الإسرائيلي يخسر الجولة بالضربة السياسية القاضية!!


(وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ) الأعراف 117-119.

ما إن أعلن السيد عن انطلاق شاحنة المازوت من إيران متجهة إلى لبنان حتى تأكد أن الجزء الأول من المؤامرة الصهيوأمريكية الوهابية على المقاومة قد تفكك وانهار.

يعتقد البعض بجدوى التريث والانتظار قبل أن يحسم الأمر ويعرف مصير المواجهة المحتملة وعما إذا كان من الممكن أن تحدث حرب شاملة أم أن معسكر الأعداء لن يلجأ إلى مزيد من التصعيد!!.

نتحدث تحديدا عن الحملة النفسية والإعلامية الجبارة التي شنها الإعلام العربي الموالي لإسرائيل على حزب الله من أجل تهيئة وإعداد الساحة النفسية والإعلامية لمواجهة عسكرية محتملة كان الصهاينة يأملون أن تكون مع شعب لبناني منقسم ومفكك يحمل الحزب مسئولية البلاء الذي نزل به ويطالبه برفع الراية البيضاء من أجل لقمة خبز أو حبة دواء أو برميل مازوت!!.

جاء إعلان السيد عن النفط القادم من إيران ليؤكد للبنانيين ولكل العرب أليس من الضروري أن تركع لعدوك أو تضحي باستقلالك وكرامتك من أجل نيل هذه الحقوق البسيطة التي هي حق طبيعي لكل شعوب الدنيا أيا كان دينهم أو جنسهم.

كما كان تأكيد سماحة السيد اليوم على أن النفط سيوزع على الجميع بلا تمييز وكأنه يقول (نحن قوم لا نترك أهلنا ولا نتخلى عنهم).

كان واضحا أن الإعلام الخليجي يقوم بدور رأس الحربة في هذه الحملة  عبر إقناع الرأي العام في لبنان أن حيازة سلاح غير مرخص أمريكيا وغير مسموح بامتلاكه إسرائيليا هو سبب تلك المعاناة.
استطاعت المقاومة عبر هذه الخطوة أن تقلب المعادلة ليصبح أي عدوان إسرائيلي غايته حرمان اللبنانيين من حق الحياة وتدمير مقدرات الناس وأن الحزب بات في موقع الدفاع الشرعي عن النفس وأنه لا يقاتل من أجل تدمير الكيان الصهيوني والقضاء عليه.

إذا ارتكب العدو الصهيوني أي حماقة فلن تكون دفاعا عن النفس أو لمنع خرق المواثيق الدولية بل عدوانا واضحا وصريحا.

يزعم الأمريكي كما الصهيوني ألا علاقة له بالحصار المفروض وليس هناك قانون أو قرار دولي يعاقب لبنان بحرمانه من مقومات الحياة الطبيعية فكيف ستسوغ إسرائيل أي عدوان يمكن أن تشنه على ناقلات النفط؟!.

وبغض النظر عن قدرة الإسرائيلي على شن هكذا عدوان وتحمل تبعاته فقد أثبت حزب الله أنه ليس مجرد حركة تمرد تنازع الدولة سلطانها بل لاعب سياسي قدير بوسعه أن يقلب الطاولة على جبابرة العالم وأن ينزع منهم سلاح التفوق الإعلامي ليبقى في موقع الدفاع المشروع عن النفس وهذا أمر لا ينازعه أحد لا في الشرق ولا في الغرب.

في المواجهات السابقة مع الكيان الإسرائيلي ارتكبت سلسلة أخطاء سياسية وإعلامية فادحة سهلت على العدو الاستفادة من العمل العسكري ويبدو أن هناك من درس تلك التجارب وكيفية إبطال السم الإسرائيلي السياسي.

انتصر السيد على الآلة الإعلامية الشيطانية وضاعت مليارات آل سعود وآل نهيان.