التوافق …. آخر الحلول
لازال التنافس الأنتخابي والخطاب السياسي للكتل السياسية في أوج قوته رغم أنتهاء الأنتخابات العراقية في العاشر من الشهر الماضي ، وأعلان النتائج الأولية لهذه الأنتخابات.
وكل ما يحدث في الشارع العراقي وأروقة السياسة العراقية هو نتاج هذه الأنتخابات وتداعياتها ، كذلك التصريحات النارية للكتل السياسية الفائزة في الانتخابات والتحشيد للشعبي للكتل التي لم تحقق ما كانت تصبو اليه من هذه الانتخابات ، ادى الى احتقان الشارع العراقي وذهاب الجمهور المتظاهر الى تصعيد لهجة الأحتجاج وقيام أجهزة الدولة بأستخدام وسائل القوة في محاولة لفض هذه التظاهرات.
ولعل أكثر الأسباب في تأجيج الشارع العراقي هو تهديد الكتل الفائزة بأقصاء الآخرين والذهاب الى حكومة أغلبية سياسية في التشكيلة الحكومية القادمة.
وحكومة الأغلبية السياسية شعار ليس بجديد ، وسبق وأن تم طرحه سابقاً ، وفشلت الكتل الفائزة في الانتخابات بالذهاب الى حكومة أغلبية سياسية لعدم رغبة اي كتلة سياسية بالذهاب الى خانة المعارضة ، لأنها تريد من خلال وجودها البرلماني الحصول على مناصب تنفيذية في الدولة العراقية والحصول على حقائب وزارية ودرجات خاصة تتناسب مع عدد مقاعدها داخل البرلمان وفق معادلة أوجدتها الكتل السياسية فيما بينها بما عرف بمفهوم المحاصصة.
واليوم ونتيجة هذا الأحتقان الشعبي وأستياء الكتل السياسية من أداء المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ، بدأ يتلاشى مفهوم الأغلبية السياسية ويبدو واضحاً أننا ذاهبون الى نفس المعادلة السابقة في حكومة توافقية تحفظ التوازنات بين القوى والمكونات السياسية المختلفة ، وهذا ما تريده جميع الكتل السياسية ، فبمجرد أعلان نتائج الأنتخابات النهائية والمصادقة عليها ستجلس الكتل السياسية مع بعضها البعض لتقاسم المغانم فيما بينها ، وبدأت ملامح هذه التحالفات والمفاوضات من خلال جولة الوفود الحزبية والشخصيات السياسية على مكاتب السياسييين ورؤساء الكتل السياسية من أجل أيجاد تفاهمات مسبقة قبل الأعلان النهائي لنتائج الأنتخابات.
بالنتيجة لن يستطيع الجميع الخروج من شرنقة التوافق وتوزيع الأوزان المكوناتية للأحزاب المشاركة في الأنتخابات ، ويبقى شعار. الأغلبية الوطنية مجرد تلميع لمصطلح المحاصصة ، وهي مجرد عناوين توجدها الكتل السياسية من أجل تمرير أتفاقها على تقاسم الحكم في العراق على نفس النهج السابق.
ربما نجد في الكتل الصغيرة غير الراغبة بالمشاركة في الحكومة القادمة نواة لمعارضة حقيقية ، ويمكن أن تلعب دوراً فاعلاً من خلال تشكيل جبهة المعارضة في البرلمان أذا ما أحسنت هذه الكتل الصغيرة تنظيم نفسها وتكوين كتلة معارضة حقيقية داخل قبة البرلمان دون أن يكون لها تمثيل حكومي ، وبذلك نؤسس لديمقراطية يمكن أن تؤتي ثمارها في الدورات الأنتخابية القادمة.
Your Comment