لَن يدخُل لبنان في المجهول وللعابثين في أمن الوطن نقول لا تكونوا ذراع إسرائيل الطويلة


مؤامرة كبيرة على لبنان، حيكَت بصبر وتَأَنِّي قبل أربع سنوات.
اول فصل من فصولها تَمَنُّع شركة تحويل الأموالOMT لمالكها ميقاتي وشركائه بتسليم التحويلات الخارجية الى لبنان لأصحابها بالدولار،
ثُمَّ تبعها حجب العملة الخضراء من قِبَل المصارف عن المودعين بحجَة عدم توفره وتَمَنُع مصرف لبنان توفير السيولة،
تهريب الأموال إلى الخارج وصولاََ إلى التلاعب بسعر الصرف وإرتفاعه الجنوني مقابل العملة الوطنية،
إستقالة سعد الحريري من دون أي دافع حقيقي أو سبب وجيه رغم مناشدته من قِبَل العقلاء، 
إسقاط حكومة حسان دياب ليسَ إلَّا للنكايات السياسية! 
حجز ورقة التكليف من قِبَل إبن بطوطَة في أصعب ظرف قاهر يمر بهِ الوطن لتسعة أشهر، 
إختلاق المشاكل والأعذار مع رئيس الجمهورية ثم الإعتذار من دون إعطاء أي سبب أو عذر مقبول،
تَبِعَ الإعتذار نزول شبيحَة تابعين لتيار المستقبل الى الشوارع ورشق الجيش بالحجارة والزجاجات الفارغة والإعتداء على المطاعم وأرزاق الناس، 
فور الإعتذار تحركت منصة التلاعب بالدولار ليلامس أل ٢٣٠٠٠ ليرة لبنانية، 

إن كل ما يجري على الأرض مدروس بِدِقَة ويُنَفَذ بعناية وبتوجيه من غُرفة سوداء موحودة داخل السفارة الأميركية في عوكر بهدف زرع الفتنة ونشر الفوضَىَ، مع العلم أن اللذين يقومون بكل تلك الأفعال يعرفون تماماََ مَن المستفيد من هذا الشَغَب، (إسرائيل).

كُنَّا نربئ بالرئيس سعد الحريري أن يكون على قدر كبير من  المسؤولية وأن يدرس خطواته جيداََ ويتَنَبَه إلى ما ستؤول إليه الأمور في البلاد نتيجة خطورة خطوته الغير محسوبه والناقصه. 

لكن في حقيقة الأمر سعد الحريري شَعَر بصعوبة التأليف لأسباب كثيرة أهمها الموقف السعودي من شخصهِ الكريم،
وعدم وضوح رأي الولايات المتحدة الأميركية بالنسبة لحكومته إيجاباََ أو سلباََ، ولأن واشنطن عَوَّدت الجميع أنها تقول غير الذي تريد أن تفعل! ودائماََ تخفي وراء الأكُمَّة ما هوَ أكبر وأصعب وأدهىَ من الذي تظهره للناس؟
ثالثاََ : عقدة البيان الوزاري التي تعتبر أصعب من التأليف بحد ذاته في ظل هكذا انقسام عامودي بخصوص سلاح المقاومة وعبارة الثلاثي الذهبي جيش وشعب ومقاومة يُصبح منح الثقة أصعب وأصعب.
من هنا نستطيع أن نقول أن سعد الحريري نفذَ أوامر خارجية بإعتذاره وأثبَت كما نعرفه بأنه ليس رجل دولة أو صاحب مواقف يُحتَذى بها كونه مسؤول  قياسه ٥٤ ويرتدي ثوب زعامة قياسه ١٠٠٠ كبير جداََ عليه لا يليق بهِ، وكارَهُ الوحيد الذي يجيد العمل به هوَ القفز من السفينة في وسط الأمواج المتلاطمة وتركها لمصيرها من دون أي حِس بالمسؤولية.

أميركا التي تريد نشر الفوضَىَ في لبنان تدرك تمام الإدراك أن القوم اللذين قاتلوا واستشهدوا وأُثخنوا بالجراح دفاعاََ عنه وهزموا أعتى قوة في الشرق، هم على أهبَة الإستعداد لكي يقاتلوا ويستشهدوا في سبيل الحفاظ على تلك الإنجازات ومنع تدحرج الأمور نحو الأسوَأ، ومستعدون للوقوف خلف جيشهم ومؤسساتهم لحمايتها وحفظها من الإنهيار وهذا الأمر مؤكد تماماََ ولا غُبار عليه بتاتاََ.

إعتذار الحريري بعد تسعة أشهر أضاع الوقت في الظرف الصعب، وأعادنا الى مربع الصفر وعلى رئيس الجمهورية أن يدعو الى إستشارات نيابية مُلزِمَة ثانية ستكون عبارة عن حفلَة تَمَنُع عن المشاركة ودلع سياسي بشكل مقصود إفساحاََ في المجال أمام الفوضى التي تنتظرها أميركا.