طالبان العراق والحلف الأميركي..!
لا يخفى على المتابعين بأنه لا يوجد عدو دائم ولا صديق دائم في السياسة، فقد شهد العالم كثير من التغيرات في السياسات الخارجية وكذلك الكثير من التغيرات في التوجهات، لكن أبرز تلك التغيرات هي نقل تجربة اتفاق الدوحة للعراق، ذلك الأتفاق الذي كان طرفيه الولايات المتحدة وحركة طالبان، العدوان اللدودان لأكثر من عشرين عام يجلسان على طاولة الحوار في قطر، فيا ترى من هم طالبان العراق الذين توافقة مصلحتهم مع السياسة الأميركية في الوقت الحالي؟؟؟
وأن تعذر على ذلك الطرف من الجلوس جهارا مع الولايات المتحدة الأمريكية على طاولة الحوار، فهل هناك اتفاق من تحت الطاولة؟؟؟ أم الزيارات لدول الخليج كانت اتفاقات بالأنابة؟؟؟
كل هذه التساؤلات المطروحة اجاباتها قد تعطي أشارة لذلك الطرف.
ترى الولايات المتحدة أن النفوذ الإيراني في العراق لا يمكن مواجهته بقوات أميركية، خصوصا بعد عودة الولايات المتحدة لطاولة حوار الأتفاق النووي، بعدما تلقت صفعة من طراز رفيع بالاتفاقية الإستراتيجية بين الصين والجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي بموجبها لن تعد هناك قيمة للعقوبات الأميركية على الجمهورية الإسلامية، لذلك تبحث الولايات المتحدة عن البديل صاحب القوة العسكرية في العراق لدفعه باتجاه التصدي للنفوذ الإيراني بحسب وجهة نظرهم.
وعلى غرار اتفاق الدوحة الذي اوجدت به الولايات المتحدة حليف جديد لها وعدو للجمهورية الإسلامية من الناحية العقائدية، تمكنت من التوصل لاتفاق غير معلن مع حليف عراقي شيعي بوساطة خليجية، وهذا الحليف يرى لديه تقارب بالرؤى مع الولايات المتحدة، حيث يرى بحل الحشد ضرورة كما هو حال الولايات المتحدة، لأن وجود الحشد الشعبي يحجم من أمكانياته العسكرية ولم تعد قواته العسكرية تحتل الريادة بوجود الحشد الشعبي، وكذلك ترحيب هذا الطرف المجهول المعلوم ببيان الحكومتين الأميركية والعراقية التي تؤكد على استمرار بقاء قوات للولايات المتحدة في العراق، وكذلك التنديد المستمر بالتعرض لقوات الاحتلال بعمليات عسكرية على الرغم من أن الفاعل مجهول، وقد تكون جماعته تقوم بتلك العمليات لتجييرها لمصلحتها سياسيا، وعلى الرغم أن بعض تلك العمليات غير دقيقة ولا تتناسب مع إمكانيات فصائل المقاومة لكنها احدثت رأي عام في الشارع العراقي.
كذلك تعد مواقف ذلك الحليف الجديد للولايات المتحدة على الصعيد السياسي مواقف كارثية بالنسبة للبيت الشيعي، فمنذ اختار التقارب مع دول الخليج وهو في تباعد عن البيت الشيعي، أضف الى ذلك نجاح الولايات المتحدة بأغتيال قادة النصر رحمهم الله أزال الحرج عنه بشكل رسمي، حيث لم يعد يهتم بالاعتدائات الأميركية على قطعات الحشد الشعبي تلك المنظومة الأمنية الحكومية التي تمثل سيادة العراق بكل ما تحمل الكلمة من معنى، على العكس من تنديده بأي عملية استهداف لقوات الاحتلال سواء كانت مفتعلة أم حقيقية، أما بالنسبة للموقف من الجمهورية الإسلامية فيكفي الإشارة إلى أن هذا الحليف الجديد للولايات المتحدة لا يقاطع الجمهورية الإسلامية الإيرانية فقط، بل هو على صعيد السياسة الداخلية لا يتقارب مع أي كتلة حليفة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وذلك ما اوصت به الولايات المتحدة لحلفائها الأخرين بضرورة الالتفاف حول هذا الحليف الجديد لتقويته في مرحلة المعترك السياسي والمواجهة العسكرية التي فشل مخططها و أن كانت قائمة بقيام ذلك التحالف.
وعندما نذكر ضرورة التفاف حلفاء الولايات المتحدة مع ذلك الحليف الجديد، ليس بالضرورة أن يتنازلون عن رغبتهم بالوصول الى رئاسة الوزراء أو اهدائها له، بل من الممكن أن يكون الأتفاق رئيس وزراء من الحلفاء السابقين مع توفير جميع متطلبات الحليف الجديد في تشكيل الحكومة، لأن القناعة الأميركية والبريطانية أن أفضل حليف لهم لذلك المنصب هو السيد العبادي، وقد تكون مبادرته المسمات (بالحشد الوطني) كانت باتفاق مع ذلك الحليف الجديد لكن طرحت عن طريق العبادي لرفع الحرج عنه.
كذلك إهمال الجانب الخدمي في محافظات الوسط والجنوب (مناطق الغالبية الشيعية)، تعد عملية الإهمال المتعمد لتلك المناطق هي عملية تخادم مع ذلك الحليف، يراد بها خلق رأي عام لدى جمهور الأحزاب الشيعية لمقاطعة الانتخابات، وبتحقق ذلك الشرط ومع قناعة الجميع بأن جمهور ذلك الحليف الجديد للولايات المتحدة الأميركية يقدمون له الطاعة العمياء، قد يسهل من عملية فوزه وحلفائه من حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية بالانتخابات القادمة.
فأذا ما نجحت الولايات المتحدة بإيصال ذلك الحليف لمبتغاها ومبتغاه، نستطيع أن نقول ان الولايات المتحدة نجحت بقطع حلقة الوصل (العراق) بين محور المقاومة والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكذلك الضغط على الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن طريق أفغانستان اذا ما استلمت حركة طالبان الحكم فيها، وبذلك توضع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بين فكي كماشة، لذلك سارعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية لحث الروس من التوجه لباكستان واقامت علاقات معها للحد من خطر طالبان، وقد يفسر ذلك بسبب سباق الانتشار بين روسيا وتركيا كذلك.
Your Comment