إيران هيَ المُرتَكز الأساسي لحركات المقاومة ضد الهيمنة الأميركية
عندما كانت إيران آل بهلوي تبطُش في الخليج وكانت تُعتَبَر شرطِي المنطقة وكرباجها المؤلِم، كان الشيعة في العراق ولبنان وباقي المنطقة العربية يكرهون نظامها ويشيطنوه، حينها كانت الدُوَل الخليجية وملوكها وأمرائها على رأسهم مملكة قرن الشيطان يتوسلون موعداََ ولَو لدقائق مع أمبراطورها (محمَد رضا بهلوي) فقط لينحنوا أمامهُ كالعبيد ويُقَبِلون يديه ويقدمون له الهدايا النفيثة من المجوهرات والحِلىَ والسيارات الفارهة،
أيَّامها كانَ علم إسرائيل مرتفعاََ على أسطح سفارتها في طهران،وكانت القضية الفلسطينية بالنسبة للنظام الإيراني البائد غير قابلة للنقاش معتبراََ فلسطين التاريخية هي أرض الميعاد لليهود ولا يحق للفلسطينيين المطالبة بها.
[ وعندما أنتصرت ثورة الإمام الخميني العظيم وأُعلِنَت الجمهورية الإسلامية فيها ودستورها القرآن الكريم ورُفِعَ علَم دولة فلسطين وسط عاصمتها طهران، إنقَلَب المزاج الشيعي رأساََ على عَقَب وأصبحَت إيران تعني كل أتباع المذهب الجعفري في كل أنحاء العالم،
مِمَا يؤكد وطنية هذه الطائفة في كل أنحاء العالم وولائها لفلسطين وقضيتها المُحِقَة،
[ إنَّ أوَل مَن نَصَب العداء لهذه الجمهورية الإسلامية الإيرانية الفتية كانت تلك الدُوَل ألتي كانَ ملوكها وأمرائها يُقَبِّلون أيادي أمبراطورها الصهيوني شاهٍ شاه.
فكانوا أَوَّلَ مَن حَرَّضَ المقبور صَدَّام حسين لكي يَشِن عليها حرباََ وفَعَل وقدموا له الدعم المادي والعسكري بمئات مليارات الدولارات، وأنتَهَت الحرب الأليمَة بنصر إيران الإسلام بعد ثماني سنوات دمَرَت إقتصاد البلدين وسقطَ خلالها ملايين الشهداء اللذين لو سقطوا على درب فلسطين لتحَرَّرَت منذُ زَمَن!
منذ ذلك الحين وعجَلَة قطار المواجهة مع أمريكا وأتباعها لَم تتوقف عن الدوران، حيث أخذت الجمهورية الإسلامية الإيرانية على عاتقها قضية فلسطين ودعمت فصائل المقاومة فيها كما دعمت كل حركات التحَرُر العربي والإسلامي في المنطقة بالرغم من الحصار الجائر عليها التي فرضته دوَل الغرب قاطبةََ على رأسها الولايات المتحدة الأميركية، وكان للسعودية ومجلس التعاون الصهيوني الخليجي الدور الأكبر في التحريض عليها.
بعد ثلاثة وأربعين عام من ولادة النظام الإسلامي وأنتصار الثورة أصبحت إيران المرتكَز الأساسي لمقارعة الإستكبار العالمي، ونقطة الإرتكاز الأساسية في الصراع العربي الصهيوني ومحوَر التلاقي المقاوم المناهض للإحتلال الإسرائيلي والهيمنة الأميركية، وقَوِيَت شوكتها وأشتَدَّ عودها وأصبحَ لها حلفاء أقوياء أشداء في المنطقة مشهودٌ لهُم بينما هي تُطُل من موقعها الجغرافي العالي على الصين وتفصل بينما أفغانستان، تسيطرُ سيطَرَةََ تامة على مضيق هَرمِز، [ حلفاؤها أنصار ألله يمسكون بالجغرافيا في أكثر من منطقة حساسة من باب المندب في اليمن المُطِل على البحر الأحمر والمحيط الهندي،
وفي العراق عِماد القوة العسكرية هيَ الفصائل الجهادية والحشد الشعبي،
وسوريا وحزبُ الله في لبنان المُطِل على البحر الأبيض المتوسط وعلى حدود فلسطين التاريخية الذي يهدد وجود الكيان الصهيوني ويُرعِبه.
