فتوى الجهاد الكفائي...

رسالة سلام و قوة كامنة


و نحن نعيش أيام ذكرى الفتوى المباركة ذكرى فتوى الجهاد الكفائي . علينا أن نقف على ابعاد هذه الفتوى فكرياً و اجتماعياً . و ان ندرك ابعاد الايديولوجية و كيف أعادت السلم المجتمعي .
قد يحاول البعض ان يضفي صفة الحرب و القتال على هذه الفتوى ولكن الاثار الخفية و النتائج المتحققة تدل على عمق المرجعية الرشيدة و نظرتها المستقبلية و انها فعلاً صمام امان هذا البلد بل للعالم و الانسانية اجمع .
مع اجتياح عصابات داعش لمحاظات العراق الشمالية و الغربية و تهديدها كل مدن العراق مع انكسار واضح للقوات الأمنية في تلك المناطق , ظهر هناك استقطاب طائفي مقيت وحرب ضد الوحدة الاسلامية كون الشعارات التي اتت بها عصابات داعش طائفية بحتة وتهدد كل المقدسات و الأديان و الأقليات الموجودة في المجتمع العراقي , و اتت الاحداث في ما بعد لتثبت هذه النظرية و ما قامت به عصابات داعش في المناطق التي سيطرت عليها اثبتت انها تحمل فكراً هداماً ولا تقف عند حدود دينية او اخلاقية و ابعد ما تكون عن اخلاق الدين المحمدي الأصيل .
لذلك اتت الفتوى في مرحلة مبكرة جداً في وقت عمت الفوضى كل شىء تقريباً و كان العراق ذاهب الى نفق مظلم و الدولة لا تملك حلول في ذلك الوقت و المجتمع منقسم طائفياَ في خضم اضطراب الاوضاع .
فكانت الفتوى المباركة هي المخرج و بصيص الضوء في اخر النفق الذي تحول الى شمس ساطعة حولت الظلام الذي خيم على العراق و المنطقة الى نور واضح وجلي تجلى في خارطة طريق لمحاربة هذه العصابات التكفيرية اولاً و دحرها و اعادة السلم المجتمعي الى تلك المناطق ثانياً و التي عملت عصابات داعش على قتل و تهجير اهلها و خلق فجوة طائفية و انسانية و محاربة ابناء الديانات الاخرى المتعايشة على مدى مئات السنين في تلك المناطق .
من هنا يتضح ان الفتوى المباركة للمرجعية الرشيدة كانت رسالة سلام اكثر منها رسالة حرب فهي موجهة ضد فئة باغية و مجرمة و لم تستهدف مكونات بل عملت على اعادة توطين المهجرين في مدنهم التي هجروا منها و اعيدت دور العبادة لجميع الديانات و المكونات دون تفريق بين دين او عرق او طائفة و هذا ما عجزت عنه جميع الجهات الرسمية و غير الرسمية .
كانت المرجعية الجهة الوحيدة التي استقبلها الجميع بصدر واسع ولاقت دعوتها لمكافحة التطرف و العنصرية و القتل قبولاً من الجميع فأنخرط في الحشد الشعبي العديد من مكونات الشعب العراقي من المسلمين و المسيحين و الايزيدين و الشبك و ابناء المناطق الغربية فكان الحشد الشعبي بودقة وطنية جمعت كل الأطياف و المسميات و بذلك اصبح هو صمام امان العراق و الحامي لهذا الوطن . 
ان ما تبع من عمليات عسكرية لابناء الحشد الشعبي من جهود في اعمار المناطق المحررة و توطين النازحين و المساعدة في توزيع المواد الغذائية وتقديم الخدمات الصحية اعطى دليلاً ان الحشد هو نتاج فتوى المرجعية و كان صاحب رسالة انسانية و ليس قوة مدافعة عن مذهب او رقعة جغرافية معينة , و عند اكتمال اعماله العسكرية داخل المدن المحررة ذهب ليحمي ثغور العراق و حدوده من اي تسلل او تدخل خارجي فبقي هذا الحشد رقماً صعباً في المعادلة العراقية رغم الحملات الشرسة التي مورست ضده لمحاولة تفكيكه او تميعه والاساءة الى منجزاته .
ان الواجب الوطني و الشرعي يدعونا الى التمسك بمرجعيتنا الرشيدة لانها الجهة الوحيدة التي لا يهمها شىء في الحياة الا وحدة هذا الوطن و السهر على مصلحة ابنائه و تقديم النصح و المشورة و المحافظة على امن و امان هذا البلد