الاعلام و (الطشة!!)


في متاهات الجهل وقصور الفكر في مجال ما ؛ علينا ان نترك لكل ميدان او مجال رجاله أصحاب الاختصاص ، هذا هو المنطق  اذا ما اردنا ان نطور اي مجال  ، سواء كان مجال اعلام او  مجال تربية او مجال طب؛ وغير ذلك من المجالات المختلفة، وانا هنا  اتكلم عن مجال وتخصص الاعلام ، وكيف يقوم  الاعلام المهني بدوره وفق خطوات اكاديمية؛ مدروسة كي يحقق الهدف الأكبر؛ الا وهو  التاثير على المتلقي واقناعه فكريا  لا عاطفيا ؛ بالمادة التي يطرحها، ومن هذا المنطلق علينا ان نميز وندرك  بين قواعد واسس  ( علم الاعلام) وفيما يسمى ( الطشة)، 
فهناك من هو  لا يفقه علم الاعلام ؛ بحيث  يتصور  ان ما يسمى  ( الطشة ) اعلام؛  لأنه ينظر الى كثرة المتابعين لحالة معينة من الحالات( الشاذة)، ويتصور انه اذا حدث التاثير والانجذاب فهذا اعلام مؤثر !!، وفي نفس الوقت ينظر الى الاعلام الرصين  على انه غير  مؤثر  على مساحة واسعة  ، وفي حقيقة الامر ان الفرق مابين الاعلام الحقيقي المبني على قواعد علمية وبين ( الطشة ) الكاذبة والفارغة هو فرق جوهري وكبير، لان الاعلام الجاد والحقيقي اذا ما أثر على عدد قليل من الناس ؛ فهذا  يعني انه استطاع أن يكسب عقولهم وبالتالي يتحول هذا العدد القليل الى مصدر  إشعاع وتغذية للفكرة التي  طرحها الاعلام الجاد،  على عكس ( الطشة ) فأن تأثيرها مؤقت بعيد كل البعد عن اقناع او اقتناع الطرف الاخر، لانها  ( الطشة)لاتستند على العقل ولاعلى قواعد علمية  ؛بل تستند على امور شاذة ومخيبة  للامال، سرعان ماتندثر وتزول ؛ وهناك شواهد عديدة وكثيرة  في هذا المجال؛  ولعل خير شاهد على ما أقول هو ماحدث خلال القرن الماضي بين  الكاتب المصري الحاصل على ( نوبل) نجيب محفوظ و ( المهرج) محمود شكوكو حيث صرح الأخير( شكوكو) لإحدى الصحف قائلا ؛ ان نجيب محفوظ غير مشهور وغير مؤثر وانا اشهر منه وجمهوري واسع جدا ،وإنني ادعو نجيب محفوظ ان يقف معي في ميدان التحرير  ويرى بعينه كيف ان الناس سوف تتجمع حولي ولا يتجمعون حوله ، فلما  سمع نجيب محفوظ هذا الكلام ابتسم وقال ؛ ليس هناك حاجة ان اذهب بنفسي الى ميدان التحرير ؛  بل ارشح ان تذهب راقصة ( عارية) ويذهب شكوكو لنرى   كيف تتجمع التاس حول الراقصة وتترك شكوكو ، بمعنى ان الكثرة حول الشيء ليس معناه الأفضل او انه مؤثر  بل يعني في الكثير من الأحيان انه ارديء وأقل قيمة.
حقيقة ان نجيب محفوظ قدم درسا كبيرا وعظيما في كلامه؛ وهو ان الامور الشاذة لاتصمد وانها  تختفي بنفس سرعة قدومها على عكس الامور الجادة المبنية على اساس علمي وممنهج؛ فانها باقية ومؤثرة جدا  والدليل بقى فكر وارث وكتب وروايات نجيب محفوظ واصبحت تدرس في الكثير  من مدارس وجامعات العالم ؛وفي المقابل لاذكر يذكر ل ( طشة) شكوكو 
علينا ان نكون واثقين في عملنا الاعلامي وان نثق بتأثيره على المدى البعيد ؛
ولكن للأسف الشديد  ؛مازال من يتحكم بمقدرات  وادوات الاعلام  عقول  بعيدة كل البعد عن فهم الاعلام جيدا ؛ومازالت تؤمن ب ( طشة) النكرات من أمثال( جوجو دعارة)  أجلكم الله وغير ذلك الكثير. 
لا ياسادة اذا كنتم ترغبون في اعلام جاد ومؤثر؛ فعليكم ان تدركوا الفرق بين الاعلام الحقيقي و ( الطشة ) المتمثلة ب( شكوكو وجوجو دعارة) أجلكم الله.