مطوُلنا على مرج السياسة لنرعَىَ العشب ويموت الشعب.
[ رحلت سوريا وانكسرت العصا الكنعانية الغليظة التي كانت تُرعب في لبنان، فأنتفضَ مَن كانوا يرعون على المروج السورية وفجأة تعرفنا على أصواتهم وأصبحنا نسمعها أمثال احمد فتفت وخالد الضاهر ومصطفى علوش والياس المر ونهاد المشنوق وكثيرين بعدما إنحرمنا منها أكثر من ثلاثون عام كانوا فقط يهزون الرؤوس خلالها ويقدمون لعنجر الطاعة والولاء والمال و.... ؟؟؟
وأصبَح لبنان مزرعة بصل وساحة صراعات داخلية حتى أن كارلوس إدِّه وفارس سعَيد ونديم قطيش ما عادوا يتهَدُّوا.
إنقطع الحبل وشَردَ القطيع ولَم تعُد تستطيع فهم ما يجري، اغتيال رفيق الحريري اعقبه فلتان السُن واتهامات وشتم وتهديد وانتقامات وتصرفات خارج المألوف من كامل فريق العشب السوري قديماََ والذي أصبحَ يُسمَى ب ١٤ آذار الذي التحق بهم بعض اليساريين وطَبَّل لهم سراََ بعض المنتفعين المحسوبين على ٨ آذار، حتى وصل بهم الأمر الى التطاول على عصب المقاومة فكان لا بُد من أن يفعلَ أحدهم شيئاََ من أجل إعادة ضبط وترتيب عقارب الساعة وجمع بهائم العشب إلى مروجها بعدما أصبحَ (٥) أيار ٢٠٠٦ يوماََ أسوداََ فكانَ ٧ أيار يوماََ مجيداََ لكي يُذَكِرَ هؤلاء الرعاع أن عصا غازي كنعان التي لَم تربيهم كما يجب لَم تكُن هي العلاج الصحيح لأمراضهم النفسية، وأن عصا المقاومة الغليظة ستأكل من جناباتهم بلا رحمة إذا عاودوا الكَرَّة واقتربوا من الممنوع.
حكومة تتشكل وحكومة تسقط وتكليف متعثر عادة درَج على اتباعها السياسيين في لبنان وتعوَّدَ عليها الشعب المُدَجَن المُخَدٍَر حتى وصل الأمر الى ما نحن عليه اليوم من أنهيار وحصار وغلاء في الأسعار،
الطبقة السياسية الفاسدة التي جائت للحكم عن مرجة غازي كنعان شعرت بقرب الأجَل وإنتهاء الوقت وأن دُنُو الساعة بالنسبة إليهم أصبح أقربَ من بياض العين الى سوادها فبدأوا بمحاولة تدوير أنفسهم وتغيير ملامح وجوههم عَلَّ الخديعةَ والحيلة تنطلي مجدداََ على الشعب من دون أن يتنبهوا بأن في الوطن رجالٌ لَم يتخدروا ولم ينخدعوا إنما عضوا على نواجذهم لكي لا يكونوا حطباََ لنار الفتنة،
هم اليوم متهيئون جاهزون للدفاع عن أهلهم ومجتمعهم ونُصرة فقرائهم بأي ثمن وأنهم لَن يكونوا رافعه لأي أحد، وأن التغيير يجب أن يكون جذري بالكامل بمعنى رحيل كامل الطاقم السياسي الفاشل والمجيء بإدارة سياسية محترمة للبلاد تكون قادرة بإجتراح الحلول العملية والمنطقية لإنهاء ازمة وبناء وطَن وإصلاحه،
لأن لبنان بعودة العَلَق لن يكون بخير. وعودتهم ليسَ إلَّا جنون لا فائدة منه.
Your Comment