بيغاسوس يخترق هواتف الرؤساء
بيغاسوس هذا الأسم الذي تردد مؤخراً ونتج عن فضيحة تورطت فيها السعودية والأمارات في أستخدام هذا البرنامج الأسرائيلي للتجسس على هواتف مسؤولين عراقيين كبار وزعامات سياسية ودينية بارزة في العراق.
وبيغاسوس هو برنامج تجسسي يمكن تثبيته على أجهزة تشغيل بعض أصدارات نظام iOS لشركة آبل أو أي نظام آخر من أجل التجسس على الشخص المستهدف ومعرفة ما يقوم به على هاتفه المحمول والأطلاع على ملفاته وكل الصور والوسائط التي يحتفظ بها الجوال.
أكتشفت هذه البرمجية في آب 2016 وذلك بعد فشل تثبيتها على ايفون احد النشطاء في مجال حقوق الأنسان الأماراتي "أحمد منصور" ما مكن شركة أبل من الأنتباه لها.
بشكل عام فبرمجية بيغاسوس قادرة على قراءة الرسائل النصية ، تتبع المكالمات ، جمع كلمات السر ، تتبع موقع أو مكان الهاتف وكذا جمع المعلومات التي تخزنها التطبيقات .
حظيت هذه البرمجية بشهرة كبيرة وتغطية أعلامية خاصة بعدما أنتشرت أخبار تفيد بأستعمالها في التجسس على هواتف شخصيات مهمة في مختلف المجالات ، وهنا يأتي خطورة كشف بعض الصحف الأمريكية عن فضيحة وتورط دول مثل السعودية والأمارات بالتعاون مع أسرائيل على شخصيات مهمة وتشغل مناصب حساسة في الدولة بأستخدام هذه التقنية الأسرائيلية ، وهذا يشكل خرق واضح للسيادة العراقية وتهديد للأمن والسلم في الداخل العراقي وقد يسيء للعلاقات مع هذه الدول التي تحاول ترميم علاقاتها مع العراق.
ولعل المستغرب هو الصمت المطبق من قبل هذه الشخصيات المعلن عن التجسس على هواتفها وعدم أثارة الموضوع رغم خطورته ، كذلك عدم أثارته اعلامياً من أصحاب الأقلام التي صدعت رؤوسنا بالحضن العربي والعودة الى المحيط العربي لتأتي هذه الفضيحة كصفعة مدوية بوجه هؤلاء ، فما هو القصد من وراء قيام هاتين الدولتين بالتجسس على المسؤولين العراقيين وعلي هذا يصب في مصلحة أعادة العلاقات مع العراق؟
فكيف يمكن الوثوق بدول أوغلت بأيذاء العراق بشتى الطرق وهي نفسها التي جندت التنظيمات الأرهابية ومدتهم بالمال والسلاح لتستبيح الداخل العراقي وتزرع الموت والخراب في جميع المدن العراقية.
لانريد أن نسمع بعد الآن من يتحدث عن نظرية المؤامرة وأن العرب يعيشون عقدة المؤامرة فهذا الواقع يفضح هذه الدول وتآمرها بشكل مباشر على العراق وشعبه ورموزه ومحاولة تفتيت الداخل العراقي بكل الصور.
مطلوب حملة أعلامية واسعة للتشهير بهذه المواقف المخزية للعرب وتوظيفهم هذه الاساليب القذرة في تدمير كل ما يمكن تدميره في هذا البلد ، ولا يجب المجاملة في مثل هذه الامور كما على الحكومة تقديم شكاوى رسمية في المحافل الدولية والمحاكم المختصة والمطالبة بتعويضات عن جميع الأضرار التي لحقت بالعراق جراء هذا التصرف
Your Comment