أبرز معالم الاختلاف بين السنة والشيعة سياسياً


سأتكلم بكل جرأة ووضوح حول الفوارق الجوهرية بين السنة والشيعة في العراق على الصعيد السياسي.
ولا يقولن أحد بإن هذا من الطائفية فالطائفية لا تعني أن تتنكر للواقع أو تحجم عن توصيفه وإنما أن ترى شرار أبناء طائفتك خير من خيار أبناء الطوائف الأخرى أو قل هي أن لا ترى  أبناء طائفتك شعب الله المختار.
وهذا ما لا نقره ولانقول به البتة
أنا أعلم أن تهمة الطائفية أصبحت نصيب كل من يحاول إظهار الحقيقة أو يسعى لتوصيف الواقع على ماهو عليه.
إلا أن هذا لا ينبغي أن يثني عزيمتنا عن قول الحق وبيان الأمور كما هي.
والآن لنبدأ بالمشروع السياسي الشيعي
فالشيعة خلافاً  للسنة كان مشروعهم إسلاميا على الدوام وإن لم يتبلور  بنحو يؤهلهم لاستلام السلطة إلا أن تنظيراتهم وكفاحهم كان يقوم على أساس حكومة العدل الإلهي كانت تمثل وجهة جهادهم وغايتهم القصوى.
كان المعيار لديهم هو الإسلام وخير مثال على ذلك هو ثورة العشرين بخلفياتها الدينية والحوزوية بينما كان العرب  السنة يقاتلون لأجل دولتهم القومية الكبرى فيما يعرف بـ(الثورة العربية الكبرى)
ورغم أن بعض رموز الشيعة حالوا التماشي مع المشروع  القومي إلا أن السنة رفضوا دمجهم فيه.
ولقد تعاملت الحكومات السنية مع الشيعة ليس بطائفية فحسب وإنما باسلوب التمييز العنصري.
كانوا لايقرون بعروبتهم ولايرتضون لهم مذهباً.
ولما وصل الشيعة للحكم واعتمدوا النظام الديمقراطي في العملية السياسية رفضوا ديمقراطيتهم واحتجوا عليها بكل مامن شأنه أن يقوضها ورغم انهم تشاطروا(الحكم) الا أنهم لم يعترفوا لهم (بالحاكمية)
ساسة السنة لايرون الشيعة إلا محكومين فحسب لا حاكمين ولا شركاء في الحكم.
المفارقة أن جل التنظيمات والحركات  الوطنية وحتى القومية كانت  
من ابناء الجنوب أو محافظات المراقد المقدسة.
ومع ذلك فإن قادتها من أبناء السنة.
واليوم وفي ظل النظام السياسي الحالي
فإننا نرى أن المشروع السياسي الشيعي أصيب بنكسة كبرى فقد فيها بوصلته 
حين تنازل عن المشروع الإسلامي واستبدله بمشروع السلطة فحسب.
ولا شك أن قصب السبق في مضمار السلطة والحكومة للسنة.
رغم أن بعض الزعامات الشيعية عمدت لوضع حلول ترقيعية لمشروع السلطة هذا
إلا أنها دخلت في تخبط أكبر 
بينما المشروع السني ظل منصباً على الحكم وإن كان بطريقة قضمية وهذا مايفسر  طرحهم لمشروع الاقليم السني
التمددي.
وهو مايفسر كذلك النداءات التي اطلقها كبار زعماء السنة كـ"قادمون يابغداد"
أما المشروع الإسلامي الشيعي أو بقاياه إن جاز التعبير فبات مقتصراً على المقاومة 
لأنها تمثل لديهم أولوية الدولة.
لكونها السبيل الوحيد الذي يحقق السيادة فلا معنى للدولة من دون سيادة
أما السنة فلإن أولويتهم الحكم ولذلك اندثر عندهم مشروع المقاومة بل حتى حينما اعلنوا المقاومة بعد 2003 فلاستعادة السلطة والحكم ولو على حساب الدولة.