تحليل سياسي ام انشاء( النخلة)

ايام الدراسة الابتدائية وحتى المتوسطة( لا أتحدث عن الاعدادية) كان يوجد موضوع  الانشاء( التعبير) ضمن مادة اللغة العربية، واغلب مواضيع الانشاء اما عن( النخلة) اوعن ( يوم الاجازة) ،وهذه المواضيع ليس بحاجة الى براهين وادلة اواستنتاج حيث نكتب عن النخلة بأنها تعطينا التمر ونستفاد من سعفها في صنع ( المكناسة !!)، اما موضوع يوم الاجازة نكتب عنه انه يوم راحة و( امي تسوي بي دولمة !!) ،هذه المواضيع تذكرتها وانا و( انتم) نرى هذا الكم الهائل من ما يسمى( المحللين السياسيين) ،حيث يظهر هذا المحلل السياسي او ذاك  وهو يتكلم عن أي موضوع سياسي، بنفس طريقة الانشاءاو التعبير  عن النخلة ، حيث يتكلم ما يسمى ( محلل سياسي) كلام سرد معلومات فقط ويعيد معلومات ( خبرية) مثل حصلت الكتلة الفلانية على ( كذا) مقعد ،والحزب الفلاني حصل على ( كذا) مقعد ،ثم يبدأ بذكر رئيس الكتلة الفلانية او الحزب الفلاني.
حقيقة هذا ليس تحليل بل خبر بامتياز ولايصل الى مستوى التحليل السياسي، لا من بعيد ولا من قريب. 
ان ساحة التحليل السياسي تفتقر محلل سياسي متمكن قادر على فك الطلاسم عندما يذكر الوقائع والأحداث ،ثم يربط بينها ليصل الى استنتاج للذي سوف يحصل فيما بعد. 
حقيقة نحن ابتلينا بما يسمى بمحللين سياسيين كما ابتلينا بما يسمى رجال سياسة( رجال تشمل نساء)  وهذا لايشمل فقط المحللين السياسيين ،بل حتى( الكاتب السياسي) وهذه مصيبة اخرى وهي مصيبة ( جلل) حيث برز على الساحة الكثير ممن يصفون أنفسهم( كاتب سياسي) ،وفي الحقيقة هو ليس كاتب سياسي بل كاتب انشاء سياسي على طريقة انشاء النخلة، وهذا الأمر لايقتصر  فقط في المجال السياسي بل يشمل جميع المجالات ،سواء كان مجال تربوي او ثقافي وحتى المجال الطبي 
نحن بحاجة الى نوعية ( مهنية)  في التحليل السياسي، وليس بحاجة الى انشاء او تعبير سياسي ابو  النخلة.
نعم نحن بحاجة الى النخلة او على الاصح الى سعف النخلة. حتى نصنع منها ( مكناسة) تكنس سياسيي ومحللي الصدفة ،بحيث يكون ( الكنس) كنسا قطعيا غير قابل للطعن!.