ما فائدة إجراء عملية للمعدة والقدم مصابة بالغرغرينا !!! 


بدأ المرض بإصابة بسيطة في إصبع القدم اليمنى ،وبفعل الإهمال الطبي والشخصي تفاقم الالتهاب ليتحول إلى غرغرينا مما تطلب بتر الإصبع  ومع استمرار الإهمال بدأت الغرغرينا تنتشر  لباقي أجزاء القدم ،فأصبحت الحاجة ملحة لقطع الساق ،وأثناء العملية ارتأى الطبيب المعالج فتح المعدة بصفتها بيت الداء في محاولة منه للوصول للبنكرياس بهدف إصلاحه، فساءت حالة المريض مما استدعى تحويله للعلاج خارج البلاد شأنه كشأن البطالة التي تتصاعد ،والفقر الذي يتزايد والظلم وهو يتوسع في حين تتقلص العدالة بينما الفساد ينتشر والتزوير والزور تحولاً إلى مهن ،وشراء الذمم أصبح ثقافة ،والمتقاعدون يصرخون والتعيينات التي دمرت الأوطان تفاجئنا بين حين وآخر والرواتب الخيالية والهيئات العبثية قائمة.
ومع كل ذلك نجد لجنة الاصلاح تجتمع داخل قاعات مغلقة لا يستمعون إلى السلبيات إلا في النطاق الضيق الذي  سمح لهم به ،ويجلسون مع المعارف والاصدقاء ،ومع بعض من اعتادوا   السكوت عن الحق ،والتصفيق للباطل مقابل ثمن بخس ،بينما تتعمد اللجنة تجاهل الجلوس مع بيوت الخبرة من رفاق السلاح ،فربما يميل بعضهم لسماع   الكذب متبوعاً بالكذب ،ويساندهم في مهمتهم بعض من الإعلاميين الذين أفسدوا البلاد بإصرارهم على تضليل الرأي العام ،واخفاء الحقائق عنهم وقلبها وتقديمها في قوالب من الخداع والتزييف ،حتى بات واضحاً للعيان بأن   المحركات معطلة ،ولا تقوى على مواجهة الظروف والتقلبات المحيطة.
ولم يعد الروداج مجدياً في إصلاحها وبحاجة إلى أفرهول فوري ،وأطقم كسكيتات وطنية ،فالكسكيتات القديمة أصبحت تخلط الماء مع الزيت ،وبات لا ينفع مع هذه الحالة الطارئة غير قرارات تنفيذية صائبة وسريعة تعالج كل المشاكل القائمه والعالقه أولا بأول ،وهذا أمر ممكن الحدوث ومتاح أما ما يجري فأشبه بطخطخة في غير مكان الإحتفال ،وهذا لا يعالج الغرغرينا السياسية والاقتصادية السائدة ،فالأشخاص هم الأشخاص لا يتغيرون برغم فشلهم ،والشكوك التي تحيط بتاريخهم ،وإنما يتناوبون على إدارتنا والنيل من كرامتنا وحقوقنا.
والشرفاء المخلصون هم من يدفع الضريبة فلا مقاعد ولا بواكي لهم ،فخروج حسن البراري وهو على قدر كبير من العلم والمعرفة السياسية والخلق السياسي والخبرة الاستراتيجية يعد خساره للوطن ،واستثناء بيوت الخبرة من رفاق السلاح من هذه اللجنة وعدم التشاور معهم ،وتجاهل مطالبهم والقفز فوقهم ،وتقديم الجزره للقلة من أصحاب الحظوة ممن لا يمثلون إلا أنفسهم ،ولا يتحدثون بهموم المتقاعدين العسكريين  بمثابة جريمة نكراء.
وإنني كرئيس لملتقى رفاق السلاح ،وكرئيس للجنة التأسيسية للاتحاد العام للمتقاعدين العسكريين ،وكخادم أمين لهم جميعاً ولمصابي الحرب ولأسر الشهداء أوجه رسالتي هذه للحكومة وللجنة الاصلاح ،فنحن نريد الانتقال للدروس العملية ،فالمحاضرات لا تؤتي أكلها في الميدان الوطني الذي ينزف.
