وحدة أمَل حزبُ الله أهم من السلاح
لأن الوِحدَة تحمي المقاومة أما السلاح لا يحمي الوحدة
هوَ التكامل بين حركة أمل وحزب الله الذي يحاول السيد حسن نصرالله تعميمه بين كل اللبنانيين تحت سقف الهوية الوطنية، ومشروع التكامل هذا بدءَ به الحزب منذ وَقَّعَ إتفاق كنيسة مار مخايل مع التيار الوطني الحُر بتاريخ ٦ شباط عام ٢٠٠٦،
لكن ظروف إنضاج هذا المشروع لم تتهيَئ وتمَ إجهاضه لأسباب كثيرة أهمها الإرتباطات الخارجية والأجندات الخاصة للمراجع السياسية اللبنانية، حيث أصبَحَ مشروع الدولَة حبراََ على ورق وسادَت الخصوصية ولغة الأنا وتحولَ لبنان إلى مزرعه يتقاسمها أمراء الحرب حَوَّلوا الناس فيها إلى أغنام لا تقوَى على الدفاع عن نفسها.
حزبُ الله الذي إتخَذَ قراراََ إستراتيجياََ بحماية وحدة البيت الشيعي من خلال الشراكة والتكامل مع حركة أمل، يعتبَر بثقافته المعهودة أن وحدة الصف مع الإخوَة أبناء الإمام السيد موسى الصدر أهم من السلاح، لأن من منظور الحزب أن هذه الوحدة هيَ التي تحمي المقاومَة أكثر من السلاح نفسه.
علاقة حركة أمل المتوترة دائماََ مع التيار الوطني الحُر أحرَجَت حزب الله في مناسبات كثيرة وتتكَرَّر ورغم ذلك فشِلَ الحزب من جمع الطرفين على طاولة واحدة لأكثر من مرة وثُمَ يقع الفُراق،
أما العلاقة مع وليد جنبلاط من طرف الحزب كانت ذات حرارة منخفضة قليلاََ بسبب مواقف البيك المتقلبَة ولكن لم تنقطع تماماََ حيث أبقىَ جنبلاط الوزير غازي العريضي كنافذة خلفيه يطل منها متى أحتاج على حارة حريك، لكن حزب الله ورغم الخلافات مع جنبلاط أمسَك العصا من الوسط لفترة ليسَت قليلة فيما يخص العلاقة الدرزية الدرزية حفاظاََ على موقف الحزب الداعي الى الوحدة والتلاقي بين الجميع متجاوزاََ مصالحه الخاصة نحو المصلحة الوطنية العامة،
فكانَ حذراََ ومتنبهاََ من مواقف سيد المختارة المتهورَة ضد المقاومة والذي يشهد تاريخه عليه منذ عملية ١١ سبتمبر وإعلان جورج بوش الحرب على أفغانستان والعراق ومواقفه التي إعلنها بدءََ من تمنيه أن يكون (زبالاََ) في نيويورك، مروراََ بشعاره الشهير الذي رفعه بعد تفجير الرئيس الحريري (يا بيروت بدنا التآر، من لحود ومن بشار) واتهامه سوريا زوراََ وبهتاناََ،
وصولاََ إلى القرار الخطير الذي إتخذته حكومة السنيورة في ٥ أيار ٢٠٠٥ بنزع شبكة إتصالات المقاوَمة بتحريض وإصرار منه ومن مروان حمادة الذي اوصلَ البَلد إلى ٧ و ١١ أيار.
اليوم جنبلاط يشيد بسوريا ويترحم على الرئيس حافظ الأسد، ويرفض قطع الطرقات من خلال موقف اعلنه امام المشايخ وكوادر حزبه وكأنه لم يفعل أوريَقُل شيئاََ طيلة عشرون عام!
أما حزب الله بقيَ يتلقىَ الكدمات من جميع الجوانب وتَحَمَّل وصَبَرَ كثيراََ رغم الهجمات اللئيمة التي شُنَّت عليه من بعض نواب التيار البرتقالي ومن تيار المستقبل وجنبلاط حتى بعض حلفائه وأصدقائه في ٨ آذار، إلَّا أمراََ واحداََ لَم يسمح بهِ ولم يسكت عليه الحزب هوَ محاولات البعض إشعال فتيل الفتنة داخل البيت الشيعي الواحد والتي عَمَلَ عليها الغرب بأكمله وإسرائيل وسفارات الإمارات والسعودية في بيروت، فكان يقظاََ دائماََ يتصدى لها موجهاََ جمهوره مكثفاََ اللقاءآت بين قيادتَي ألحركة والحزب وإبقاء قنوات التواصل مفتوحة دائماََ، ولَم يتدخل بعلاقة الحركة مع الحزب التقدمي الإشتراكي أو مع تيار المستقبل أو باقي الأحزاب الأخرىَ، أيضاََ لَم يسمح لأحد بالمساس بعلاقته بالتيار الوطني الحر، وكان دائماََ ممسكاََ بالعصا من الوسط بينهما محاولاََ قدر الإمكان تنظيم الخلافات وتخفيف التوترات.
اليوم لبنان يعيش أسوَء أزمَة إقتصادية بكل تأكيد أبطالها ليسوا ملوك الجان إنما أمراء الحرب، لكن أصابع الأتهام بالتسبب بها تُوَجَه إلى حزب الله وتحمله المسؤولية في موقف غير مسؤول من جهات تابعة للخارج،
وكل الأفرقاء في هذا الوطن يتآمرون على بعضهم البعض من دون أي حِس بالمسؤولية أو أي حِس وطني جُل إهتماماتهم مناصبهم وأرصدتهم وحفظ رؤوسهم التي بدأوا يتحسسونها منذ ١٧ تشرين.
البيت المسيحي اللبناني المشرزَم يحتاج إلى قدرة إلهية لإعادة جمعه حول طاولة واحدة وغير ذلك مستحيل بسبب تناقض المواقف وتعارض المصالح واتباطات القوات بالخارج العميل.
أما البيت السُني منقَسِم بين مرجعية الريال وبيت الوسط من دون أي محاولة لِلَم الشمل بَل الكل متربص بالكُل والجميع يتودد للسفير البخاري.
إنما البيت الدرزي الوحيد الذي يحاول جنبلاط لملمة أشلائه من خلال التواضع مع وئام وهاب وقرار اصطحابه إلى دارة خلدة لإجراء تسوية درزية درزية تقضي بمجيء وئام وهاب بدل مروان حمادة في الانتخابات القادمة، وحفظ مكان المير طلال في عالية، واستبدال النائب بلال عبدالله باللواء علي الحاج لإرضاء حزب الله ، ونائب آخر أيضاََ لإرضاء حزب الله بدل محمد الحجار، وإعطاء نائب للتيار الوطني بدل جورج عدوان والقبول بنصف هزيمة حفظاََ للرأس المهدد بالإنحدار؟
بقيَ البيت الشيعي موحداََ ويؤكد حزب الله وحركة أمل على هذه الوحدة التي لو أحرجوا فيها فأنهم مستعدين للخروج من الجميع والبقاء موَحدين.
Your Comment