هل يشهد أيّار وحزيران حرباً نوويّة؟!


يبدو أن دول محواس الشر الغربية ما زالت مصرة على الدفع بالعالم نحو حرب نووية فتاكة من خلال إصرارها على دعم أوكرانيا الغير المبرر ،وتحديها الدائم لروسيا والصين على الرغم من الانعكاسات السلبية لما تقوم به هذه الدول على اقتصاداتها وعلى حياة مواطنيها، وأعتقد أن الموقف العسكري في أوكرانيا خلال الشهرين القادمين سيشهد تغيرا استراتيجيا اعتمادا على طبيعة الهجوم المضاد الذي يعد له الغرب ضد القوات الروسية، وهنالك سيناريوهين لا ثالث لهما في حال اخطأت اوكرانيا ونفذت هجوما مضادا وفقا للخطط الغربية التي لا تعير اهتماما لحياة الاوكرانيين ،والسيناريو الأول وهو الأكثر احتمالا يتمثل في فشل الهجوم المضاد بكافه معانيه والذي سيتبعه هجوما معاكسا روسيا لاجتياح كامل الأرض الأوكرانية، وهروب النظام السياسي فيها وبالسيناريو الآخر قد تنجح أوكرانيا في تحقيق انتصارات بسبب كثافة الدعم العسكري واللوجستي والتخطيطي والاستخباري المقدم من الغرب ،وهنا لا يمكن لروسيا أن تقبل بأي نوع من الهزائم حتى لو كان ذلك تراجعا في المواقع التي احتلتها وضمتها وأصبحت جزءا من الأراضي الروسية وكقوة عظمة تمتلك أكبر عدد من الرؤوس النووية، ولديها تفوق ملموس في الصواريخ العابرة للقارات وفي الدفاعات الجويه المتطورة، فإنها ستلجأ لاستخدام جزءا من أسلحتها النووية التكتيكية لإنهاء الحرب في أوكرانيا من خلال استسلام النظام السياسي والعسكري.
وقد يتطوّر الموقف لاشتعال الحرب النووية بين روسيا والصين من جهة والناتو من جهة ثانية، فالصين لا يمكن أن تسمح بأي نهاية غير محسوبة للحرب الأوكرانية الروسية، لذلك نجد ارتباطا وثيقا بين مكالمه زيلينسكي مع الرئيس الصيني المتأخرة، وربما يأتي ذلك في سياق الاحتفاظ بخطوط الرجعة عند هزيمة وانهيار القوات الأوكرانية للإبقاء على النظام السياسي وفقا للشروط الروسية والمبادرة الصينية لأن الهجوم المضاد سيكون بمثابة الفرصة الأخيرة لأوكرانيا والهجوم الأخير للقوات الأوكرانية قبل توقف الدعم الغربي لها فلن يكون هنالك أي شكل من أشكال الدعم بعد هذا الهجوم إذا فشلت أوكرانيا خلال الشهرين القادمين.
ونحن نتمنّى على دول محواس الشهر التي فقدت بوصلتها الوطنية وتتصرف وهيه تعلم تبعات قراراتها ،ومخاطر ذلك على شعوبها بأن تتوقف عن ذلك التصعيد وتطلب من أوكرانيا الانصياع للمبادرة الصينية والجلوس على طاولة المفاوضات، لكي تكون عبرة لكوريا الجنوبية ولتايوان لحثهم على عدم المغامرة بشعوبهم وبدولهم كما جرى في أوكرانيا.
حفظ الله العالم من دول محواس الشر.