والمواطن يحتاج لإجراءات عملية تحسن من كفاءة إدارة المال العام  ومن العدالة في التعيينات وفتح فرص عمل للشباب والتوزيع العادل لها ،بعدما أرهقتنا العديد من  القرارات الحكومية الفاشلة والوعود الكاذبة ،فعن أي إصلاح تتحدثون حتى الآن ،وكيف تسيرون بنا نحو المستقبل  وبمن تلتقون ،وكيف تسمحون لأنفسكم بتجاوز بيوت ضخمة من الخبرة السياسية والأمنية والاقتصادية والإدارية والاستراتيجية كنا قد وضعناها على مكاتبكم في أكثر من مناسبة ،ولكن المؤامرة ضدنا أصبحت مكشوفة ،فهنالك تعمدا واضحا لاستثناء وتجاهل رفاق السلاح ،ربما لانهم صادقون ومنضبطون ،وبعضكم لا يرغب بسماع الحقيقة ،ولا تؤمنون بالحلول الوطنية لتعارضها مع مصالح بعضكم ،فأنتم لم تتعلموا بعد من سيد البلاد وولي عهده الأمين الكيفية التي يلتقون بها رفاق السلاح برغم مشاغلهم ،وكيف يجري الحديث بينهم وكيف يوجهون الحكومة والقادة دوما للاهتمام بالمتقاعدين العسكريين ،وتحسين ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية ،وتخشون أن نطلع جلالة الملك على حقيقة ما تقومون به من ممارسات معاكسة للتوجيهات فمنذ فترة طويلة ونحن ننتظر الإذن لنا  لمقابلة سيدي جلالة الملك وسمو ولي عهده بعد أن تقدمنا بطلبات رسمية بهذا الخصوص لإطلاعهم على رؤيتنا الاستراتيجية الهادفه للخروج من عنق الزجاجة التي اجلستمونا فيها ،وحتى نكون صادقين مع رفاق السلاح ومع أسر الشهداء ومصابي الحرب بإطلاعهم على حقيقة أوضاعهم ومعاناتهم ،والظروف القاسية التي يمرون بها ونكشف لسيدي جلالة الملك عدم اهتمام بعض المسؤولين السابقين والحاليين برفاق السلاح  والاتجار بهم من خلال التضليل الإعلامي الذي يرتكز على بعض  الاشخاص  المستفيدين هنا وهناك ،بعد أن تم شراء ذممهم إرضاءا لقوى الفساد وحفاظاً على كرسي الحلاقة الذي يجلسون عليه طالت الجلسه أم قصرت ،ولكننا لن نبالي وسنستمر في الدفاع عن حقوق المتقاعدين العسكريين لحين استردادها طال الزمان أو قصر ،فالله خير حافظاً والعاقبة للمتقين والشرفاء ،ففتح المعدة والغرغرينا تتغلغل في القدم اليمنى ليس علاجا صحيحا وإنما تضييعا للوقت ولفرص الشفاء ،لذلك نرى أن الأمور ما زالت لا تسير بالاتجاه الوطني الصحيح ،فأنتم لا تستمعون للشرفاء بل يتم اغتيالهم وتنحيتهم وظلمهم  وتجلسون وتتبنون ورثة الرؤساء وكبار الوزراء والمتنفذين ممن أوصلوا المزاج الاردني لحاله من الاكتئاب المتحور  مستخدمين عناوين وحجج واهية ،فنحن لم نعد قادرين على تحمل أخطاءكم  فمستقبل شبابنا ليس مكاناً مناسباً لإجراء تجاربكم.
حفظ الله الاردن

 

 

رئيس ملتقى رفاق السلاح يكتب للحكومة وللجنة الإصلاح