الهيمنة الغربية واستراتيجية القطعان المتقاطعة!!


هارون الرشيد يمول الحملة الصليبية على مسلمي الأندلس!!
واهم من يتصور أن الغرب الصليبي لا يعرف ما يكفي عن المسلمين!!.
أكثر منه توهما من يفترض أن سياسات الغرب تجاه عالمنا الإسلامي يجري تجهيزها مساء قبل تناولها على مائدة الإفطار!!.

الأكثر توهما من هذا وذاك من يتحدث عن التقدم الغربي والتخلف العربي باعتباره تطورا طبيعيا وأن هيمنة الغرب علينا حدثت لأنه سلك سبيل العلم والعقل أما نحن فالتزمنا طريق الدين والخرافة كما يزعم العلمانيون أو لأننا (تركنا ديننا) كما يردد الإخوان والوهابيون وأن علينا العودة إلى حيث كنا ومواصلة الغزوات والضرب بالسيف وإطالة اللحى وقص الشارب وتقصير الثوب والتسوك بالسواك قبل كل صلاة وقبل النوم وبعده وأثناء تلقي التعليمات من حلف شمال الأطلنطي!!.

الاهتمام بالعقل والعلم مسألة فطرية لا تحتاج إلى صراخ العلمانيين أو غيرهم إلا أن العقل لا يعمل في فراغ بل يحتاج لاهتمام وعناية ورعاية كما أنه يحتاج لنقاط انطلاق ولا يمكن إحداث انطلاقة علمية (قطاع خاص) فالتقدم العلمي مشروع أمة وليس مسئولية بضعة أفراد.

تمكن الغرب منذ قرون عديدة من الهيمنة على مقاديرنا ومصادرة أموالنا وقد تجلى هذا في نهب ثروات مصر والمنطقة وتسليم أغلبها للغزاة الفرنج بل وصل الأمر لأبعد من هذا فهارون العباسي كان يمول حملات شارلمان على الدولة الأموية في الأندلس ودونكم هذا النص المذهل:

يقول الدكتور مجيد خدوري[1] أن هارون العباسي أرسل مع أحد رجالاته رسالة إلى شارلمان مضمونها (إنا أتانا من ملك الفرنجة رسول يقرئنا فيها السلام فرأينا أن نوجهك إليه بألطاف نروم إليه أن يتقبلها في سبيل المودة لغاية نرغب فيها إليه من التعصب على بني أمية الذين يمزقون الأندلس فيما هو واقع بينهم من حروب، فإذا وافقنا على ما نروم من الاستيلاء على ديارهم فهو المقصود من إنفاذك إليه واجهد أن تسترق لبه بخلابة لسانك وتقدم إليه بالوعد الجميل أننا نوفيه حقه يوم الفتح ونصرف إليه نفقات الحرب من بيت مالنا ونجري الأرزاق الواسعة على جنده ونقاسمه ما تحوي خزائن الظالمين من المال والجوهر)..

الغرب الصليبي أدرك منذ ذلك الزمان السحيق أي منذ اثني عشر قرن أن العرب كما يسميهم البعض أو المسلمين لا يبالون بارتكاب أي جريمة أو التحالف مع (أعداء الإسلام) كما يصفهم (مثقفو الصدفة) الذين يزعمون أنهم يريدون استعادة ديار الإسلام في الأندلس، من أجل إبقاء أسرة أو شخص على قمة السلطة أطول فترة ممكنة، أو القضاء على أسرة منافسة بينما هم مصرون على مواصلة طريق يوسف بن أيوب وهارون الصليبي عفوا أعني العباسي عفوا هارون الرشيد!! يا أمة ضحكت من غفلتها وبلاهتها الأمم!!.

وقبل قرن واحد من الزمان كرر الغرب الصليبي نفس اللعبة حيث استفاد من بلاهة وغفلة وسذاجة قادة الأمة حيث تمكن من محو العثمانيين من الوجود بفضل تحالفه مع الوهابيين والعروبيين ثم قام بإخضاع السلاجقة الأتراك أو ما من بقي منهم وضمهم لحلف شمال الأطلنطي واستخدمهم في حربه ضد سوريا ورغم ذلك ما زال (مثقفو الصدفة) يحلمون بخلافة إسلامية هذه المرة بنكهة أطلسية!!.

ليس الأمر متعلقا بمؤامرة افتراضية يجري البحث عن خيوطها بل واقع بائس وتجارب مريرة لم يتعلم منها أحد حيث يرفع الجميع شعار النار ولا العار!!.

الغرب الصليبي فرض هيمنته على عالمنا الإسلامي ووضع خططه منذ اثني عشر قرن على قاعدة استخدام تلك القطعان في إخضاع بعضها بعضا لصالح السيد الأوروبي.

بؤسا لكم وسحقا!!.