ماذا تعرف عن نظام التفاهة؟!


نحن نعيش في مرحلة تاريخية استثنائية سيطر فيها التافهون على الواقع العام.
هذا ما يؤكده المفكر "آلان دونو" في كتابه المثير "نظام التفاهة" فالرموز والشخصيات واللغة والأعراف والقيم والأدوات والثقافة التافهة هي من تتصدر المشهد وهي ليست حالة فوضوية أو غير منسجمة أو نتاج سوء تدبير أو مجرد صدفة! كلا بل هي تعمل كمنظومة متكاملة تشيع السطحية والسخافة والسذاجة والبلاهة لبناء أجيال قطيعية فارغة ومجتمعات استهلاكية غوغائية تافهة.
رموز التفاهة ليسوا اناسا عاديين بل اقل من عاديين رفعهم "الإعلام الموجه" والمال إلى مراتب لم يكونوا يحلموا بها ابدا وغالبيتهم ضحايا وأهداف مختارة بدقة ومدعومة بشكل غير مباشر لتحويل:
كل من هو منبوذ إلى محبوب
وكل من هو مغمور إلى مشهور
وكل ماهو ممنوع إلى ضروري
وكل ماهو مكروه إلى مقبول
وكل ماهو غير مقبول إلى ممكن
وكل ماهو غير ممكن إلى حتمي
انقلاب القيم والأعراف وأنماط التفكير وتحويل الإنسان إلى أداة لتحقيق الاغراض الدنيئة وإلى مخلوق عديم التفكير والاحساس والذوق والحس السليم.
رموز أو نجوم التفاهة تجدهم في الثقافة والسياسة والفن والأدب والرياضة وأهم مجالات الحياة فلا استغراب من ان يتصدر "أمي" المشهد السياسي أو أن يباع منديل متسخ بإفرازات انف النجم الكروي الفلاني بملايين الدولارات بل حتى الرذائل مثل الطرب فهو في تسافل وانحدار أكبر وأعمق ومقارنة بسيطة بين غنائيي "جنائيي" اليوم والأمس تكشف الفارق.