لبنان في خطر حقيقي وسياسيوه قرروا تحويله إلى رماد


لَم تَعُد المسألَة مسألَة تأليف حكومة، ولا الخلافات سببها إسمين أو حقيبتين،

الأمر يتعلق بقرار أميركي صهيوني صَرف والأقطاب الحاكمين وقعوا بين خيارَين،

1_ او السير بما قررَت فعله أميركا.

2_ او فتح ملفاتهم والتحقيق بأصول ثرواتهم.

فقرروا السير على الطريق الأميركية الصهيونية للنجاة بأنفسهم وأموالهم،

هذه الفرقة الحاكمة الرابضة على صدر الوطن لم تَعُد تهتم فيه ولا بأبنائه  وبات هَمَّهم الأوحَد الذي يؤَرِّق مضاجعهم هوَ أموالهم وسلطانهم مُراهنين على وفاء واشنطن بما خَيَّرَتهم به إذا أطاعوها وساروا بنهجها، فتجَنَّدَ الجميع وقالوا لدورثي سمعاََ وطاعة!

والهدف واضح وجَلي (سلاح المقاومَة). 

 

الأقطاب الخمسة اللذين حكموا لبنان لثلاثين عام رغم سيرهم بالمخطط الأميركي إلَّا أنهم متوجسون من نهاية مصيرهم لأنهم رأوا بالسابق نهاية ومصير مَن أحرَق نفسه كالشمعه من أجل إرضاء الشيطان الأكبر ولا زالت صورهم ماثلة أمامهم أولهم زين العابدين بن علي، وثانيهم حسني مبارك، وثالثهم معمَر القذافي، وتَكُر السِبحَة بلا تَوَقُف، لكن لا مفر لهم من الرضوخ ولن ينفعهم العناد، لذلك يحاولون تأخير صعَودهم إلى منصة المشنقة السياسية عَلَّ عمرهم يطول ولَو لفترة وجيزة، 

 

لكن لو يفقهون ما يجري جيداََ لكانوا أنقذوا أنفسهم من قبل أن يفوتهم القطار من خلال بناء سفينة نجاتهم قبل أن يدركهم الطوفان.

أي بمعنى العمل بجديَة لإصلاح البلاد من خلال إعادة الأموال التي نهبوها أو تقديم خواريف دَسِمَة من مغاراتهم أقلها أسماء ترضي الشعب اللبناني وتهدأ من روعهِ ويسيرون في مسيرة الإصلاح بشكل جَدِّي من الممكن أن هذا الأمر قد ينفعهم أكثر بألف مرة من أن يضعوا أنفسهم بين خيارين أميركيين أحلاهما مُر،

وهمآ نهايتهم السياسية السريعة

أو إطالة عمرهم لعام أو عامين.

الحريري المعتذِر قَرَّر السير بطريق العرقلة السياسية لتشكيل حكومة جديدة منذ اللحظة الأولى التي إعتذَرَ فيها وخَذَل مَن تمنَّى عليه البقاء متمسكاََ بورقة التكليف لكسب مزيد من الوقت لهم عَلَّهُم يستفادون منه لإيجاد مخرج لأنفسهم.

والدنيا ضاقت كما الوقت عليهم وبدأوا يتخبطون حتى أن الإتصالات والتواصل فيما بينهم أصبح شبه مقطوع إلَّا فيما يخص التعاتب والتخوين وتبادل الإتهامات.

فريقين كبيرين داخل الأزمة اللبنانية غير مأزومين ومرتاحين على وضعهم السياسي رغم الأزمَة،

هم التيار الوطني الحر، وحزب الله المستهدف،

والسبب أنهم مستهدفين من الإدارة الصهيوأميركية وليسوا أداة لها وغير آبهين لكل تهديداتها بالمُطلق وتحديداََ المقاومَة.

واشنطن هدَّدَت بفرض عقوبات على الحكومة اللبنانية في حال وافقت على إدخال البنزين الإيراني وكأنَّ الخير الأميركي يتدفق من نوافذ الوزارات والمؤسسات الحكومية إلى الخارج وقد تُقفَل لكثرتها الطرقات بهذا الخير، وسنخاف أن نُحرَم منه ونصبح من دونه شعبٌ محروم!.

حزب الله متأهب ومتهيئ لكل الظروف والإحتمالات بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنىَ، ويدير بظهره إلى كل التهديدات والتهويلات الأميركية فالمعركة بالنسبة إليه هي معركة حياة او موت رسَمَ لها خطوطها العريضة ووضعَ اولوياته وعلى رأسها الحفاظ على بقاء قيام الدولة والمؤسسات، ورفع اليد الأميركية عن لبنان،

كَيف وبأي وسيلة

لا يهم فهو يمتلك القدرات والإمكانات وجاهز لكل الإحتمالات ومَن يراهن على إمتعاض الناس من الضيق الإقتصادي والمعيشي وإنقلابه على مقاومته نؤكد لهم أن المقاومة لو بقيَت وحيدَة مع الملتزمين فيها فقط لن تستسلم ولن تسلم رقاب الناس لواشنطن. 

 

من هنا يجب أن تعلم واشنطن ومَن يقف معها من خَوَنَة الداخل وضعفاء النفوس والجبناء واللصوص الخائفين على جَنَىَ ثلاثون عام من النهب المُنظَم بأن الواقعة لو وَقعت لن يجدوا مكاناََ آمناََ لهم على وجه الأرض لأن حزب الله سيقاتل في كل الأمكنه وفي كل الظروف وعلى كل الجبهات السياسية والعسكرية ضمن دائرة 360 درجة مئويَة لأنه لن يسمح للجلاوذة والأقزام واللصوص أن يحولوا لبنان إلى كومَة من الرماد ويتركوه بين الأَكُف الأميركية الصهيونية لتَذرُوهُ الرياح.

واشنطن مصرَة على إستكمال الضغط الى حَدِّهِ الأقصىَ وفريقها الداخلي متحمس لرؤية حزب الله مهزوم، واللصوص خضعوا لإرادتها وأرسلوا الرسائل للمقاومة على شاشاتهم عبر إستقبال ضيوف عملاء إرضاءََ لعوكر، والبلاد دَخَلَت عالم الفوضَىَ الذي تريده أميركا واسرائيل، وقد أصبحَت قآب قوسين أو أدنَىَ، الأمر الذي يتهَدَد المواطنين وسلامتهم، والذي ستشارك بتأجيج نيرانه تركيا المأزومة في سوريا لتأمين موطئ قدم بديل في لبنان كتعويض عن مدينة إدلب التي إخضَرَّت عيناها وأصبح الدخول إليها من قِبَل الجيش العربي السوري البطل وحلفائه مسألَة وقت بعدما حسم أسد الشام خياراته وحَزَمَ أمره بإتجاه تحرير كل شبر من أرض سورية بأي ثمن ومهما كانت التَكَلُفة من دون أن يلتفت إلى تهديدات أو فقاعات الصابون ألتي يطلقها الإخونجي رَجب طيب أردوغان. 

 

الأيام القادمة على لبنان ستكون حرارتها ملتهبَة أكثر وأي إستشارات نيابية يقررها رئيس الجمهورية ستأخذ وقتاََ طويلاََ على طريق التعطيل والمماطلة كما العادة وسيكون السبب بعض الأسماء النافرة التي ستقترح وأولها نواف سلام لأن فريق عوكر سيحاول تخيير المقاومة بين (الشيطان، والأسوَأ، والسيِّء) وأبطال التعطيل جاهزون لفعل أي شيء كَرمَىَ لعيون واشنطن وإسرائيل.