الحكومة القادمة وتثوير الشارع


غالبا ماتكون فرص رئيس الوزراء القادم  للنجاح قليلة مهما كانت هذه الشخصية قوية كما يعتقد البعض ، ومن اهم اسباب الفشل  هي :  مادام التوافق بين الكتل السياسية والشراكة في ادارة الدولة؛ اذن هناك اشتراطات تحد من مسؤوليته التنفيذية وقراراته التي يريد اصدارها التي ربما تصطدم مع مصالح الاحزاب.

اما السبب الثاني وان كان يمثل الكتلة الاكبر من المكون الشيعي الا انه مرتبط بما لايقبل الشك بالتزامات مع هذا المكون وعليه ان لايخل بهذه الالتزامات يعني يكون مقيدا ومشروطا.

السبب الاخر المجاملات الحزبية والعلاقات تعرقل عمله وقد لاحظنا تفاهمات مع الاقليم والمركز حول النفط والغاز وماالت اليه الامور حاليا وعدم التوافق حول هذا الموضوع.

من الاسباب الاخرى ان يرضي الشارع الغاضب الذي ينتظر الكثير من الحكومة بعد صبر طويل وهذا يتعلق ببرنامجه الانتخابي ومدى نجاحه فيه وفرض تطبيقه ويحتاج الى وقت حتى يرتب الاولويات .

ايضا من المعرقلات الاخرى مما لايخفى على احد هو (وللاسف) ان ترضى عنه دول الجوار وتسمح له بقبول تبادل دعوات الزيارات وتابعنا سابقا امتناع السعودية لاستقبال او تحديد موعد لزيارة المالكي
اذن الوضع العراقي مرتبط بالمزاج الاقليمي .

بعض المواقف والتصريحات والقرارات التي يصدرها رئيس الوزراء قد تضر بدول الجوار  لحساب فائدة العراق وهو حق مشروع كورقة ضغط الا انه من الصعب تمرير ذلك لارتباط قادة الاحزاب كل على مزاجه مع دوله من دول الجوار وبالتالي يقف حاجزا او معارضا لمثل هذه القرارات لان اغلب القرارات الحاسمة والمعقدة يتم تمريرها والموافقة عليها من قبل توافق قادة الكتل السياسية ويتم التمرير بعدها تحت قبة البرلمان .

بعد الازمات السياسية والاهتزازات وانسحاب التيار الصدري بدت الفجوة تتسع بين المرجعية والعملية السياسية وابتعدت المرجعية اكثر دون ان تبدي تدخلا من قريب او بعيد .

رغم انسحاب التيار الصدري من العملية السياسية وتاكيد السيد مقتدى الصدر بانه لم يشارك فيها او في الانتخابات القادمة بوجود الفاسدين الا ان انفاسه لازالت مع العملية السياسية وعاد للتصريحات والتغريدات وبدا التحشيد شعبيا لصلاة الجمعة (سياسيا)من جميع المحافظات في بغداد وهو بذلك اراد ان يعرف الحجم الحقيقي الشعبي لاتباعة في حالة فكر في استدعاءهم للتظاهر في مكان واحد يوم ما.

السبب الثاني  انه بهذا الحجم (الصلاة) يريد ان يوصل رسالة الى الحكومة القادمةو (الاطار) الذي عرقله في تشكيل الحكومه بانه موجود وسيرصدكم وان كان خارج العملية السياسية ،وقد اثبت حضوره داخل المنطقة الخضراء سابقا.

مهما كانت شخصية رئيس الوزراء اكيد انه من هذه الطبقة السياسية ولم ينزل من السماء اضافة الى الاداء السيء المتراكم للحكومات وعرقلة الحلفاء والشركاء له بحثا عن مصالحهم اقول مهما تكن شخصيته لن ينجح كثيرا ،وان اخفق فالشارع سيكون له بالمرصاد والتيار الصدري اول المتحمسين لتثوير الشارع بعد ان فقد نوابه الاغلبية والتمثيل في البرلمان حينما اسقط كل بيضه الذي جمعه في سله واحده وبالتالي سيكون حاضرا وراصداً.