سقوط أردوغان بين أدلب وأذربيجان


جنون العظمة الذي يداعب عقل أردوغان وأهدافه بأعادة أمجاد أسلافه تحطمت عند حدود أدلب وأذربيجان وقالت له طهران توقف فهذه هي حدود انتهاء اللعب؟؟ ولم يعد مسموح لكَ تخطي الخطوط الحمراء..
وقد ساند إيران بهذا الموقف اللاعب الأساسي في الشرق  الأوسط  وتحديدا"في ملفي  أدلب وقراه باغ روسيا التي تعمل على توجيه دفة السياسة والمفاوضة الأولى على هذه الملفات الساخنة
وما يجري من حشود عسكرية ضخمة متوجهة إلى الحدود الإيرانية الأذربيجانية وتأهب الحرس الثوري لأجراء مناورات هي الأضخم فهي رسالة ذو أبعاد ثلاثية أقل ما يقال فيها انها رسائل ثلاث لمثلث الجنون تركيا وإسرائيل وأذربيجان.
والقصد من ذلك هو تحرك إيران لوقف أي إعتداء جديد وهي صاحبة القرار فالقانون الدولي يعتبر ان جزء من قره باع المتنازع عليها بين أذربيجان وارمينيا تعود ملكيتها لإيران ولها الحق بالدفاع عن ما تملكه..
هذا الجنون الذي (كان) يفكر به أردوغان ينسحب على أدلب التي لا تقل أهمية البحث فيها عن ملفات القوقاز الساخنة مما جعل من أردوغان ضعيفا" أمام هذه المخاطرة التي كان يعمل عليها ولم يكن امامه للخروج من هذا المأزق إلا مداعبة عواطف القيصر الروسي للخروج بأقل خسائر ممكنة وهذا ما تطرق إليه أردوغان في قمة سوتشي الرئيس الروسي والتي جرت خلف أبواب موصدة ومنع أحد من المشاركة فيها حتى رئيس المخابرات التركية الذي كان ضمن الوفد المرافق لأردوغان لم يحضر هذا اللقاء، وكان الطبق الرئيسي والوحيد  على طاولتهما هو ملف (أدلب)
وما يحمل من أشكالات خصوصا" وان ملف  أدلب فيه مصالح مشتركة للروسي والتركي
فالجميع يعلم حجم العلاقات بين تركيا وأوروبا واميركا من جهة والعداوة الغربية لروسيا من جهة أخرى وتيقن أردوغان بعدم مساومة الرئيس الأسد على اي جزء من أرضه وان الحل العسكري بات وشيكا" من قبل الدولة السورية وما ستؤول إليها الأمور والضرر الذي سيلحق بقواته المتواجدة على أرض سورية وتلميح اميركا بانسحابها من أدلب كل ذلك جعل من أردوغان مجبر على أن يكون المبادر لطرح الحلول؟
وما يؤكد ذلك هو تصريح المتحدث بأسم الرئاسة الروسية (ديمتري بيسكوف) الذي قال أن أستمرار الوجود الإرهابي في منطقة أدلب وشمال غرب سورية  أمر خطير وغير مقبول ويؤثر على تقدم الحل السياسي في البلاد،
اضافتا" إلى أمكانية التوافق بين الدولة السورية والأكراد على التعاون في المناطق التي تسيطر عليها قسد. هذا الأمر سوف يجلب على تركيا بحال حصوله حربا" ضاربة سوف تكلف تركيا خسائر فادحة لن يستطيع أردوغان مواجهة غضب الشارع التركي بحال حصولها.
وفي موقف اخر يدل على قوة الدولة السورية في التفاوض على أدلب هو طلب رئيس المخابرات التركية فيدان هاكان لقاء الرئيس السوري بشار الأسد فكان الرد بالرفض ومن المتوقع حصول اللقاء بين هاكان ونظيره السوري اللواء علي مملوك في الأردن
ومن الشروط الأساسية للقاء قمة بين الرئيسين الأسد واردوغان هو الأنسحاب التركي  الكامل من الأراضي السورية وتسليم المسلحين لأسلحتهم الثقيلة والمتوسطة وفتح طريق حلب اللاذقية قبل أي لقاء
من هنا يرى أردوغان ان الحل الأفضل له من الخروج بأقل خسائر هو التفاوض مع سورية عبر روسيا لتيقنه بأنه خاسر بهذا الملف وأن اي زلة قدم غير مدروسة سوف تنقلب عليه في الشارع التركي لذلك هو مجبر ان يتخلى عن حلمه الأمبراطوري وإلا سوف يسقط بين أدلب وأذربيجان... والسلام