دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: طائر العنقاء المنقرض والكائن السني المقدس!!



الكائن السُني المقدس ليس شخصا ولا حتى مجموعة اشخاص وليس تصورا متكاملا قائما بذاته بل هو حفنة من الأوهام التي أجبر أبناء هذه الأمة على ابتلاعها واعتناقها والتغني بها وهي لا تختلف عن حفنة التلفيقات التي كان يجري تلقينها لنا في المدرسة من 1958 وحتى 1970 قبل أن يأتي السادات ليمحوها ومعها الكثير من الحقائق التي رأى أنها لم تعد ملائمة لروح العصر أو الظهر أو المغرب (لم يعد لها لزوم)!!.

يقال أن العنقاء طائر خرافي بحجم النسر، يعيش نحو 1000 عام.
ويقال أيضا أنه عندما تقترب ساعة موته يعمد إلى إقامة عشّ من أغصان أشجار التوابل ومن ثم يضرم فيه النار فيحترق هو في لهيبها. وبعد مرور ثلاثة أيام على عملية الانتحار تلك ينهض من بين الرماد طائر عنقاء جديد.

بعض الأفكار والتصورات التي فرض علينا اعتناقها تشبه العنقاء رغم أن أصحابها يعتقدون بإمكانية خلودها بعد انتحارها وفنائها!!.

قدموا لنا تصورا يقوم على تقديس الثلاثة الأوائل ورفعهم فوق مقام النبوة ودون مقام الآلهة بقليل وجعلوا كل من اعترض على ربوبية (أقانيمهم الثلاث) مستحقا للقتل والفناء وفي أفضل الأحوال كم الأفواه لكي لا يتسبب في فتنة الدهماء والغوغاء الذين هم حراس العقيدة والمضحون بدمائهم حماية لمعبد العنقاء!.

قاموا بالإشادة بفرسان القتل والخراب وبرروا كل جرائمهم ضد الحضارة والإنسانية لأنهم كانوا يدافعون –حسب زعمهم- عن كائنهم العنقائي السني المقدس الذي ينبغي أن يبقى الكيان الشرعي الوحيد وكل من عداه لا بد أن يبيد!!.

العالم كله يتآمر عليهم كي تبقى عبادة الغرب المسيحي لأقانيمه الثلاث أما هم وأقانيمهم (حسبهم الله ونعم الوكيل) فهم معصومون مجتهدون مخطئون ودوما مأجورون وفي أعالى الجنان يقطنون!!.

ولولا بقايا حياء لأسبغوا صفات الربوبية على معاوية ويزيد وآل مروان ولكن للضرورة أحكام وما لا يدرك كله لا يترك جله!!.

هم وحدهم الموحدون أما شيعة أهل بيت محمد ص فهم سبئيون مشركون مهرطقون باطنيون (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ).

الغرب الصليبي يحسدهم ويحقد عليهم إذ ليس لديه أقانيم مثل أقانيمهم وهو الذي أفسد أخلاقهم ونشر الرذيلة في مجتمعاتهم أما هم فلم يكن يوما لديهم ظلم ولا خمر ولا شذوذ ولا أي فساد!!.

روى ابن عبد ربه الأندلسي في كتابه العقد الفريد: قال إسحاق بن محمد الأزرق: دخلت على منصور بن جمهور الكلبي بعد قتل الوليد بن يزيد وعنده جاريتان من جواري الوليد فقال لي اسمع من هاتين الجاريتين ما يقولان قالتا قد حدثناك!! قال بل حدثاه! كما حدثتماني قالت إحداهما كنا أعز جواريه عنده ف….. هذه وجاء المؤذنون يؤذنونه بالصلاة فأخرجها وهي سكرى جنبة متلثمة فصلت بالناس (ص 460-ج 4).

يوشك ذلك الكيان الأسطوري أن يتفكك وينهار ولن ينهض مرة أخرى (تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين).