الانتخابات في خطر !!!


لعلنا جميعاً نتذكر منذ أعلان الحكومة العراقية عن موعد الانتخابات المبكرة في شهر تشرين الأول 2021 ان هناك تحركات لمحاولة تأجيل الأنتخابات وعدم إجرائها في موعدها.
الأسباب وراء هذا التوجه كثيرة منها داخلية وأخرى خارجية وكل له أسبابه ، فالبعض يرى نفسه وكتلته السياسية غير مؤهلاً لخوض غمار هذه الأنتخابات ، والبعض يريد وقتاً أطول لعقد تحالفات مستقبلية نحو تشكيل الحكومة القادمة ، وبعضاً اخر ارتبط بأجندات خارجية تريد إشاعة الفوضى في الداخل العراقي وعرقلة إجراء الأنتخابات في موعدها المحدد.
وأخطر ما في هذه التوجهات هو الصراع السياسي المرتبط بالعنف ، فقد شهدت الأسابيع الماضية أحداث عديدة في الداخل العراقي لا يمكن وضعها في خانة الصدفة ، فقد نشطت خلايا داعش النائمة فجاة وأصبحت القوات الأمنية مشغولة بمطاردة هذه الخلايا في أكثر من محافظة وحتى في أطراف بغداد.
وأتت حوادث أستهداف ابراج الكهرباء والحرائق الكثيرة التي أصبحت ظاهرة يومية تطالعنا بها وكالات الانباء يوميا الى أن وصلت الى حريق مستشفى بالكامل مع مرضاه وكوادره الصحية .
إذا كانت بعض الكتل السياسية لا تريد أجراء الأنتخابات فهذا غير مبرر لأحراق العراق واستنزاف موارده وتدمير بناه التحتية من أجل غايات سياسية أصبحت معروفة ، وهذا ليس أستنتاج وإنما اصبحت اللجان التحقيقية وحتى رئيس الوزراء العراقي يصرح بذلك علانية أن وراء هذه الأحداث أطراف سياسية ولم تعد الأمور خافية ، بحيث أصبحت الاتهامات توجه مباشرة الى شخصيات وجهات سياسية مشتركة بالعملية السياسية.
في ظل كل هذه الأوضاع وما تبع من تداعيات بعد خطاب السيد مقتدى الصدر في الأنسحاب  من الأنتخابات والعملية السياسية ، كل هذه العوامل تضع الأنتخابات في خطر حقيقي وهناك خشية من تأجيلها أو إجرائها في موعد بعيد عن المواعيد الدستورية ، وهذا خطر حقيقي يواجهه البلد في فترة عصيبة وتحمل متغيرات كثيرة.
على الكتل السياسية سواء المشاركة في العملية السياسية او التي لا تجد نفسها مشاركة في هذه العملية أن تدرك حجم المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقها ، فأي توتر سياسي أو أمني سيلقي بظلاله على العملية الأنتخابية ويتأثر مزاج الناخب العراقي وفقاً لهذه المتغيرات لكونه معبأ أيديولوجياً ويتبع الزعامات التي يؤمن بها سواء كانت هذه الزعامات سياسية او دينية او عشائرية ، فلا زال العقل الجمعي حاضرا في سلوكيات الفرد العراقي ولا يمكن ان يتحرر من هذه القيود بسهولة ، وقد يتغير مزاج الناخب العراقي حتى قبل ساعة من إجراء الانتخابات خصوصًا وأن شريحة كبيرة من أبناء الشعب العراقي يعيش تحت ضغوط نفسية وأقتصادية صعبة ، واي ضغوطات في هذه الفترة تكون كالشرارة في الهشيم ويمكن أن تعود ظاهرة الأحتجاجات الى الشارع العراقي وهناك من يدفع لهذا التوجه في محاولة لأبقاء الوضع على ما هو عليه والتستر على ملفات خطيرة قد تكشفها الحملات الانتخابية التي ستفضح الكثير من الفاسدين والجهات التي تدعمهم.