يتجسسون علينا في اليوم 24 ساعة..!


سابقا كانت أجهزة المخابرات والإستخبارات أذا أرادة أن تتجسس على مدينة أو مؤسسة ما، تقوم بتدريب شخص وتزرعه في ذلك المكان لمعرفة بعض التفاصيل، لكن اليوم كل شخص منا يحمل جاسوسهم في جيبه، الهواتف الذكية و برامجها ومواقع التواصل الأجتماعي، دائرة تحليلية لسلوكيات كل فرد أجتماعيا صحيا أقتصاديا سياسيا، ففي عام 2013 هرب أدور سنوديم من ال(CIA) لروسيا وطلب اللجوء السياسي هناك، حيث أعلن عن عملية سايبر أنتلجنس، وهي أكبر عملية تجسس أمريكية من خلال شركات التكنلوجيا بنظام البيانات الكبيرة، فكم المعلومات الهائل التي يشاركها الشخص على مواقع التواصل، أو المعلومات المستحصلة عنه بسبب تعليقاته أو مشاركاته يساوي قدر الضرر الذي قد يصيبه.
الهواتف الذكية تربط ببريد إلكتروني والبريد يربط برقم هاتف ورقم الهاتف يربط بمواقع التواصل الأجتماعي،
كل هذه الأمور هي عبارة عن تطويق كامل للفرد يستفيد منها من وراء تلك الشركات لجمع المعلومات عن المستخدم، بالإضافة إلى أن هذه الدائرة تتيح لهم الإمكانية لمعرفة أي تغيير يجريه المستخدم على رقم هاتفه أو بريده الألكتروني أو موقعه على منصة تويتر أو الفيس بوك، كذلك أن كل برنامج يقوم المستخدم بتنزيله على الهاتف يطلب منه صلاحية الوصول للمايكرفون، وبمجرد أن يوافق المستخدم على ذلك يعطي الأذن بالسماح لتلك الشركات بالتجسس عليه صوتيا، وتخلي موافقته المسؤولية القانونية عن الشركة في حال أستخدمت مايكرفون هاتفه بالتجسس عليه، والبرهان على ذلك لو أن أي مستخدم تكلم مع أي شخص يجلس بجانبه عن أي دواء أو سلعة أو خدمات طبية، عندما يدخل لحسابه في الفيس بوك سيجد أعلانات تظهر أمامه عن نفس الموضوع الذي كان يتحدث به.
كذلك الهواتف الذكية بالجيل الجديد لا يمكن أن تنتزع منها البطارية، ذلك للأبقاء على تحديد موقع الهاتف عبر الأقمار الصناعية حتى وأن نفذة البطارية وأغلق الهاتف، وكذلك يعتبر قيد لأبقاء المستخدم على أتصال بشبكة الأنترنت، وذلك الأستمرار في الأتصال يتيح للشركات الفرصة لمعرفة سلوكيات المستخدم اليومية، لو نأخذ على سبيل المثال لماذا وضعت شركة فيس بوك الأيموشن مع اللايك؟ ذلك لأن الشركة لا تستطيع معرفة توجهك أتجاه أي خبر على منصتها من خلال اللايك، لكن لو وضعت الأيموشن حزين أو غاضب أو سعيد بكل بساطة ستعرف أين يكون تصنيفك بأي أتجاه فكري ومع اي تيار وضد أي تيار سياسي، وذلك يفيدهم بعملية الأحصاء العالمي للتوجهات ومعرفة عدد المؤيدين والمعارضين لكل حدث من الأحداث.
