"على أعتاب التدويل"


بينما يقف الشيعة على صفيح ساخن، تقف الولايات المتحدة ومن ضمته في معسكرها 
على أرضية مريحة .
مخرجات انتخابية جعلت من الشيعة فائزهم خسران وخسرانهم في مواجهة مجلس الأمن .
في حين استقرت خيارات الكورد على انتظار مايسفر عنه المخاض الشيعي العسير ، والمكون السني على اعتاب بلورة تحالف جديد بين عزم وتقدم ، يجعل من إي حليف شيعي معهم في المستقبل مرغماً على إمضاء مقرراتهم وفوزه  بالانتخابات عديم اللون والطعم والرائحة.
أمريكا التي اشارت على حكومة الكاظمي بالتوجه الى مجلس الامن لمراقبة الانتخابات العراقية إنما قامت بذلك لضمانة نجاح سيناريو التدويل بكل سلاسة لو فشلت خياراتها وتطلعاتها بالانتخابات.

هي تأمل ان تسفر الانتخابات على صدام شيعي شيعي سواء على خلفية نتائج الانتخابات أو النزاع حول حل الحشد الشعبي ، وكلا النزاعين هو إضعاف للمكون الذي ينتمي له الحشد الشعبي وتنبثق منه ممانعة التواجد الاجنبي والتطبيع.

أن القرار 2576 يجعل من العراق الموضوع تحت طائلة البند السادس أقرب مايكون للبند السابع بمجرد حدوث أي صدام من شأنه أن يخلق ارباكا في الوضع العام
الامر الذي قد تفتعله امريكا بنفسها.
المهم في الامر ان هذا القرار يمنح لجنة (يونامي) الحق بان ترفع تقاريرها عن الانتخابات العراقية بشكل مباشر لمجلس الامن المتكون من خمسة دول اثنان منهما لايرون الا ماترى امريكا اما الصين والروس فليسوا على استعداد ان يمارسوا حق النقض لاجل عيون العراقيين،  في ظل توازنات دولية معقدة بعضهم غريم بعض.
ولا العراق تلك الدولة التي يربطها تحالف مصالح مع الروس كسوريا أو مصالح تجارية للصين لايمكنها التفريط بها حتى يمكن لنا ان نطمح (بالفيتو) لمنع اعادة العراق للبند السابع.
انا لا اقول انه قدر  وانما اتكلم بمعطيات
على ارض الواقع.
ولو حصل الامر واعيد العراق للبند السابع فلن يكون امام الشيعة وحدهم الا المواجهة، وفرصتهم الوحيدة انهم يفرضون سياسة الامر الواقع في تلك المواجهة ولكن أنى لهم ذلك وهم متفرقون .
عندها لن يكون الاقتتال الا في بيئتهم فحسب كما كان الحرمان والحراك الشعبي وما تبعه من اضطرابات في مناطقهم وحدهم.
إن خلاصة مايمكن قوله إذا اردت وطن فكن شيعيا وفكر بعقل شيعي .
إذا اردت وحدة هذا الوطن ففكر بعقل شيعي وتكامل بروح شيعية.
إن هذا ليس كلامي إنه قول اخواننا السنة والكورد .
الا ترونهم لم يتحالفوا مع احد من الفائزين الشيعة ؟
الم يقولوا لكم وحِّدوا امركم وحلوا مشاكلكم ثم أتوا إلينا.
هذه الحقيقة التي غيبت واريد لها أن تكون سبة على من يجاهر بها.
فالعراق لايمكن له ان يكون عراق من دون وحدة الصف الشيعي بسلمهم أو حربهم.