سيد القمني.. عندما يحطب العلمانيون في حبال السفيانيين!!


العلمانية مصطلح مستحدث ليس له كنه أو حقيقة أو مستقر!!.
يمكن للمرء أن يزعم أنه أهلاوي أوزملكاوي فكلا الناديين له مقر وعنوان، أما أن يدعي أنه علماني فهذا هو اللامعنى واللا عنوان!!.
بالتأمل في افتراء سيد القمني على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين ومحاولته بناء تصور ومعتقد اعتمادا على ذلك الافتراء الجاهل (إذا أراد الله إقامة دولة سخر لها أمثال هؤلاء) ومن ثم يصبح الحديث عن اصطفاء إلهي لرسولنا الأكرم وإرساله من الله تبارك وتعالى مجرد أسطورة أسست لما يسمى بالإسلام السياسي الذي تعاني منه (مجتمعاتنا المتحضرة) حيث قرر الأخ سيد القمني إعادتها من الظلمات إلى النور أي ما قبل الإسلام.
هذا هو الزعم ومفاده أن النبوة صناعة بشرية والذي لهج ويلهج به بعض المستشرقين والمبشرين لا يعدو أن يكون في حقيقته دفاعا عن وجهة نظر يزيد بن معاوية (لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل)!!.
لماذا اختار أعداء محمد وآل محمد ص تلك المقولة الواهية لهدم ما تبقى من البنيان الاعتقادي للاسلام الذي يراد هدمه لأنه ما زال يؤرقهم رغم أن الدولة والسلطة جرى الاستيلاء عليها من السفيانيين أعداء النبوة منذ البدايات الأولى فصار بن عفان خليفة للمسلمين ومنحت الشام بقضها وقضيضها طعمة ليزيد بن أبي سفيان ثم لمعاوية من بعده أما مصر فمنحت طعمة لابن العاص مكافأة له على مشورة التحكيم ولم يكن للهاشميين الحقيقين نصيبا من الملك حتى هذه اللحظة!!.
الأمويون المعاصرون كما أسلافهم يقفون موقف العداء والإنكار للإسلام ويطعنون في صدق النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم فتارة يقولون أنه استقى الوحى من ورقة بن نوفل وتارة أخرى من اليهود (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آَخَرُونَ فَقَدْ جَاءُو ظُلْمًا وَزُورًا * وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا) الفرقان 4-6.
إنه نفس المعنى الذي قاله أبو سفيان للعباس بن عبد المطلب قبل فتح مكة: وقد عرضت عليه الجنود: لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيما، فقال له العباس: ويحك! إنه ليس بملك، إنها النبوة.
وهو أيضا نفس ما قاله أبو سفيان عشية استخلاف الأموي عثمان بن عفان: تلقفوها يا بني عبد شمس تلقف الكرة، فو الله ما من جنة ولا نار.
لا يفوتنك ما روى أنه لما أفضى الأمر إلى عثمان بن عفان أتى أبو سفيان قبر حمزة رضى الله عنه فوكزه برجله ثم قال: يا حمزة أو يا أبا عمارة، إن الأمر الذى كنت تقاتلنا عليه بالأمس قد ملكناه اليوم وكنا أحق به منكم.
الأمويون القدامى التزموا مرونة التكتيك فانتظروا الرسالة الإسلامية كي تنضج وتثمر دولة الإسلام ثم انقضوا عليها واختطفوها وقالوا نحن أحق بالملك منه أما الأمويون المعاصرون فجماعة من الحمقى المغفلين الذين يلقون بكل أوراقهم دفعة واحدة ويكشفون خبيئة سرهم عسى من بيده ملك الدنيا المعاصرة أن يلقي إليهم بعظمة ويستعين بهم في مواجهة ما يسمى بالإرهاب!!.
دعك إذا من ذلك النزاع السخيف عن المصير الأخروي الذي سينتهي إليه هذا أو ذاك، إذ أن السؤال المطروح عن أي قضية دافع عنها أو مات في سبيلها: هل كانوا يدافعون حقا عن سيادة العقل المنتهك والمستعبد من قبل آلهة بني أمية أم عن حبهم للظهور وإبراز مهارتهم في تبادل الكلمات واللكمات مع الجناح السلفي من عبيد بني أمية؟!