كذلك معرفة العلاقات الشخصية على سبيل المثال لو دخل المستخدم الى أي صفحة عامة، سيجد أن صديقه فلان وضع لايك لذلك الخبر، السؤال الذي يتبادر لذهن المستخدم كيف عرفة تلك الصفحة من هو لتحدد من هم أصدقائه؟؟
وذلك بسبب ملفات الأرتباط التي وضعتها الشركة لتحديد العلاقات بين الأشخاص في تلك المنصات، كذلك الموقع الجغرافي لو بحث المستخدم على كوكل عن مكان مطعم، سوف يظهر له في الخيار الأول أقرب مطعم من موقعه الحالي، قد يرى البعض ان تلك المعلومات التي تجمعها تلك المواقع عن المستخدم، لتوفير خدمة أفضل له لتكسب تلك الشركات المال بسبب أستمراره بأستخدامها، وبالحقيقة نعم أن الجانب الأقتصادي هو جزء كبير من عمل تلك الشركات، لكن يصاحب العمل الأقتصادي دراسة سايكولوجية للمستخدم وعملية جمع معلومات كذلك.
كل هذا التطور التكنولوجي والذكاء الصناعي وكم المعلومات المستحصلة عن المستخدم، قد تجعل منه سهل الأستهداف، بدلالة (السايبر برسونا) وهو أصطلاح عسكري مبني على ال(IP adress) (Email adress) وصورة المستخدم، وكما ذكرنا سلفا أن ربط الأيميل بالهاتف وربط رقم الهاتف بمواقع التواصل، كل هذه الدائرة هي عملية تطويق للمستخدم لتسهيل الوصول لكافة معلوماته الشخصية.
كذلك الساعة التي تربط بالهاتف عند ضبط أعداداتها تطرح على المستخدم بعض الأسئلة، مثلا هل هو الان واقف أو جالس سعيد أو حزين وفي نفس الوقت تدرس سرعة دقات القلب والنبض، وفي وقت لاحق عند قراءة المستخدم لأي خبر، قبل أن يكتب أي تعليق تكون قد توصلت الشركة لمعرفة شعور المستخدم، من خلال تطابق قياس النبض وسرعة دقات القلب مع المرة السابقة بواسطة تلك الساعة وذلك عبر الذكاء الصناعي.
فشركة (Cambridge Analytica) عام 2015 أستطاعة أن تأخذ معلومات 82 مليون مواطن أمريكي، وقامت بتحليلها و وجدت من منهم معارض لترامب، ثم بدأت بتوجيه دعاية مباشرة لهم لتحسين صورة ترامب وتشويه صورة معارضيه، لمساعدة ترامب لتجاوز أنتخابات الولايات المتحدة في عام 2016، ونجحت بذلك ونوقش الأمر في الكونغرس ووجهت إتهامات لأشخاص في أكبر المؤسسات الأمنية في أميركا وإتهامات لروسيا كذلك، وبذلك نفهم بأن أي دولة تريد خلق رأي عام في دولة أخرى، بأمكانها إستخدام ذلك التكنيك وتلك الوسائل المتاحة للوصول إلى ما تروم له مصالحها.
أضف الى ذلك أن عملية جمع المعلومات عن المستخدمين، هو عمل أمني إستباقي عن الأشخاص في حال تمكن أحدهم بطموح سياسي أن يصل لمنصة الحكم، ستكون أجهزة الاستخبارات التي تقف وراء تلك الشركات لديها (CV) كامل عن ذلك الشخص، وبأمكانها أختراق حساباته والوصول أليه و توريطه أو كشف بعض رسائله السرية السابقة عبر برامج التواصل، وذلك بالضبط ما قام به محمد بن سلمان عندما أخترق جهاز جيف بيسوس مالك جريدة الواشنطن بوست، وفضح أمر علاقته بأنثى أخرى مما أدى إلى أنفصاله عن زوجته، وكان ذلك بسبب دفاع جيف بيسوس عن جمال خاشقجي بعد أغتياله، بأعتباره أحد العاملين في تلك الصحيفة، وذلك الاختراق تم عن طريق رابط إلكتروني أرسله أبن سلمان لجيف بيسوس عبر الواتس آب، يحمل ذلك الرابط فايروس أسمه بيغاسوس يستطيع تحميل جميع بيانات الهاتف، أضف الى ذلك أن الكيان الصهيوني هو من طور ذلك الفايروس وباعه للسعودية، وذلك خير دليل لمعرفة من يقف خلف تلك الشركات.