سَلَّمَ العالم بأسرِه بالأمر الواقع
أنَّ إيران قوة إقليمية عُظمَىَ تُمثِل نقطة الإرتكاز المِحوَري لقوَىَ المقاومة في المنطقة والتعاطي معها من جِهَة الأطراف الأخرىَ يجري على هذا الأساس ولَم يَعُد يتجرَّأ أي أحَد من تجاهلها، والجميع يهابها ويحسب لها الف حساب
[ ملفات المنطقة بأكملها وفلسطين في صُلب الإهتمام الإيراني،
ومؤخراََ أصبحت أمريكا لا تتَجَرَّأ أن تقرر شيء من دون العودة الى الجمهورية الإسلامية عبر الوسطاء وإلَّا فأن المواجهة تقع والنتيجة محسومة وما يجري في اليمن يؤكد هزيمتهم وفشل مشروعهم وإنكسار قوتهم وعجزهم، وعُلو كلمة اليمنيين وقِوَىَ مِحوَر المقاومة فوق كلمة الغرب والجربان البعران.
التحولات الإستراتيجية التي حصلت في المنطقة كانت بفعل صمود إيران وحلفاؤها وكانَ ثمنها من الدماء باهظاََ جداََ لذلك فَرَضت على أمريكا التفكير ملياََ بموضوع بقائها في المنطقة لأن تكلفة الحروب بالوكالة بالنسبة لواشنطن كانت كبيرة ولم يعُد بإستطاعة الشعب الأميركي تَحَمُلها لأن شعوب منطقتنا قررت المواجهة إلى أن ينتهي كل إحتلال وصولاََ لتحرير فلسطين،
[ اليوم تحاول الولايات المتحدة الأميركية بأقصى ما تستطيع الحفاظ على مصالحها ووجودها ولو سياسياََ في غرب آسيا كما حصلَ معها مؤخراََ في بيروت بعدما كسر حزب الله حصارها على لبنان بالقوة فآمَنَت كل الإيمان أن معاركها خاسرة وبدليل إندحارها عن أرض أفغانستان وسحبها أغلبية منظوماتها الدفاعية الجوية المتطورة من السعودية، وأنكشاف السماء أمام المُسَيَّرات اليمنية وصواريخهم البالستية، الأمر الذي حَتَّم على قيادة المملكَة السعي الحثيث وبالتَوَسُل نحو وقف لإطلاق النار مع أنصار الله وإجراء مفاوضات مع إيران برعاية عراقية وعُمانية وهناك لقاء مُرتَقَب بين وزيرآ خارجية البلدين في الهند بوساطة هندية علها تخفف من خسائرها وتضمن خروجها من بين الرمال اليمنية المتحركة بحفظ ماء الوجه ودون تَكَبُد المزيد من الخسائر جَرَّاء الهزائم المتتالية التي تكبدها إياها ضربات رجال الله الحوثيين في اليمن الحبيب.
إذاََ نَجم أميركا يأفُل والكيان الصهيوني الذي أصبَحَ محاصراََ يرتجف ويضغط لتأخير الإنسحاب من العراق،
بينما السعودية والإمارات سلَّموا بالهزيمة وأعتقد أنهم بدأوا يعدُّون العُدَّة للتعايش مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع واقع جديد لكنه يشبه الواقع القديم في زمن الشاه، وسيتكرر مشهد إقبالهم إلى العاصمة الإيرانية متشفعين بالإمام علي بن موسى الرضا وأخته المعصومَة بإذن الله وسيدفعون ثمن كل ما أقترفت أيديهم منذ مئَة عام لغاية اليوم،
بينما تتصدَّر طهران المشهد السياسي
يجب أن لا يذهب عن بالنا دور سوريا المحوري في تحرير فلسطين كل فلسطين ولواء إسكندرون، وأنا الآن لَا أحلم أو ارسم صورةََ خيالية لن تتحقق لكن إن بقينا على قيد الحياة سنشهد احتفالات النصر في القدس وفي اللواء المحتل من تركيا بإذن الله وبكل تأكيد.
Your Comment