النأي بالنفس والكيل بمكيالين


دعاة الحياد في لبنان والنأي بالنفس عن الخلافات بين الأشقاء العرب تراهم يسارعون إلى التدخل في النزاعات العربية نصرة للظالم على المظلوم وتثبيتاً لعدوان الطاغية على المحروم.

وتنكراً للعدالة وتأكيداً للجبانة خوفاً من سطوة الظالم وبطشه واستدراراً لعطائه وعطفه.

والأدهى من ذلك كلّه أنهم يعيبون على غيرهم التدخل فيما يجيزون لأنفسهم التوغل.

فهم يكيلون بمكيالين ويزنون بميزانين قد عميت أعينهم عن رؤية دماء وأشلاء أطفال ونساء وشيوخ اليمن المستضعفين وهزّ كيانهم الانتقام من السعوديين والإماراتيين الظالمين. 

فإذا عدّوا التدخل عيباً نذكرهم بالحكمة القائلة:

"من نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم رضيها لنفسه، فذلك الأحمق بعينه."                       
                                   (نهج البلاغة)

إلى هؤلاء نقول:

كفى بالمرء ذلاً أن يُسكت صوت ضميره تزلفاً للظالم.

ويكفيه عاراً أن يعيب على الأحرار نصرتهم للمظلومين أمام الطغاة الفجار.