الثورة الحسينية في الذكرى الاربعينية
تحتفل الشعوب بابطالها الذين صنعوا التاريخ وتركوا بصمة واثر في حياتهم ، يحتفلون بهم لانهم غيروا مجرى التاريخ لصالح تلك الشعوب ، حينما حملوا مشعل الحرية وهم يضحون بارواحهم من اجل العدل والانسانية والخلاص من الظلم والفساد .
وتختلف الشعوب حينما تستذكر ابطالها بطريقة احتفالها وتكريمهم لهذه الشخصيات بما يتلائم مع ثقافتها ووعيها وتاريخها اولا وقيمة وتاثير ماقدمته تلك الشخصيات ، واستذكار مثل هذه الشخصيات هو لاستلهام فيض عطاءها ودروسها وتضحياتها حيث تتربع قمة المجد لما قدمته من تضحيات كبيرة ، وهي تقارع الظلم من اجل بناء مجتمع خالي من القهر .
ان مسيرة الحياة لاتخلو من هذا الصراع الابدي وكاننا نجد في كل زمن حسينآ ويزيدا ولكل فرعون موسى يتنازعان الحياة ، سر اينما شئت في شؤون الحياة فلسوف ترى امامك صور من ذلك الصراع الخالد يتكرر هنا وهناك كل يوم .
وهاهو تاريخ الانسانية مفعما بمثل هذا الكفاح بين الحق والباطل اذ انجرف المجتمع البشري في هذا السبيل تارة وفي ذلك السبيل تارة اخرى ، (فاذا نحن اهملنا التفريق بين حسين ويزيد في التاريخ جاز لنا ان نهمل التفريق بينهما في اي زمان وبهذا قد يلتبس علينا وجه الحق وتشتبك حدود الظلم
(والعدل معا بحيث لاتستطيع لها فصلا ولاتميزا .
الحسين (ع) شخصية فذة امتلك ارادة التحدي
بوعي وايمان بالتغيير من خلال ثورته ضد الظلم ورغم قلة الناصر والعدد ثبت على القيم التي امن بها هو واصحابه وال بيته .
ان الدين الذي يدعو الى الانقياد المطلق لارادة الرب
هو في الوقت ذاته وللسبب ذاته يدعو الى الثورة ضد الطغيان على كل ماسواه ، وكل خطاب فيه الى عبادة الله ونبذ عبادة الطاغوت .
كان الحسين ثوريا بدينه ، والدين الثوري هو دين يغذي اتباعه ومعتنقيه برؤية نقدية حيال كل مايحيط بهم من بيئة مادية او معنوية ويكسبهم شعورا بالمسؤولية تجاه الوضع القائم يجعلهم يفكرون بتغييره ويسعون لذلك.
ثورة الحسين امتدادا للرسالة الاسلامية التي قادها جده رسول الله (ص) لتغيير الواقع البائس الذي تعيشه العرب فكذلك الحسين احيا سنة جده الذي دعى الى العدل والسلام والانسانية بعيدا عن الظلم والفساد .
انها حركة ثورية لمواجهة سلطة عاثت في الارض الفساد وتهدف حركته الى استبدال الوضع القائم بوضع اخر مثالي وتحقيق هدف الحياة وتاسيس مجتمع يقوم على دعامة العقيدة والرسالة الاجتماعية الرافضة لعبادة الطاغوت والقضاء على الطواغيت واقرار مبدا التوحيد لكي تتجلى فيه الوحدة البشرية والعدالة الاجتماعية .
الصوت الثوري يتجسد في حقوقكم وحق الوطن التي يسعى لها من يمثلكم في الانتخابات لانتزاعها تحت قبة البرلمان القادم ، بصدق انتمائها للشعب والوطن وهي الصوت المعبر عن تطلعاته المشروعة.
مااحوجنا للحسين بيننا ومااتعسنا بابتعادنا عن قيم ثورته النبيلة والتاسي بما قدمه ونحن نعيش حكم سلطة الفساد وفقدان الكرامة وتهديد وجودنا .
Your Comment