مجزرة سبايكر جُرح لايلتئم


 لن ننسى نستذكر في 12 حزيران 2014 إقدام عصابات داعش ومَن تواطأ معها على تنفيذ أكبر مجزرة حقد ووحشية وإرهاب بحق الآلاف من شباب العراق العُزل، وقادتهم إلى الذبح بمشهد دمٍ قل نظيره بالتاريخ ،صورة وحشية وقتل بطريقة يندى لها جبين الانسانية وهي جريمة ترتقي الى جرائم ابادة بحق الانسانية.

 نقف اليوم  بين يَدي الذكرى وكُلنا شموخ بقدرة شعبنا على الثأر لشهداء سبايكر ولجميع ضحايا الإرهاب والهمجية،  ونؤكد أنّ مجزرة سبايكر ستبقى جُرحاً غائراً بالضمير الوطني والإنساني، ومحطة استذكار أبدية لِما قد يقود إليه ضعف الدولة من كوارث وفتن ومجازر. وهي أيضاً درس من أن الإستسلام للأحقاد والطائفية والأفكار الهمجية لن تحصد سوى الموت والخراب الذي لن ينجو منه أحداً. 
 أن عدالة الله سبحانه وتعالى حاضرة دائما والقانون يقتضي محاسبة الجاني والمتواطئ والمقصّر والفاشل وممن تسببوا ويتسببوا بصناعة الموت والخراب والكوارث للشعب. ولايمكن ان تدفن اوراق هذه المذبحة وتكون في طي التاريخ ويجب ان تفتح صفحاتها لمعرفة من تسبب بهذه المقتلة العظيمة ومن هم اركانها لينالوا جزائهم العادل.


 ليس من السهل ان تطوي الشعوب محطات انتكاستها وكوارثها، مالم تستلهم منها الدروس والعبر ومن علامات الشعوب الحيّة أن تعي الدرس جيداً للحيلولة دون تكرار مآسيها. وعلى شعبنا أن يعي، أنّ لا سبيل لوقف مسلسل الكوارث إلا بالوعي والتضامن والتعاهد على النظام والتعايش والسلام، وبناء الدولة العادلة.

ولايمكن تحقيق ذلك الا بنظام وعملية سياسية تتحقق فيها العدالة والامن والنزاهه ومعاقبة القتلة والمسيئين وابعاد الفاسدين عن السلطة وتقديم المعالجات للبنى التحتية والاخلاقية للمجتمع وبذل الجهود للارتقاء بالواقع الحياتي بعيدا عن الوعود الكاذبة ليشعر الانسان بانسانيته  وانه في دولة المواطنة الحقيقية  بعيدا عن الظلم والقهر والالم ليحترم الدولة ونظامها وسلطتها.